دخل أعضاء الحزب الاشتراكي المحلي بمدينة آسفي حرب البيانات، التي وزعت في المدينة على رواد المقاهي، والمارة، والصحف، والجمعيات والأحزاب. وأكد مصدر من الحزب أن الصراع بين تيارات الاشتراكي الموحد، الأغلبية، المكونة من الأعضاء السابقين بمنظمة العمل الديمقراطي الشعبي والوفاء للديمقراطية المنشقين عن الاتحاد الاشتراكي، تحالفوا ضد تيار "الثورة الهادئة"، واستغلوا فرصة حضور لحسن صبير، عضو المجلس الوطني للحزب، في اللقاء التواصلي، الذي نظمته "حركة لكل الديمقراطيين" بمدينة آسفي في 24 يوليوز الماضي، وأصدروا بيانا "يضع لحسن صبير موضوعيا خارجا الحزب"، استنادا إلى تعميم للمكتب السياسي. ولم يكتف المكتب المحلي للاشتراكي الموحد، الذي يرأسه إدريس المحبوبي، من الوفاء للديمقراطية، بإخبار صبير تنظيميا بالقرار، بل وزعه على أكبر صعيد في المدينة، ما دفع لحسن صبير إلى صياغة بيان هجومي مضاد، وزعه بدوره في المقاهي، وعلى الصحافة وعممه على الإنترنيت. وأكد المصدر أن الحزب لايحق له إقالة صبير، باعتباره عضوا منتخبا من طرف المؤتمر الوطني بالمجلس الوطني، وبالتالي أقصى قرار يمكن اتخاذه، ومن طرف المجلس الوطني لا مكتب الفرع، تجميد عضويته إلى غاية المؤتمر المقبل سنة 2010. وقال صبير في البيان، الذي توصلت "المغربية" بنسخة منه، إن اللغط كثر حول مشاركتي في اللقاء التواصلي الذي نظمته حركة لكل الديموقراطيين بآسفي وبلغ الأمر ببعضهم داخل الحزب الاشتراكي الموحد حد الإشراف على صياغة وتعميم بيان يضعني موضوعيا خارج الحزب. وأوضح صبير وجهة نظره من حضوره في لقاء فؤاد عالي الهمة أنه "لم أكن يوما في مستوى (الجبن السياسي) لأصحاب (البيان)، ليس فقط لكيلهم بمكيالين إزاء قضية خلافية جوهرية، بل لأن وجهة نظري حول (حركة لكل الديمقراطيين) معروفة لدى الخاص والعام، لم أخف يوما تقاطعي مع أرضيتها التأسيسية، وهو ما أعلنته على رؤوس الأشهاد، في اللقاء الذي جمع منتدبي المكتب السياسي للحزب الاشتراكي الموحد بمنتدبي تيار (الثورة الهادئة) بالحزب ذاته، كما خلال أشغال المجلس الوطني في دورته الأخيرة أو خلال أشغال الندوة الوطنية، حيث ناهضت وبوضوح أي مرمى للتحالفات الهجينة، وعلى الأخص منها ما تعلق بالقوى الأصولية، وحذرت من امتهان سياسة إضعاف الدولة، وانتقدت القراءات التآمرية للحالة السياسية الوطنية، واستبدال المعارك الاجتماعية والسياسية الضرورية بمعركة إلهائية مفتعلة جديدة ضد الهمة ومن معه، كما كانت بالأمس ضد الاتحاد الاشتراكي، اللهم إن كان البعض لا يحسن قوة الاستماع السياسي، أو بالأحرى لا يريد سماع إلا ما يطرب ذاته ويطريها، غير ملتفت للمفعول التخريبي للمعارك الخطأ في الزمن الخطأ ضد الخصم الخطأ". وقال صبير إنه طلق إلى الأبد "الوثنية السياسية" وكل ما يدخل في حكمها من تقديس للأشخاص والتنظيمات والأفكار وتعلمت الجرأة على تحطيم الطابوهات، لأن ذلك وحده يفسح المجال لتثوير الذات ووضعها في حالة نقد ذاتي مستمر إزاء الاستكانة للمسلمات، وذلك منذ الثورة النقدية ليسار السبعينيات. ورفض أن يشترط المشاركة في المنتديات الفكرية بترخيص "جمركي"، وقال "لم أومن قط بأن ممارستي الفكرية السياسية والمدنية، وعلى صعيد أي منتدى أيا كان مستواه، أو الشخوص المنتسبين إليه أو مشاركيه في حاجة إلى ترخيص جمركي أو خضوع لمنطق تعليمات التعاميم العسكرية". وهاجم صبير رفاقه في الحزب، مشيرا إلى أنه لم يكن قط في حاجة إلى "تيكيت" حزبي في ممارسته الفكرية السياسية ولا في فعاليته المدنية، ولا من هواة المحاصصة داخل النقابات والجمعيات على قاعدة التدثر ب "تيكيت" ما، بحثا عن "مظلة" لتغطية الرداءة المهنية أو جني مغانم الريع أو غيره، موضحا أنه دافع وسيظل عن استقلال السياسي عن المدني وعن علاقات تعاقدية بينهما ودافع عن إعلاء شأن الضمير المهني ضد "المحميين الجدد" من "سراق" المال العام باسم "النضال" وتحت غطاء "التيكيتات" التي تحولت للأسف من علامات للتضحية إلى علامات تجارية، وغدا ممارسو هذا الانحراف لا يقلون خطرا وتخريبا للوعي الاجتماعي عن السراق الكبار من المتهربين ضريبيا أو المبتزين للامتيازات والغشاشين وأباطرة اقتصاد الريع. وختم صبير هجومه على رفاقه في الحزب قائلا إنه "لمن المعيب حقا أن يدعي أي كان النضال لأجل كرامة المواطنين، وهو لا يملك كرامة وعزة نفسه واستقلاليتها الفكرية ونديتها، إزاء ثقافة الموالاة والتبعية، فرجاء: حرروا أنفسكم وضمائركم قبل امتهان ادعاء القدرة على تحرير هذا الشعب".