تواصل اليوم مؤسّسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات الاهتمام بالذاكرة الوطنية بدعوة بعض الوجوه الجديدة التي تحملت مسؤوليات في فترة التعاضد انطلاقا من قناعاتها المبدئية من العملية التعاضدية التي عرفتها تونس خلال * العقد السابع من القرن الماضي وحيث تعرضت هذه التجربة للكثير من التقييمات المتباينة والانتقادات المباشرة في طريقة تطبيقها، الأمر الذي عرض قياداتها إلى محاكمات. ونظرا للغموض الذي مازال يكتنف هذه المحاكمة ومدى تداعياتها الاجتماعية والسياسية على العديد من القيادات خلال التجربة التعاضدية الفاعلة سيتمّ اليوم السبت الاستماع إلى شهادة السيد الطاهر قاسم في هذا الملف. والسيد الطاهر قاسم، عرف النضال الوطني منذ نعومة أظفاره، الأمر الذي كان وراء طرده من المدرسة الصادقية سنة 1952 ليلتحق بصفاقس ثم يتابع التعليم العالي بمعهد الدراسات العليا بتونس، وقد انخرط بعد ذلك بالاتحاد العام لطلبة تونس كعضو للهيئة الإدارية وساهم في تكوين أول تعاضدية مدرسية لفائدة تلامذة المعهد الثانوي للذكور بصفاقس. وقد شارك في مؤتمر للتخطيط بالبلدان العربية ببيروت سنة 1962 ومؤتمر اللجنة الاقتصادية الإفريقية بأديس أبابا، واضطلع بعدة مسؤوليات سياسية وحزبية من بينها أنه ترأس ديوان السيد أحمد بن صالح، كما عين واليا على باجة ثم رئيسا للاتحاد القومي للتعاضد سنة 1970 . وإثر التخلي عن التجربة التعاضدية أودع السجن المدني وحوكم في نفس القضية مع السيد أحمد بن صالح، وبعد إطلاق سراحه مارس النشاط السياسي السري في إطار حركة الوحدة الشعبية وقد أودع من أجل ذلك السجن مرة ثانية. وفي شهر جويلية 1981 أعلن انسلاخه من حركة الوحدة الشعبية. و يتطلع الجميع إلى شهادة السيد الطاهر قاسم الذي سيتناول خلفيات محاكمة المسؤولين في التعاضد وتداعياتها المختلفة عليه شخصيا وعلى غيره من القيادات التعاضدية يومئذ وعلى المؤتمر التأسيسي للاتحاد القومي للتعاضد في جانفي 1969 .