ركز الائتلاف الأهلي للدفاع عن حقوق الفلسطينيين في القدس بالتعاون مع مركز القدس للديمقراطية وحقوق الإنسان ومركز أبحاث الأراضي في تقريره حول الإنتهاكات الاسرائيلية خلال شهر تموز على الاعلان عن مخطط لبناء مستعمرة يهودية على أراضي جبل المكبر تحت اسم " بيت فدرالية السفردايم بالقدس" ، من خلال نشر هذا المخطط على الطرقات بواسطة لوحات دعائية وإعلانية.
وأشار التقرير إلى توسيع مستعمرة " نوف تسيون " على أراضي سكان جبل المكبر ، حيث تواصل مستعمرة " نوف تسيون" تشطيب عشرات الوحدات السكنية المعروضة للبيع والقائمة على حوالي 100 دونم من أراضي المواطنين في جبل المكبر جنوبالقدس، والتي كان معلن عنها ومتداولاً في اسمها " نوف زهاب" التي بادر في مخططها المستثمر المستعمر "عبود ليفي" ونشرت وسائل الإعلام إعلانات ودعاية لبيع وتسويق عشرات الوحدات السكنية التي أصبحت اليوم جاهزة للاستعمال ، وفي هذا الصدد ينبغي لنا ان نذكر شهيد الدفاع عن الأرض المرحوم احمد عيد زحايكه الذي قضى نحبه متمسكاً بذرات تراب الأرض ولم تخفه كل وسائل الإرهاب والابتزاز ولم تغره ملايين الدولارات، الذي كانت عبارته المشهورة رداً على كل ترهيب وترغيب وهي " الشمس اقرب لكم من ذرات تراب ارضي." من جهة أخرى ما زالت أعمال البناء والتشطيب مستمرة في بناء كنيس يهودي على عقارات وأراضي وقف يعود بعضها لعائلة الخالدي ، سبق وان أعلن المتدينون العنصريون في وقت سابق أنهم سيبنون كنيساً قبته أعلى من قبتهم " من قبة الصخرة المشرفة "وتحاط أعمال البناء بسرية وتكتم حتى تصبح أمراً واقعاً على الأرض، وذلك دون تحريك ساكن من قبل بلدية الاحتلال ، وهذا يؤكد التواطؤ الرسمي مع كافة انتهاكات المستعمرين على الأرض والأملاك المقدسية. كما تنشر عشرات البؤر الاستعمارية في البلدة القديمة من القدس في العقارات التي تم الاستيلاء عليها وطرد أصحابها المقدسيين الفلسطينيين منها ، في شتى أحياء البلدة القديمة التي قسمتها المجموعات الاستعمارية والمخابراتية الى مربعات زرعت فيها تلك البؤر بتواطؤ من أجهزة الشرطة وغيرها في حارة السعدية وباب حطة ومدخل باب الساهرة وطريق الواد، وخلف الهوسبيس وعقبة رصاص وغيرها الكثير، وتعلو تلك البؤر أبراج يكمن فيها مسلحين بالأسلحة والمناظير وأجهزة الرصد، حتى بات هؤلاء في أبراجهم يتلصصون على المواطنين في بيوتهم وحرماتهم. ولم يتوقف أمر انتهاك حرمات المواطنين في احواشهم وفي بيوتهم وغرف نومهم وخصوصياتهم التي هي حق من حقوق الإنسان إذ زرعت قوات أمن الاحتلال حوالي 400 كاميرا في طرقات وأزقة واسطحة المباني، الأمر الذي تحرمه اتفاقيات ومواثيق حقوق الإنسان. من جهة أخرى تطرق التقريرإلى تفجير عمارة أبو عيشة السكنية التي يقطنها 60 فرداً في بيت حنينا ، وهدم 15 منزلا في أحياء متفرقة في القدس حيث فجرت بلدية الاحتلال والجيش الإسرائيلي "بالديناميت" عمارة سكنية يسكنها 60 مواطناً، بواسطة التحكم من طائرة عسكرية إسرائيلية.
ففي الساعة الثالثة من فجر يوم الاثنين 28 تموز 2008 قامت المئات من أفراد القوات الإسرائيلية المسلحة من القوات الخاصة وحرس الحدود والشرطة والمخابرات وخبراء المتفجرات، معززة بوحدات الكلاب البوليسية وقوات الإنقاذ والإسعاف الإسرائيلي بإغلاق طريق القدسرام الله في منطقة بيت حنينا، ثم سارعت القوات والكلاب البوليسية باقتحام الشقق السكنية السبع بينما كان أصحابها نيام حيث استيقظ الأطفال والنساء والرجال من نومهم مفزوعين ومرهوبين على صوت تكسير أبواب مساكنهم وغرف نومهم ، ليجدوا عشرات من القوات الخاصة المقنعة والمدججة بالسلاح والهراوات والغاز والكلاب البوليسية الشرسة في غرفهم وبين أسرهم ، والتي قامت بالاعتداء عليهم بالضرب والصراخ و الدفع بالأرجل و العصي وأعقاب البنادق، لتقودهم بملابس النوم الى خارج غرف نومهم ومساكنهم ولتبعدهم مسافة 50 متراً عن المبنى، وتبقيهم في العراء وفي الظلام على شارع القدسرام الله في حالة من الهلع والرعب، ووسط المئات من أفراد الجيش الإسرائيلي. ثم شرعت جرافات الاحتلال الإسرائيلي بنهش جدران الطابق الأرضي من العمارة المكونة من خمسة طوابق ، بمسطح 1500 متر مربع ، واستمرت عملية هدم جدران الطابق الأرضي أكثر من 12 ساعة متواصلة، الأمر الذي لم يكن سهلاً بسبب توسط العمارة مجموعة من العمارات السكنية الكبيرة المأهولة ، بينما انهمك خبراء التفجير والتدمير الإسرائيليين في زرع الديناميت والمتفجرات في فجوات أحدثتها حفاراتهم الثقيلة. وتطرق التقرير إلى حي سلوان فالمخطط الإسرائيلي العنصري في حي البستان ما زال يهدد حياة وأمن واستقرار اكثر من 100 عائلة ، حيث لم تتوقف يوماً بلدية الاحتلال عن ترويع وإرهاب أكثر من 1000 طفل وامرأة ورجل في حي البستان بسلوان ، منذ اضطرها الاحتجاج الجماهيري لأصحاب البيوت خاصة وأهل سلوان ومؤسسات حقوق الإنسان الفلسطينية والأجنبية واليهودية أيضاً على المخطط الإسرائيلي القاضي بهدم وترحيل أكثر من 100 سكن في حي البستان، وقد كشفت البلدية آنذاك في عام 2005 عن نيتها بإخلاء السكان من بيوتهم وتحويل الحي الى حديقة " حديقة داوود " بموجب المادة 212 /5/65 القاضية بمحاكمة الحجر، رغم ان من بين هذه البيوت بيوت قائمة قبل قيام دولة الاحتلال عام 1948 وبعضها قبل احتلال شرق القدس عام 1967، وبعضها قائم منذ 30 و20 عاماً. أما على صعيد المداهمات فقد داهمت قوات من الجيش الاسرائيلي مجلس محلي قطنة وصادرت أوراق ومستندات وثلاثة أجهزة حاسوب ، كما تطالعنا سلطات الاحتلال الاسرائيلي بين الحين والآخر بقراراتها بإغلاق مؤسسات مقدسية ، أو تقوم بتجديد قرارت الإغلاق بحق المؤسسات المقدسية المغلقة بموجب قرارات وأوامر إدارية من وزارة الداخلية الاسرائيلية ، بذرائع لا تستند إلا إلى قانون وقوة المحتل الهدف منها فقط تهويد القدس بكافة السبل والطرق المتاحة ،حيث أصدرت سلطات الاحتلال الاسرائيلي قراراً يقضي بإغلاق مكاتب شركة مجلس الإسكان في حي الشيخ جراح من قبل وزارة الأمن الداخلي . ولم تقتصر الممارسات الاسرائيلية على هذا الحد بل طالت المس بالكرامة الانسانية سواء كانت للأحياء أو الأموات فبعد أن ألغت كل معالم الكرامة للأحياء ولم تبق على شيء منها وجدت ضالتها في مس كرامة الأموات الآمنين في مقابرهم ، في سابقة هي الاولى من نوعها حيث قامت سلطات الاحتلال الإسرائيلي بطمّ جزء مهم من مقبرة باب الرحمة المجاورة للمسجد الأقصى المبارك بهدف إقامة حديقة إسرائيلية تهويدية على أرض المقبرة وزراعة أرض المقبرة بالعشب الاخضر ، كما إعتدت شرطة الاحتلال على المقبرة وقامت بخلع عدد من شواهد القبور وطمت مساحة منها بالتراب الأحمر. ومنعت الشرطة الاسرائيلية وفدا من لجنة رعاية مقابر القدس و مؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات الاسلامية من الاحتجاج ، وأصدرت أمرا يقضي بمغادرة الوفد للموقع وعدم دخول المنطقة كونها منطقة مغلقة واحتجزت الشرطة الاسرائيلية أعضاء الوفد وبطاقاتهم الشخصية وعملت على استجوابهم ومنهم المهندس مصطفى أبو زهرة رئيس لجنة المقابر، مع العلم أن مقبرة باب الرحمة هي مقبرة إسلامية يعود عمرها الى 1400 سنة مضت . من جهة أخرى عقدت المحكمة المركزية للاحتلال الإسرائيلي في القدس بتاريخ 24 – 7 – 2008 جلسة قررت فيها حبس المواطن ماهر حنون لفترة ثلاثة أشهر لعدم إخلاء عائلته من بيتها لصالح المستعمرين اليهود المتدينين من جماعة عطيرات كوهنيم العنصرية التي تدعي ملكية الأرض التي يقوم عليه إسكان الشيخ جراح المكون من 28 وحدة، أحدها بيت حنون الذي تقطنه ثلاث عائلات يزيد عددها عن 16 فرداً أكثر من نصفهم أطفال جميعهم ولدوا في البيت الذي ورثوه عن ابيهم منذ 56 عاماً. وجاء قرار القاضي " يتسحاق شمعوني" بسجن حنون لمدة ثلاثة شهور وهو المعروف بعدائه للعرب وهو عضو في جماعة السفراديم المدعية بملكية الأرض، وسبق للعائلات المقدسية ان ادعت بعدم ملكيته للنظر في قضية هو طرف فيها، وأفاد محامي العائلة الأستاذ حسني أبو حسين ان قرار القاضي جاء مناقضاً لوثيقة تثبت ان الأرض قسيمة رقم 30527 التي يقوم عليها بيت عائلة حنون ليست جزءاً من الأرض التي يدعي المستعمرون اليهود بملكيتها وذلك بشهادة مساح الدولة وتوقيعه وختمه ، فيما تأجل النظر في بيت عائلة الغاوي احد بيوت إسكان الشيخ جراح الذي تسكنه ست عائلات يزيد عددها عن 46 نفراً جميعهم ولدوا في البيت ذاته الذي ورث عن الآباء منذ 56 عاماً أيضا، وتدعي جماعة من المستعمرين اليهود ملكية الأرض التي يقوم عليها البيت وقررت محكمة الاحتلال إخلاء البيت لصالح المستعمرين اليهود، لكن العائلة استأنفت ضد القرار من خلال المحامي حسني أبو حسين وأجلت المحكمة القرار في القضية إلى 10 أيلول 2008. كما أصدرت محكمة العدل العليا الإسرائيلية قراراً بحق عائلة مقدسية مكونة من رجل مسن مقعد وزوجته وأبنائه الخمسة وعائلاتهم بإخلائهم من مسكنهم الكائن في منطقة حي الشيخ جراح, والمقيمين فيه منذ العام 1956. ففي 14 تموز 2008 جاء قرار المحكمة العليا الإسرائيلية بإخلاء عائلة المواطن محمد كامل الكرد "أبو كامل"، بحجة ان العقار ملك لجهات استيطانية. وفي إطار السياسة الاسرائيلية المبرمجة لدعم الأنشطة والممارسات التعسفية للجماعات اليهودية المتطرفة وفي ظل الإصرار الاسرائيلي على إستمرار عدوانها وانتهاكاتها الصارخة في حق المواطنين المقدسيين ، إعتدى جنود الاحتلال وأفراد الجماعات اليهودية المتطرفة، داخل القدس القديمة ومحيطهاعلى المواطنين المقدسيين ، حيث قامت جماعات من اليهود المتطرفين بالإعتداء على سيارات المواطنين في منطقة التلة الفرنسية وبيت حنينا وحي المصرارة والشيخ جراح وحطموا زجاج العديد منها وأعطبوا عجلاتها واعتدت قوة من شرطة الاحتلال، على سكان الحيّ الإفريقي الملاصق للمسجد الأقصى المبارك واطلقوا العديد من القنابل الصوتية الحارقة والغازية المسيلة للدموع على جموع المواطنين الذين تجمهروا للتصدي لشرطة الاحتلال المعتدية، وأصيب عدد من المواطنين عُرف منهم : عيد قوس ونقل إلى المستشفى لتلقي العلاج ، واستمرت الحملة الاسرائيلية وشملت حارة باب حطة حيث داهمت البيوت واعتقلت واحتجزت أعداد كبيرة من الشبان ونكلت بهم . كما أصدرت محكمة عوفر العسكرية حكماً بالسجن على الشاب يعقوب نبيل الخطيب 18 عاما من بلدة العيزرية بالسجن الفعلي لمدة 26 شهراً و15 شهراً مع وقف التنفيذ ودفع غرامة مالية بقيمة ثلاثة آلاف شيكل. وداهمت قوة من جيش الاحتلال بلدة عناتا واعتقلت المواطن يزيد أحمد الحوت ، حيث قامت قوة كبيرة من جنود الاحتلال والوحدات الخاصة يغطون وجوههم بالطلاء وعدد من رجال المخابرات الإسرائيلية بإقتحام منزل الشاب يزيد الحوت بعد منتصف الليل واقتياده إلى سجن المسكوبية بعد أن عاثوا خرابا في منزله و اعتدوا على أفراد الأسرة . كما سمحت سلطات الاحتلال لجماعات يهودية متطرفة بتنظيم مسيرة إلى بلدة صورباهر عقب حادثة الجرافة غربي القدس وأستشهاد الشاب غسان أبو طير . فيما داهمت القوات الاسرائيلية عدد من البلدات والمنازل وأعتقلت أربعة مواطنين في أحياء وبلدات القدس ، كما إعتدت بقنبلة صوتية على الفتى احمد عبدالله خلف من العيزرية ، مما تسبب بفقدان سمعه ، كذلك قامت قوات الاحتلال بملاحقة عدد من العمال ببلدة بيت اكسا وأصابت عدد منهم بجروح بين بالغة ومتوسطة .