القاهرة -أكد مشاركون علي ضرورة المحافظة علي المكاسب التي تحققت في مجال الاعلام العربي بشكل عام والمصري علي وجه الخصوص محذرين من خطورة تقنين أو تقييد الوسائل الاعلامية ومنعها من العمل بحرية وايصال الاخبار والمعلومات الصحيحة للمشاهد العربي من خلال قانون البث الفضائي الذي نشرت بنوده مؤخراً. جاء ذلك في ختام مؤتمر حزبي بمشاركة لفيف من خبراء الاعلام ركز علي مناقشة الجوانب المختلفة لمشروع قانون البث الفضائي وحماية القنوات الفضائية الذي من المنتظر ان تتقد م به الحكومة المصرية للبرلمان في دورته الجديدة. واعتبرالمستشار احمد الفضالي رئيس حزب السلام الديمقراطي ان المؤتمر محاولة لمناقشة كيفية التصدي للقمع الذي سوف تتعرض له وسائل الاعلام وطرح رؤية الاحزاب السياسية في مصر حول هذا القانون مع التأكيد علي ضرورة طرح كل بنوده لمناقشة مجتمعية تشارك فيها كل وسائل الاعلام المعنية والمقصودة بهذا القانون مؤكداً علي ان القنوات الفضائية أصبحت عاملاً مهماً واساسياً في حل الكثير من مشاكل المجتمع عن طريق متابعة المسؤولين للبرامج الهادفة التي تعرض علي تلك الفضائيات والتي استطاعت النزول إلي الشارع مشيراً إلي وجود اتصال وثيق بين العمل السياسي والاعلام الحر. من جانبه لفت حسن الرشيدي رئيس تحرير جريدة المسائية القومية مداخلته بالمؤتمرالي انه لا حرية دون مسؤولية وان ما نشر مؤخرا من بنود ومواد خاصة بالقانون تعد محاولة من قبل النظام لجس نبض المجتمع حوله داعيا إلي ضرورة ايجاد نقاش مستمر بين كل الاطراف المعنية للوصول إلي رؤية صادقة لتصحيح المواد التي تكبل حرية الاعلام حيث ان هناك العديد من المواد التي لا تتماشي مع الحراك والتطور الاعلامي الحادث في العالم. واضاف ان الاعلام في مصر ليس بحاجة إلي وزير للاعلام وهو امر مقتنع به وزير الاعلام المصري انس الفقي حسب تأكيده , واعلن رفضه لأي رقابة مفروضة علي الفضائيات لان الاعلام المصري لن يكون بمقدوره مواكبة التطور الا من خلال ابراز الرأي والرأي الاخر كما تفعل القنوات الخاصة التي استطاعت ان تتفوق علي الاعلام الرسمي. مضيفاً ان الدولة ترتكب خطأ بسن القوانين والتشريعات دون الرجوع لاصحاب الشأن والمعنيين بهذه التشريعات مطالباً بأخذ رأي العاملين في أجهزة الاعلام عن هذا القانون لانه لا الوزارات ولا الحكومات العربية تستطيع ان تقيد حرية الرأي وتداول المعلومات والاخبار في المجتمع. من جانبه قال محمد جوهر رئيس مجلس ادارة شركة فيديو كايرو للانتاج ان الديموقراطية لن تبني عن طريق طرف واحد وطرح اي قانون جديد للبحث والتشاور هو بمثابة دعوة لتفعيل الديموقراطية معتبرا ان تقديم مشروع قانون البث الفضائي إلي جامعة الدول العربية قبل عرضه علي المؤسسات المصرية يعد تخطياً لتلك المؤسسات سواء كانت مؤسسة الرئاسة أو البرلمان أو النقابات المهنية وهي محاولة من مقدميه لوأده منذ البداية لصعوبة الاتفاق داخل الجامعة العربية عليه منتقداً البند الخاص في المشروع بتبعية القانون لوزير الاعلام واعتماد ميزانيته الاساسية من الموازنة العامة للدولة الامر الذي يحكم عليه بعدم الفائدة لان الفضائيات ستتحول انذاك إلي جهاز حكومي بيروقراطي لا يهتم بالربح التجاري أو تحقيق الاهداف السياسية. وطالب باستبدال بعض المصطلحات التي تضمنتها بنود القانون فبدلاً من مصطلح سحب التراخيص تتحول إلي محاكمة التراخيص وبدلاً من الرقابة تكون التعاون التنظيمي وبدلاً من فقد التراخيص تكون تعليق التراخيص مع ضرورة وضع خطط واستراتيجيات لتطوير اداء الاعلام الحكومي والاعلام الخاص ووضع ملامح جديدة للتقارير الاخبارية بشكل يتيح وجود خلق فني واعلاء لقدرات الاعلاميين وتنمية للقطاع الاداري. وقال هشام قاسم رجل الاعمال واحد مؤسسي جريدة المصري اليوم اليومية المستقلة ان البنية التشريعية المنظمة للاعلام في مصر مقيدة حيث ان مصر من بين 12 دولة في العالم تحبس الصحفيين في جرائم النشر مؤكداً ان مشروع القانون يعد ضربة استباقية لمستقبل الاعلام المصري والعربي. وشدد علي أهمية الانترنت كوسيلة اعلامية مستقبلية قد تزيح الصحافة المطبوعة وظهور الاعلام الشخصي يعد ظاهرة خطيرة فمثلاً المدون الشاب وائل عباس- صاحب مدونة الوعي المصري- استطاع في سنة واحدة القيام بما قامت به الصحف المصرية في 20 سنة وتسبب للحكومة بحرج كبير عن طريق نشر مقاطع الفيديو والصور التي لم تستطع الجرائد والصحف القيام به. واشار إلي ان القانون من شأنه ان يؤدي إلي رفع المخاطرة في الاستثمار الاعلامي حيث ان القواعد القديمة للاعلام انهارت بحكم ظهور الاعلام الشخصي التفاعلي. من جانبه وصف سامح عاشور نقيب المحامين المصريين وامين عام اتحاد المحامين العرب موضوع المؤتمر بأنه قضية خلافية يجب ان يقام حولها حوار موضوعي يعتني بالاطراف الحقيقية المتأثرة بمواده وهم اصحاب الفضائيات غير الموجودين حالياً في الحوار وهو امر ناتج عن تخوفهم لكونهم من رجال الاعمال الذين لديهم مصالحهم الخاصة التي قد تؤثر علي دخولهم في مواجهة حقيقية مع النظام الراية