لقد لاحظت في آخر مرّة زرت فيها مدينة المنستير ومن خلال عبوري اليها عبر الطريق الرئيسية المتوسطة رقم82 بأن المدرسة الاعدادية الجديدة التي تم انشائها في زمن قياسي بمدينة خنيس على شاطىء البحر قد دشّنت بعد تغطية جدرانها ومداخلها بكم هائل من الأعلام الحمراء ومن اللافتات الحاملة لكوكبة من الشعارات المثمنة لانجازات العهد الجديد ولثمار "مؤتمر التحدي"،هذه المدرسة المستحدثة والمدشنة في أعقاب المؤتمر قد أطلق عليها تسمية"المدرسة الاعدادية التحدي بخنيس"،ولعل ذلك تيمنا وتزامنا مع انعقاد مؤتمر التجمع الدستوري الديمقراطي المنعقد بين أيام30 جويليةو2 أوت2008؟؟؟ وتتميز مدينة خنيس الساحلية التابعة الى غاية اليوم برغم تطورها الصناعي والعمراني الحثيث لمعتمدية المنستير بأنها مسقط رأس وزير التربية والتكوين التونسي الرافع لشعار"الاستثمار في الذكاء" مع الاشارة أن هذا الاستثمار يقتصر جغرافيا على المدن والوحدات التي يرضى عنها مثل قرطاجوالمنستيروخنيس،ويثير فينا اطلاق هذه التسمية "التحدي" على المدرسة الاعدادية المذكورة عدة ملاحظات منها، -أن هذه المدرسة-التحدي مثلت تحديا للطبيعة والمحيط من خلال الاصرار على انجازها ضمن المجال العمومي البحري. -رغبة وزير التربية والتكوين التونسي لم يدرج اسمه ضمن قائمة أعضاء اللجنة المركزية لم يكن ضمن قائمة أعضاء اللجنة المركزية لمؤتمر التحدي في رفع التحدي بخصوص مستقبله السياسي باطلاق هذه التسمية المعبّرة والحاملة لعديد الرسائل لمن يريد قراءتها وتحليلها؟؟؟ -هل أن رفع الوزير لهذا الشعار يعتبر تحديا للطرف الذي لم يشمله بالادراج ضمن التشكيلة الجديدة برغم اسهامه في تمويل "المعهد الدولي بقرطاج" واغلاقه لمؤسسة بوعبدلي؟؟؟ -توفق الوزير في استغلال الشعار باعتبار أنه تحدى الجميع بانجاز هذا المشروع التربوي لأبناء مدينته الذين سوف يذكرونه له سواء بقي أو لم يبق ضمن التشكيلة الوزارية المرتقبة باعتبار أن الادراج ضمن اللجنة المركزية هو عادة مؤشر وضمانة للبقاء في الحكومة؟؟؟ -تأكيد استعمال شعار التحدي على تصدي وزير التربية والتكوين وتحديه للنشاط النقابي داخل قطاعي التعليم الأساسي والثانوي عبر مجالس التأديب وثباته على طرد الأساتذة الثلاثة الذين أنجزوا اضرابا للجوع بمقر النقابة الوطنية للتعليم الثانوي؟؟؟
وكنت قد تناولت في مناسبة سابقة اعتماد وزير التربية والتكوين لسياسة الكيل بمكيالين على اعتبار أنه يشمل بعض المدن والقرى بعناية خاصة مثل المنستير التي لم تنقطع فيها حضائر الانجازات التربوية كما الجامعية،وكذلك بلدته خنيس بانجاز"مدرسة التحدي" واستثماره بسخاء في المعهد الدولي بقرطاج،ويهمل باقي الوحدات الأخرى ومن بينها قصرهلال التي أصبحت منطقة ظل وذل تربوية وهي معقل الخيّر الكبير الحاج علي صوة(1870-1953) والتي تفتقر فيها المعاهد والمدارس الى الضروريات قبل الكماليات،فهل يرفع الوزير التحدي ويقبل الرهان الحقيقي استثمارا متساويا في الذكاء مت خلال المساواة بين مناطق ووحدات البلاد التونسية في الافادة من موارد الخزينة التونسية؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ المصدر بريد الفجرنيوز