عمان - تحول مهرجان احتفالي بحرية الأسرى الأردنيين الأربعة مساء الأربعاء إلى مناسبة لتأكيد نهج المقاومة باعتبارها السبيل الأوحد لنيل الحقوق، وإلى منبر لرفض نهج المفاوضات والحلول السلمية مع إسرائيل.المهرجان -الذي دعت إليه النقابات المهنية الأردنية وأحزاب المعارضة واللجنة الوطنية للأسرى والمفقودين في إسرائيل وسط حضور جماهيري كبير- جاء احتفاء بالأسرى المحررين: سلطان العجلوني وسالم وخالد أبو غليون وأمين الصانع، وذلك بعد 18 عاما من الأسر في إسرائيل. عبور آخر وأثار عميد الأسرى الأردنيين سلطان العجلوني حماس الجمهور الكبير عندما أقسم أنه سيعبر نهر الأردن مرة أخرى، ولكن ليس وحده كما حدث سابقا، في إيماءة إلى العملية التي نفذها عام 1990 على الحدود الأردنية مع فلسطين وقتل خلالها جنديا إسرائيليا وجرح آخر، وإنما بمعية "الأمة" أجمعها كما قال. وانتقد العجلوني بشدة نهج المفاوضات، موجها التحيات لفصائل المقاومة في لبنان وفلسطين التي اختارت المقاومة نهجا لها في سبيل الإفراج عن الأسرى في سجون العدو. وعاش مجمع النقابات المهنية وسط العاصمة الأردنية عمان أجواء لافتة من الاحتفالات بحرية الأسرى الأربعة، أطلقت خلالها الألعاب النارية، وألقيت فيها الكلمات، كما تفاعل الجمهور مع وصلات غنائية قدمتها فرقة اليرموك. وتقدمت حضور الحفل قيادات سياسية وحزبية ونواب في البرلمان وعائلات الأسرى والمفقودين في إسرائيل. نوم النواطير واعتبر المعارض البارز ليث شبيلات أن الأسرى المحررين استحقوا هذا الاحتفال بجهادهم "بعد أن نامت نواطير الأمة عن الثعالب الغازية التي ما كانت لتنتصر لولا نوم نواطير الأمة".وانتقد شبيلات بشدة معاهدة السلام الأردنية الإسرائيلية التي وقعت عام 1994، ووصفها ب"الذليلة" وبأنها "تخلت عن الأسرى". فيما اعتبر الأمين العام لجبهة العمل الإسلامي زكي بني ارشيد أنه لم يجد موقفا واحدا تستحق الحكومة الأردنية الشكر عليه فيما يتعلق بقضية الأسرى والمحررين والمفقودين.لكنه اعتبر أنه "سيكون ممتنا وشاكرا للحكومة لو أطلقت غدا سراح الجندي الأردني أحمد الدقامسة". والدقامسة هو جندي أردني قتل ثماني طالبات يهوديات على المعبر الأردني الإسرائيلي عام 1996، وحكمت محكمة عسكرية أردنية عليه بالسجن المؤبد، وكان الدقامسة أكد أثناء محاكمته أنه أطلق النار على الطالبات بعد أن هزأن منه أثناء تأديته للصلاة. من جهتها قالت فدوى البرغوثي زوجة المناضل الفلسطيني الأسير مروان البرغوثي التي حضرت الاحتفال بإطلاق الأسرى الأربعة، إن القيد الإسرائيلي لن يستمر طويلا في احتجاز الأسرى الأبطال. قضية أمة وأضافت البرغوثي للجزيرة نت "اليوم نحتفل بإطلاق الأسرى في الأردن وأمس احتفلنا في لبنان، وبعد أيام سنحتفل بإطلاق سعيد العتبة بعد 32 سنة من الأسر في السجون الإسرائيلية، وأبو علي يطا وغيره". واعتبرت البرغوثي أن قضية الأسرى "ليست قضية الفلسطينيين وحدهم وإنما هي قضية الأمة وقضية قومية إسلامية أخلاقية". ودعت كل الخيرين في الأمة إلى مساعدة الفلسطينيين على رأب الصدع الداخلي بينهم، ووصفت الانقسام الفلسطيني ب"الصفحة السوداء في تاريخ نضال الشعب الفلسطيني"، وتابعت "لا يمكن أن نواجه الاحتلال إلا موحدين".
وكان العجلوني رد على كل من يحاول الفصل بين مصير الأردن وفلسطين، وقال "إن الأردن وفلسطين هما كالعينين في الرأس، والوالدين، والشهادتين للمسلم".ووصف مرحلة السجن بمرحلة "الراحة"، وقال "ولى عهد الراحة وبدأ عهد العمل والجد". وارتدى العجلوني قميص المفقود الأردني منذ عام 1990 محمد عطية فريج، وأكد أن هذه الخطوة تمثل تعهدا منه بالعمل مع كل المعنيين للكشف عن مصير المفقودين الأردنيين في إسرائيل. واعتبر العجلوني التفاعل الجماهيري الكبير مع قضية الأسرى الأربعة والحضور الكثيف للمهرجان استفتاءً شعبيا على التمسك بنهج المقاومة الذي وصفه بأنه "خيار الشعوب"، ورفض نهج التفاوض الذي اعتبره "خيار الحكام". وستتواصل الاحتفالات الشعبية بحرية الأسرى الأربعة اليوم الخميس في مدينة المفرق (65 كم شرق عمان)، كما ستقام احتفالات في عدد من المدن الأردنية خلال الأيام المقبلة.وأطلق في الاحتفال 53 بالونا تحمل رسائل محبة ل25 أسيرا و28 مفقودا أردنيا في إسرائيل.