عاش جمهور مهرجان صفاقس الدولي، في سهرة الأربعاء، مع تجربة موسيقية مبتكرة وفريدة من نوعها، تمثلت في تحوله إلى نجم السهرة، من خلال عرض "كلنا نغني"، الذي تم تنظيمه ضمن فعاليات الدورة 45 لمهرجان صفاقس الدولي، وتزامن مع الاحتفال بعيد المرأة التونسية. وقد قام عرض "كلنا نغني"، على مرافقة أوركسترا حية تضم نخبة من العازفين، يبلغ عددهم 20 عنصرا، بقيادة المايستروجهاد جبارة، الجمهور ليصبح هو النجم الحقيقي للسهرة من خلال تفجير القدرة الطربية الكامنة فيه، والتغني بدرر فنية مستوحاة من الزمن الجميل، على غرار كوكب الشرق "أم كلثوم"، و"وردة الجزائرية"، والعندليب الأسمر "عبد الحليم حافظ"، وغيرهم إلى جانب مختارات من الأغاني التونسية الخالدة. انطلاق عرض "كلنا نغني"، كان بأغنية "حرمت أحبك" للفنانة الراحلة وردة الجزائرية، لتتدفق إثرها الملكة الإبداعية للأوركسترا بقيادة المايسترو، جهاد جبارة، في توجيه العرض الموسيقي والعازفين، وتوحيد الأداء وضبط الإيقاع بدقة واضحة، ويغدق على الجمهور الحاضر بتوليفة من الأنغام والألحان الشرقية ذات الإيقاع الخفيف، والطربية التي خلدتها قامات فنية مثل أغاني ميادة الحناوي، وجوليا بطرس، وأصالة نصري، وملحم بركات، وعبد الحليم حافظ، وكوكب الشرق أم كلثوم، وشيرين. كل هذه الأغاني وغيرها من الروائع الفنية، لكل من "فيروز" و "راغب علامة" و"فاضل شاكر" رددها عن ظهر قلب الجمهور الحاضر الذي سجل حضوره بعدد كبير، وظهر في زي موحد أبيض اللون، وراء الفرقة الموسيقية. وقد كان الجمهور الحاضر على موعد مع ضيف شرف السهرة، وهي الصوت الواعد الذي تم اكتشافه في برنامج "ذي فويس كيدز "، الطفلة نسرين بوشناق، ابنة قرية الأطفال "آس أو آس" المحرس، التي أبدعت وأطربت الجمهور بصوتها الشجي، في آداء أغنية "ألف ليلة وليلة " لكوكب الشرق أم كلثوم. ولئن سجلت الأغاني الشرقية حضورها بقوة في العرض الموسيقي المميز والفريد من نوعه "كلنا نغني"، فإن اللون الموسيقي التونسي كان حاضرا من خلال أغنية للفنانة صوفية صادق، والحضرة الصفاقسية من خلال نوبة "سيدي منصور. وخلال لقاء إعلامي بعد العرض، عبر المايسترو جهاد جبارة، عن "ارتياحه لما لقيه من تفاعل إيجابي من قبل جمهور صفاقس مع العرض حيث أثبت قدرته على الاستماع الجيد للأغاني، وحفظها بسرعة مما ولد انسجاما بينه وبين الفرقة الموسيقية. وأضاف أن "الجمهور التونسي أثبت في كل المسارح التونسية، قدرته الفائقة على الاستماع للأغاني وحفظها، ما من شأنه أن يخلق في عديد المناسبات انسجاما ملحوظا بينه وبين الفرقة الموسيقية، والفنان بصفة عامة.