تونس تحتفل بعيد الشغل العالمي وسط آمال عمالية بإصلاحات تشريعية جذرية    دوري ابطال اوروبا.. التعادل يحسم مباراة مجنونة بين البرسا وانتر    شهر مارس 2025 يُصنف ثاني الأشد حرارة منذ سنة 1950    يظلُّ «عليًّا» وإن لم ينجُ، فقد كان «حنظلة»...    الاتحاد يتلقى دعوة للمفاوضات    تُوّج بالبطولة عدد 37 في تاريخه: الترجي بطل تونس في كرة اليد    زراعة الحبوب صابة قياسية منتظرة والفلاحون ينتظرون مزيدا من التشجيعات    قضية مقتل منجية المناعي: إيداع ابن المحامية وطليقها والطرف الثالث السجن    رحل رائد المسرح التجريبي: وداعا أنور الشعافي    القيروان: مهرجان ربيع الفنون الدولي.. ندوة صحفية لتسليط الضوء على برنامج الدورة 27    الحرائق تزحف بسرعة على الكيان المحتل و تقترب من تل أبيب    منير بن صالحة حول جريمة قتل المحامية بمنوبة: الملف كبير ومعقد والمطلوب من عائلة الضحية يرزنو ويتجنبو التصريحات الجزافية    الليلة: سحب مع أمطار متفرقة والحرارة تتراوح بين 15 و28 درجة    عاجل/ الإفراج عن 714 سجينا    عاجل/ جريمة قتل المحامية منجية المناعي: تفاصيل جديدة وصادمة تُكشف لأول مرة    ترامب: نأمل أن نتوصل إلى اتفاق مع الصين    عاجل/ حرائق القدس: الاحتلال يعلن حالة الطوارئ    الدورة 39 من معرض الكتاب: تدعيم النقل في اتجاه قصر المعارض بالكرم    قريبا.. إطلاق البوابة الموحدة للخدمات الإدارية    وزير الإقتصاد يكشف عن عراقيل تُعيق الإستثمار في تونس.. #خبر_عاجل    المنستير: إجماع خلال ورشة تكوينية على أهمية دور الذكاء الاصطناعي في تطوير قطاع الصناعات التقليدية وديمومته    عاجل-الهند : حريق هائل في فندق يودي بحياة 14 شخصا    الكاف... اليوم افتتاح فعاليات الدورة العاشرة لمهرجان سيكا جاز    السبت القادم بقصر المعارض بالكرم: ندوة حوارية حول دور وكالة تونس إفريقيا للأنباء في نشر ثقافة الكتاب    عاجل/ سوريا: اشتباكات داخلية وغارات اسرائيلية وموجة نزوح..    وفاة فنانة سورية رغم انتصارها على مرض السرطان    بمناسبة عيد الإضحى: وصول شحنة أغنام من رومانيا إلى الجزائر    أبرز مباريات اليوم الإربعاء.    عملية تحيّل كبيرة في منوبة: سلب 500 ألف دينار عبر السحر والشعوذة    تفاديا لتسجيل حالات ضياع: وزير الشؤون الدينية يُطمئن الحجيج.. #خبر_عاجل    الجلسة العامة للشركة التونسية للبنك: المسيّرون يقترحون عدم توزيع حقوق المساهمين    قابس: انتعاشة ملحوظة للقطاع السياحي واستثمارات جديدة في القطاع    نقابة الفنانين تكرّم لطيفة العرفاوي تقديرًا لمسيرتها الفنية    زيارات وهمية وتعليمات زائفة: إيقاف شخص انتحل صفة مدير ديوان رئاسة الحكومة    إيكونوميست": زيلينسكي توسل إلى ترامب أن لا ينسحب من عملية التسوية الأوكرانية    رئيس الوزراء الباكستاني يحذر الهند ويحث الأمم المتحدة على التدخل    في تونس: بلاطو العظم ب 4 دينارات...شنوّا الحكاية؟    ابراهيم النّفزاوي: 'الإستقرار الحالي في قطاع الدواجن تام لكنّه مبطّن'    القيّمون والقيّمون العامّون يحتجون لهذه الأسباب    بطولة إفريقيا للمصارعة – تونس تحصد 9 ميداليات في اليوم الأول منها ذهبيتان    تامر حسني يكشف الوجه الآخر ل ''التيك توك''    معرض تكريمي للرسام والنحات، جابر المحجوب، بدار الفنون بالبلفيدير    أمطار بكميات ضعيفة اليوم بهذه المناطق..    علم النفس: خلال المآزق.. 5 ردود فعل أساسية للسيطرة على زمام الأمور    بشراكة بين تونس و جمهورية كوريا: تدشين وحدة متخصصة للأطفال المصابين بالثلاسيميا في صفاقس    اغتال ضابطا بالحرس الثوري.. إيران تعدم جاسوسا كبيرا للموساد الإسرائيلي    نهائي البطولة الوطنية بين النجم و الترجي : التوقيت    اتحاد الفلاحة: أضاحي العيد متوفرة ولن يتم اللجوء إلى التوريد    في جلسة ماراتونية دامت أكثر من 15 ساعة... هذا ما تقرر في ملف التسفير    ديوكوفيتش ينسحب من بطولة إيطاليا المفتوحة للتنس    رابطة ابطال اوروبا : باريس سان جيرمان يتغلب على أرسنال بهدف دون رد في ذهاب نصف النهائي    سؤال إلى أصدقائي في هذا الفضاء : هل تعتقدون أني أحرث في البحر؟مصطفى عطيّة    أذكار المساء وفضائلها    شحنة الدواء العراقي لعلاج السرطان تواصل إثارة الجدل في ليبيا    الميكروبات في ''ديارنا''... أماكن غير متوقعة وخطر غير مرئي    غرة ذي القعدة تُطلق العد التنازلي لعيد الأضحى: 39 يومًا فقط    تونس والدنمارك تبحثان سبل تعزيز التعاون في الصحة والصناعات الدوائية    اليوم يبدأ: تعرف على فضائل شهر ذي القعدة لعام 1446ه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حوارات وراء القضبان- حوار مع محمود قويعة:حاوره الصحفي عبد الله الزواري
نشر في الفجر نيوز يوم 05 - 01 - 2008

حوارات وراء القضبان- حوار مع محمود قويعة:حاوره الصحفي عبد الله الزواري
بسم الله
الأخ محمود قويعة
تعريف:
صاحبنا هذه المرة من مواليد 18 أوت 1965 بمدينة القيروان، هناك نشأ و تدرج في حضن العائلة الكريمة، فأرضعته من لبان العفة و التقوى و الكرامة، زاول تعليمه الابتدائي بمدرسة غربي القيروان ثم مدرسة رياض سحنون ب( حومة السيد ) قرب مقام أبي زمعة البلوي رضي الله عنه. ثم انتقل إلى معهد طريق سوسة الثانوي بالقيروان حيث أتم المرحلة الأولى و منه انتقل إلى المعهد الفني بالمنصورة حتى عام 1984 و هي السنة التي أطرد فيها نهائيا على خلفية إيقافه إثر أحداث تلمذية شهدتها البلاد عرضا و طولا.. و كان وقتها في السنة السابعة ثانوي، و كان المعهد الفني بالمنصورة يديره السيد حمادي الجوادي.. و قد صدر القرار بالطرد و صاحبنا في حالة إيقاف حيث قضى 12 يوما في “ضيافة الأولى” ( من 8 مارس 1984 إلى 19 مارس 1984 ) ورغم إطلاق سراحه بعد حفظ القضية في شأنه من قبل السيد حاكم التحقيق الذي عرض عليه يوم 19 مارس 1984 فان إدارة المعهد أصرت على قرار الطرد بل صدر أمر من وزير التربية بطرده مع قرابة 60 تلميذا من مختلف المعاهد بالبلاد
مع حرمانهم من حق الترسيم في المعاهد الحرة . وبعد تدخل جاد و دؤوب من الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان وبقرار مباشر من الوزير الأول آنذاك السيد محمد مزالي في جلسة له مع الهيئة المديرة للرابطة قبيل العام الدراسي الجديد ( 1984-1985 ) سمح لهم بالترسيم في المعاهد الحرة .
واصل صاحبنا دراسته بمعهد حر بالعاصمة كلله بالظفر بشهادة البكالوريا دورة جوان1985…
ثم انتقل إلى العاصمة ليواصل العطاء، و سجل بكلية الشريعة و أصول الدين و هناك أنهى المرحلة الأولى، ثم وجه لمعهد الحضارة الإسلامية – في إطار ما سمي بإعادة الاعتبار للجامعة الزيتونية و أكمل المرحلة الثانية شعبة الثقافة الإسلامية التي توجت بشهادة الأستاذية في العلوم الإسلامية في الدورة الأولى التي أجريت سنتها استثنائيا في سبتمبر 1990..
أما نضاله التلمذي و الطلابي فقد بدأ مبكرا إذ انتخبت نائبا للتلاميذ بمجلس المعهد ( المعهد الفني بالمنصورة ) في السنة الدراسية 1982-1983..
و انتخب ممثلا لطلبة كلية الشريعة بالمؤتمر الوطني الثاني للاتحاد العام التونسي للطلبة ( 16-17 ديسمبر 1986)
ثم انتخب عضوا بهيئة مؤسسة الكلية وكاتبا عاما لها وهي ذات المهمة التي باشرها خلال المؤتمر الوطني الثالث ( 20-21-22 جانفي 1989 ) وبعده حتي تخرجه من الجامعة في سبتمبر1990 …
- انتخب عضوا بالمكتب التنفيذي للاتحاد في المؤتمر الوطني الرابع حتى تاريخ إيقافي في 9 افريل
1991 . وكلف صلبه بمهمة الإدارة والنظام الداخلي.
- كما كان ممثلا للطلبة في مجلس المعهد ( المعهد الأعلى للحضارة الإسلامية )..
* السجل الأمني : تم إيقافه أول مرة يوم 30جانفي 1984 بعد أحداث ألخبز 3 جانفي 1984 وما تلاها من تحركات بالمعهد الفني بالمنصورة بعد استشهاد الأخ الهادي البرهومي – رحمه الله تعالى في تلك الأحداث. دام إيقافه يوما واحدا…
ثم تدرج حيث دام الإيقاف الثاني 12 يوما من 8 إلى 19مارس بسجن الهوارب إثر الأحداث التلمذية التي عرفتها البلاد تلك السنة.. وحفظ السيد حاكم التحقيق القضية في شأنه وأطلق سراحه بعد إصدار قرار بطرده من جميع معاهد البلاد .
تم إيقافه للمرة الثالثة في الطريق العام بالعاصمة في 23 جوان 1987 في أوج هجمة السلطة
أيامها على الإسلاميين ووجهت لي تهمتي الانتماء لحركة الاتجاه الإسلامي والتظاهر بالطريق
العام و قضي في شأنه بعدم سماع الدعوى و أطلق سراحه في 26 ديسمبر 1987..
في أواخر شهر جويلية 1990 تم توقيفه داخل جامع عقبة لمدة 4 أيام بالقيروان ونشرت قضية ضدي اتهمت فيها ب( تنظيم نشاط في المسجد ) و كان عدم سماع الدعوى قرار محكمة الناحية في هذه التهمة وأقر نفس الحكم بعد استئناف النيابة .
في 9 أفريل 1991 تم إيقافه بشارع الحرية بالعاصمة وحوكم بخمس سنوات سجن قضاها كاملة ( يضاف إليها شهران في مركز الإيقاف ببوشوشة لم يحتسبا ضمن مدة الحكم ) بين سجني 9أفريل وزغوان . وغادر سجن زغوان يوم 7 جوان 1996.
* السجل المدني : بادر إلى الزواج إثر إطلاق سراحه، و كان ذلك يوم 22 جويلية 1996 ( شهر ونصف فقط بعد مغادرة السجن) علما أنه كان قد عقد قرانه قبل إيقافه الأخير ب 10 أيام فقط ( يوم 29 مارس 1996 وبالمناسبة هو نفس اليوم الذي صدر فيه قرار تجميد الاتحاد العام التونسي للطلبة ) . له الآن من الأبناء معاذ وهو البكر(17 جوان 1997) و ملاك(18 ماي 2000) و منار(30 ديسمبر 2002) و هو الآن في انتظار المولود الرابع بإذنه تعالى (جانفي 2008)..
و هو مثل الآلاف من مساجين الرأي و المساجين السياسيين معطلا عن العمل، لا يتمتع بأي رعاية صحية أو اجتماعية في بلد “فرحة الحياة” و ” التضامن” و “قيم الإسلام السمحة”…
الحوار:
1)هل دار بخلدك يوما أنك قد تكون وراء القضبان؟
بكل أسف .. نعم كنت متأكدا أنه لا مفر لمن اختار في بلدي أن يهتم بالشأن العام ويحمل هموم وطنه من المرور بتجربة السجن . فمنذ بدأت أعي ما يدور حولي في بداية الثمانينات من القرن الماضي - أثناء دراستي الثانوية – كانت أخبار المحاكمات السياسية تتصدر عناوين الصحف المستقلة – أيامها – وخاصة جريدة الرأي .
وكانت سجون البلاد لا تكاد تخلو من مساجين الرأي من كل العائلات السياسية تقريبا .. فكان طبيعيا لمن يفتح عينيه في هذه الأجواء السياسية المسمومة أن يستوطن في خلده حين يختار طريق النضال والعطاء أن يكون في يوم ما ضيفا في سجن من سجون البلاد .
2 ) الصورة التي كانت منطبعة في ذهنك عن السجن: هل وجدت في الواقع ألسجني ما يرسخها أو ما يناقضها؟
لابد من التفريق في هذا السياق بين السجن أثناء حكم بورقيبة والذي وجدته قريبا من الصورة التي ارتسمت في الذهن من خلال تجارب الذين سبقونا .. وبين السجن في ما يسمى بالعهد الجديد الذي كان صادما وموغلا في البشاعة والانحدار الأخلاقي والإنساني .. يمكنني القول أن الشيخ الغنوشي وفق في توصيف السجن البورقيبي عندما اعتبر أن السجن هو أبشع مؤسسة ابتدعها الإنسان عبر التاريخ .. ولكن المناضل عبد الكريم الهاروني كان أكثر توفيقا حين اعتبر السجن في العهد الحالي ” أكثر من السجن وأقل من الإعدام هو إعدام بطيء ” .. بكل صراحة وبعيدا عن التحامل والمغالاة : السجن النوفمبري فاق كل خيالاتنا وأعترف أن جلادينا وسجانينا فاجئونا بمدى قسوتهم ولا إنسانيتهم ولكني في ذات الوقت أفخر أن أبطال هذا البلد قد فاجئوا جلاديهم وسجانيهم بلا ريب بصمودهم وشموخهم وحسبي في هذا السياق أن أستحضر رسالة الأخ المجاهد عبد الحميد الجلاصي حين سطر فيها هذه الكلمات الرائعة : ” خرجنا مرفوعة رؤوسنا منتصبة قاماتنا ، تهرأت السجون والزنزانات ولا يزال العزم منا حديدا .”
3) السجون بين ما تسمعه في الإعلام الرسمي و الواقع ؟
السجون في إعلامنا “الرائد ” جنة تحكمها المواثيق الدولية لحقوق الإنسان وتهدف للتربية والإصلاح وما شابه هذه الاسطوانة المشروخة الممجوجة ، أما السجون التي يعرفها أحرار البلاد والتي أهدرت فيها أغلى سنوات أعمارهم وانتهكت فيها إنسانيتهم وأبسط حقوقهم واعتدي فيها على كل مقدساتهم هي السجون التي تشهد كل المؤسسات الحقوقية المحلية والدولية على فظاعتها وفظاعة الجرائم المقترفة وراء أسوارها في حق الأحرار والوطنيين .
4) هل تشعر انك أهنت في مرة من المرات؟
الإهانة داخل السجون لاسيما في المحنة الحالية ليست عملا معزولا ولا حدثا استثنائيا بل هي سياسة منهجية واضحة الأهداف والغايات ، ولا تكاد تجد مسؤولا سجنيا يخفيها أو يستحيي من الإفصاح عنها .. يُصرَّحُ أمامك صباحا ومساء من أبسط ” كبران ” إلى أعلى مسؤول ، بالقول وبالفعل أن إذلالك وإهانتك والتضييق عليك هو الغاية المبتغاة من سجنك .. فأنت هناك وراء الأسوار سجين ” صبغة خاصة ” يباح في حقك كل ممنوع، ويمنع عنك كل حق.
5) ألا يوجد في السجن ما نال إعجابك أو أثار حفيظتك؟
لا تسعفني ذاكرتي بشيء نال إعجابي طوال سنوات السجن.. فالسجن كما قال الشيخ الغنوشي أبشع مؤسسة أبدعها الإنسان عبر التاريخ ولا أحسب أن فيها ما يمكن أن ينال الإعجاب .. أما ما يثير الحفيظة فأكثر من أن تحصره مقالة.. هذا إذا كان السؤال عن السجن كمؤسسة.
أما إذا كان القصد تجربة السجن فأكثر ما نال إعجابي هو الوقفة العظيمة والرائعة التي وقفتها عائلات المساجين الإسلاميين إلى جانب أبنائهم طوال سنوات الجمر الطويلة. كانت وقفة مشهودة خطت فيها عائلاتنا أروع آيات الوفاء والحب الصادق برغم مرارة التجربة وقسوتها .. كانوا بدون مبالغة أبطال هذه المسيرة المخضبة بالدم والدموع.. كانوا السند والحضن الوفي لأبنائهم المساجين الذي خفف عنهم عبء محنتهم وشحذ هممهم ليسطروا في سجونهم ملاحم الصمود والشموخ… ووفاءً لعائلتي التي غمرتني بفيض حبها وعطائها على امتداد سنوات سجني الخمس وبعدها أشير إلى محطة مضيئة من محطات هذا العطاء والوفاء.. في الأشهر الأولى من سجني في صائفة 1991 أصرت عائلتي على زيارتي بسجن 9 أفريل أسبوعيا مع ما يعنيه ذلك من مشقة التنقل الأسبوعي بين القيروان والعاصمة عبر النقل العمومي فضلا عن المشاق المعلومة أثناء الزيارة وتسليم القفة والانتظار تحت شمس الصيف الحارقة … اعتبرت القبول بهذا الوضع ضربا من الأنانية تأباه علي أخلاقي وحبي لعائلتي فرجوتهم مرارا أن يضعوا حدا لهذا العناء الذي يلقونه بسببي وأن يكتفوا بزيارة مرة في الشهر .. ولكنهم أصروا ولأشهر طويلة على الزيارة الأسبوعية برغم كل العناء النفسي والبدني والمالي . وبعد جهد وجدال طويل أثناء الزيارات وعبر الرسائل انتهينا إلى اتفاق قبلوا به على مضض أن تكون الزيارة نصف شهرية..ولن أنسى في هذا السياق ذلك الحوار المؤثر الذي احتوته مراسلاتنا ..سألتهم ذات مرة: ما ذنبكم حتى تدفعوا ضريبة طريق أنا الذي اخترته وارتضيته لنفسي ؟ فكان الجواب مفعما بالحب والحكمة: أنت اخترت طريقك ومن حقك علينا أن نحترم اختيارك.. ونحن اخترنا أن نقف إلى جانبك في محنتك بكل ما نستطيع ومن حقنا عليك أن تحترم اختيارنا.. جزاهم الله عنا خير الجزاء.
6) ما هي أقسى اللحظات عليك في السجن؟
أقسى اللحظات التي عشتها في السجن كانت بلا منازع عند الزيارة الأولى لوالدتي لي في سجن 9 أفريل بعد أشهر من سجني . حيث نجحت العائلة طوال الأشهر الأولى في إخفاء نبأ سجني عن الوالدة بحكم استقراري أغلب الوقت في العاصمة بعيدا عن العائلة في القيروان.. ولكن طول غيابي جعل الوالدة ترتاب وتلح في السؤال عني مما اضطر العائلة لإخبارها بالحقيقة ، فأصرت على زيارتي . كنت في الأثناء مطمئنا أن الوالدة لا تعلم بوجودي في السجن حتى فوجئت ذات زيارة بوقوفها قبالتي خلف حاجزي ” البلوار ” .. فكانت المفاجأة شديدة في قساوتها ذلك أن الوالدة – حفظها الله – مصابة منذ ولادتها بإعاقة عميقة من الصنف الأول حسب تصنيف المختصين فهي لا تسمع ولا تتكلم وكان بصرها في تناقص متسارع حتى أصبحت في السنوات الأخيرة في حكم الكفيفة تقريبا .. ولمن جرب محنة السجن وخاصة محنة الزيارة أن يتصور مشهد أم لا تسمع ولا تتكلم وبصرها ضعيف جدا – أيامها – ومتلهفة لزيارة ابن افتقدته منذ أشهر طويلة وتجد ابنها أمامها خلف حاجزين لا ترى منه إلا بعض الظلال الباهتة لضعف بصرها ولا تكاد تتبين ملامحه لا تسمعه ولا تستطيع أن تخاطبه إلا بالإشارة .. كان المشهد قاسيا وكانت دموعها سياطا تجلدني.. ولكن الأقسى من كل ذلك وزاد المشهد قتامة عند تسلم الأدباش حين رجت الوالدة من السجانين أن تلمس ابنها من خلال نافذة تسليم الأدباش ولكن فيض إنسانيتهم لم يسمح لهم بأكثر من السماح للوالدة بلمسة خاطفة لأحد أصابع يدي وعلى عجل وبسرعة خاطفة ربما مخافة أن يتفطن له ” عرفه ” فيتهمه بالتواطؤ مع” الإرهابيين “.. !!!
7) ما هي أبرز الظواهر السلبية في الحياة السجنية؟
أبرز ظاهرة سلبية يأسف لها المرء بعد تجربة السجن هي في ضوء تجربتي الخاصة على الأقل الوقت المهدور خلال سنوات السجن .. ذلك أني فشلت خلال سنواتي الخمس التي قضيتها هناك في الاستفادة من تلك الفرصة المتاحة بسبب عجزي عن استثمار المتاح وسط الأجواء القاسية داخل الغرف السجنية ( صخب دائم ، اكتظاظ ، جهاز تلفزة يشتغل ليلا ونهارا … ) ، وأذكر في هذا السياق أني بعد إقامتي في بداية سجني في جناح العزل مع عدد قليل من الإخوة ( خمسة أو ستة ) في غرف ذلك الجناح الضيقة .. بعد إقامة قصيرة هناك طلب منا جمع أدباشنا للانتقال إلى جناح آخر .. كانت فرحة بقية الإخوة الذين يعيشون تجربة السجن لأول مرة كبيرة لمغادرة جناح العزل ، وكنت منقبضا ومستاء لما كنت أعرفه من صعوبة الحياة في الغرف الجماعية في بقية الأجنحة رغم قساوة الحياة في غرف العزل ..
سلبية أخرى من سلبيات الحياة السجنية أو قل هي مأساة من مآسيها التي تطال صحة المساجين وأعني بها ظاهرة التدخين داخل الغرف .. يضاف إليها الأكل في الأواني البلاستيكية .. الخ تجعل من الحياة داخل تلك الغرف بمثابة القتل البطيء لكل المساجين ومحظوظ من خرج من تلك التجربة – مهما قصرت – بدون عاهات بدنية ..وفي الحقيقة سلبيات الحياة السجنية أكثر من أن تسعها مقالة كما أشرت سابقا ..
هل تمكنت من تنمية قدراتك المهنية أو العلمية طيلة إقامتك في السجن؟
للأمانة وجدت صعوبة كبيرة في التأقلم مع الظروف المحيطة داخل غرف السجن ، فضلا عن الاستفادة من فيض الوقت المتاح هناك .. ( كما أشرت في الجواب السابق ) ذلك أني وجدتني عاجزا عن فعل أي شيء مفيد وسط ذلك الصخب ” المألوف ” داخل غرف تعج بأضعاف طاقة استيعابها وجهاز تلفزة لا يغلق إلا آخر الليل … وربما أزعم أن استفادتي الكبرى انحصرت تقريبا في تنمية ” فن ” التعايش مع الصنوف المختلفة من أبناء الوطن الذين جمعت بينهم محنة السجن .. فداخل السجن تجد نفسك شديد الاحتكاك بشتى الفئات الصالح منها والطالح ، المستقيم والمنحرف ، والتحدي الذي يواجهك ليلا ونهارا كيف تتعايش مع هذا الخليط من أبناء وطنك في ظروف السجن الاستثنائية والقاسية .. وأسجل في هذا السياق – بكل فخر – أن أغلب إخواننا تخطوا هذا التحدي بتفوق مميز ، فنجحوا في التواصل مع شركاء محنتهم بأقدار عالية من التوفيق ، واستطاعوا – بفضل الله تعالى – إقامة علاقات إنسانية ناجحة في الغالب مع بقية مساجين الحق العام رغم كل المساعي الآثمة للوقيعة بين السجناء و” شيطنة ” صورة السجناء الإسلاميين أمام مساجين الحق العام وتحريض هؤلاء على إخوانهم من الإسلاميين ورغم كل ذلك الكيد بالليل والنهار كان إخواننا في سجونهم محل احترام غالب المساجين وتقديرهم ..
9) ألآن و قد عرفت السجن و قضيت به ربيع عمرك و زهرة شبابك هل يمكنك أن تعود إليه؟
الأصل أن يكون المرء حرا بين أهليه وذويه وأبناء وطنه وأن يناضل من أجل حريته وصالح بلده .. وسجن المناضلين بسبب آرائهم ونضالاتهم يبقى في كل الأحوال مدانا ولا ينبغي بحال من الأحوال أن يصير أمرا مألوفا أو عاديا .. فالسجن بقدر ما هو شرف للمناضلين الذين يدفعون من أعمارهم ضريبة عزة أوطانهم وكرامة شعوبهم بقدر ما هو إدانة لكل مستبد يستبيح حرمات الأحرار وحرياتهم وشهادة على ظلم صارخ ينبغي أن تتكاتف كل الجهود لمقاومته والانتصار لكل مظلوم .. ويبقى السجن محنة وابتلاء لا يتمناه المناضل لنفسه ولا لإخوانه ولكنه في ذات الوقت لن يكون كما يريده الطغاة والمتجبرون رادعا للمناضلين عن نضالهم ولن يكون بعبعا يخيفنا به المتسلطون ، بل سنكون بإذن الله دوما في سوح النضال والعطاء وإن كتب لنا أن نعود للسجن من أجل كرامتنا وكرامة أبنائنا وحريتنا وحرية شعبنا ومن أجل غد أفضل لكل الوطن فذاك شرف لن نهرب منه ونسأل الله عندها الثبات وحسن الثواب .. ويبقى واجب كل الأحرار مواصلة النضال من أجل عقد وطني يجرم الاعتقال السياسي ويسن العفو التشريعي العام لتطوى صفحات هذا الملف المخزي في تاريخ الوطن …
10 ) هل حظيت بأي إحاطة من الإدارة أو من إحدى مصالحها طيلة هذه المدة؟
إذا كان المقصود بالإحاطة الرعاية ، فالجواب أنها في أدنى مستوياتها في كل مناحي الحياة السجنية الغذائية والصحية … ألخ .. كان غاية المطلوب – حسب ما يبدو – أن تبقى حيا لا أكثر ، وإذا انتهت بك هذه “الرعاية الموصولة ” إلى مشارف الموت عجلوا بإطلاق سراحك حتى لا يؤرق موتك بين أيديهم ” ضمائرهم الحية ” .. والشهداء الأعزاء : لطفي العيدودي والهاشمي المكي والشهيد الحي الأخ العزيز أحمد البوعزيزي … شهود على تلكم الإحاطة والرعاية .. وحسبنا الله ونعم الوكيل .
11) هل وقع إطلاعك على قانون السجون؟ و هل تمتعت بما ورد فيه من حقوق؟
لم يقع إطلاعي على ذلك القانون .. وللأمانة أذكر أنهم كانوا يلزموننا باشتراء مجلة الإدارة العامة للسجون التي أرفقت أحد أعدادها ( سنة 1994 أو 1995 ) كتيبا تضمن النص الكامل لقانون السجون المنقح في أواخر 1988 . أما التمتع بما ورد فيه من حقوق فقد كان بعيد المنال خاصة في سجن 9 أفريل .
12) متى مكنت من فراش فردي؟ و متى عرضت على الفحص الطبي؟ و متى زارتك عائلتك أول مرة؟
لم أمكن من فراش فردي إلا بعد نقلتي إلى سجن زغوان أشهر قليلة قبل انتهاء السنوات الخمس التي حكم علي بها أي بعد ما يزيد عن أربع سنوات ونصف من المعاناة في غرف سجن 9 أفريل المكتظة .. أي أنني لم ” أنعم ” بفراش فردي إلا سبعة أشهر من جملة السنوات الخمس..
لم أعرض على طبيب في السجن إلا عند إصابتي بمرض جلدي بعد أشهر طويلة ولم يشمل الفحص إلا المرض المشار إليه..
الزيارة الأولى لعائلتي كانت بعد أيام قليلة من نقلتي إلى سجن 9 أفريل بعد فترة إيقاف دامت قرابة الشهرين بمركز الإيقاف ببوشوشة على ذمة فرقة الإرشاد بإقليم تونس ..
13) الزيارة الأولى؟ مشاعر الزوار؟
تأتي الزيارة الأولى بعد رحلة الإيقاف لدى السلط الأمنية والتي امتدت بالنسبة لي شهرين كاملين .. وطوال هذه الفترة القاسية تعيش العائلات على وقع المتداول من أخبار التعذيب والجرائم المرتكبة في حق أحرار البلاد داخل تلك المسالخ البشرية .. تظل العائلات حبيسة الهواجس والإشاعات لا تعرف عن ابنها شيئا .. ويبقى الأهالي في انتظار حارق لتلك الزيارة الأولى.. لذلك تتسم تلك الزيارة بلهفة الزائرين وتحفزهم لمعرفة كل شيء في دقائق معدودة وفي أجواء صاخبة لكثرة الزائرين في غرفة الزيارة .. وتكتشف بعد الزيارة أن الأسئلة كانت أضعاف الأجوبة وأن الكل يسابق الوقت ليسأل وفي الغالب لا يمهل الآخر حتى يجيب.. و تنتهي الزيارة قبل أن تبدأ !!
14) لماذا تجلب العائلة القفة؟ هل تفتش بحضورك؟ هل حدث أن فقدت بعض محتوياتها؟ ماذا فعلت؟
أشرت في إجابة سابقة إلى الدور المشهود للعائلات على امتداد سنوات المحنة في الوقوف بحب ووفاء لا متناهيين إلى جانب أبنائهم في سجونهم.. وقد كان إصرار الأهل على جلب القفة أحد وجوه ذلك الإصرار العائلي على احتضان أبنائهم في محنتهم..
القفة لا تفتش بحضور السجين… ولا أذكر أني فقدت شيئا من محتوياتها ..
15) هل من إضافة حصلت لك في السجن؟
بكل تأكيد وبفضل الله تعالى استفاد الواحد منا من تجربة السجن لترسيخ بعض القيم التي تربى عليها والتي كانت تلك المحنة المحك لتحويلها إلى سلوك بعد أن تلقيناها أفكارا مجردة.. من تلكم القيم الصبر عند الابتلاء والقدرة على التعايش مع المخالف سلوكا وتفكيرا وفي أسوا الظروف .. والقدرة على التأقلم مع أقسى ابتلاءات الحياة .. والاحتفاظ بإشراقة الأمل برغم كل دواعي اليأس والقنوط … الخ
16) لنفترض أنك كلفت بإدارة هذا السجن، ما هي الإصلاحات التي تبادر بها؟
سأمضي بعيدا في إجابتي لأسأل هل تحتاج مجمعاتنا المعاصرة إلى مؤسسة السجن ؟ أحسب أنه آن الأوان ليتساءل أهل الرأي ماذا نريد من هذه المؤسسة ؟ هل المراد الردع ؟ هل تؤدي السجون في أي مكان في العالم هذه الوظيفة ؟ أم المراد الإصلاح والتربية ؟ وهل يستطيع أحد يحترم نفسه أن يصرح أن سجنا أصلح أو ربى ؟ بكل تأكيد لن تكون الإجابة سهلة خاصة عند البحث عن البدائل ولكن الواجب يقتضي أن يطرح السؤال، وواجب أهل الرأي أن يفكروا…
17) وإن افترضنا انك أصبحت مديرا عاما للسجون و الإصلاح، ماهي الإصلاحات التي تحظى بالأولوية لديك؟
إذا لم نوفق في طرح الإشكال الذي بسطته في الإجابة السابقة فلن يكون بوسع أي مدير عام إلا الترقيع ووهم الإصلاح مهما خلصت النيات ..
18) بم تنصح سجينا جديدا؟
أقرأ على قلبه ومسمعه الحديث الرائع لنبي الأمة صلى الله عليه وسلم: ” عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر وكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له. ”
19) حكمة( أية قرآنية، حديث نبوي، مثل شعبي، بيت شعر..) كثيرا ما ترددها!
أستحضر في كل لحظات الشدة والمحنة الدعاء الخالد للنبي صلى الله عليه وسلم بعد محنة الطائف: ” اللهم أشكو إليك ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس يا أرحم الراحمين أنت رب المستضعفين وأنت ربي، إلى من تكلني.. إلى بعيد يتجهمني أم إلى عدو ملكته أمري ، إن لم يكن بك غضب علي فلا أبالي ولكن عافيتك هي أوسع لي ، أعوذ بنور بوجهك الذي أشرقت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة من أن يحل بي غضبك أو ينزل علي سخطك ، لك العتبى حتى ترضى ولا حول ولا قوة إلا بك . ”
20) ممنوعات يجب مراجعتها دون تأخير؟
ما يجب مراجعته دون تأخير هو نظرتنا لمؤسسة السجن وفهمنا للمقصد من وجود هذه المؤسسة أصلا.. ما سوى ذلك تفاصيل – في تقديري – لا تطال لب الموضوع.
21) مباحات يجب التصدي لها بحزم؟
قد أجيبك: التدخين هو المباح القاتل الذي يجب المسارعة للتصدي له في الفضاء المشترك داخل غرف السجن وبكل حزم .. ومع ذلك أعتبر الأمر على أهميته تفصيلا لا ينبغي أن يحجب السؤال الأخطر: هل إباحة سجن الناس وسلبهم حريتهم مهما كانت جرائمهم المقترفة أمرا مفيدا لمجتمعاتنا المعاصرة ؟
22) حادثة عالقة بذهنك؟
خرج أحد إخوتنا للزيارة .. وعند عودته للغرفة بسجن 9 أفريل كان مهموما ومكتئبا .. التجأ إلى فراشه ، وغطى وجهه ببطانيته وأجهش ببكاء مرير … حدثني بعدها بكل حرقة وألم عن معاناة زوجته التي وجدت نفسها وحيدة تواجه صروف الزمن وظلم من يفترض أنهم حماة أمن الوطن والمواطن الذين لم يرحموا وحدتها مع صغارها وظلوا يروعونها وأبناءها بالليل والنهار .. والزوجة برغم قسوة ظروفها تقارع المستحيل لتوفر لزوجها السجين بعض ما يحتاجه في سجنه .. والأخ المقهور يتملكه إحساس مرير بالعجز وقلة الحيلة فيستسلم لنحيب كنحيب الثكلى .. ويح قوم أبكوا رجال الوطن وأحراره.. ” وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ” …
23) هل تذكر اليوم الأول بالسجن؟ مشاعرك؟
قد يتبادر للذهن أن أصعب أيام رحلة السجن بداياتها .. وقد يكون ذلك صحيحا .. ولكن مآسي المحنة الأخيرة ينسيك بعضها بعضا.. فلا تكاد تجد في ذاكرتك متسعا لتفصيل المشهد ورصد البداية..
24) هل من نصيحة توجهها لإخوانك في المهاجر؟
أدعوهم بكل حب إلى القراءة النبيهة لتحية الأخ العزيز عبد الكريم الهاروني لأحد إخوانه في المهجر : ” كما ناضلتم من أجل خروجنا من السجن سنناضل من أجل عودتكم إلى أرض الوطن ” ولكلمات الأخ المناضل عبد الحميد الجلاصي بعد قرابة العقدين في سجون ” الموت البطيء ” : ” خرجنا مرفوعة رؤوسنا منتصبة قاماتنا ، تهرأت السجون والزنزانات ولا يزال العزم منا حديدا .” .. وإلى أن ييسر الله جمعنا مرفوعي الرؤوس منتصبي القامات لسادتي وأحبائي في المهاجر كل الحب ..
25) رأيك في المحطات السياسية القادمة؟
بكل ألم أسأل : في بلد قتلت فيه السياسة مع سبق الإضمار والترصد والإصرار ، هل يجوز الحديث عن محطات سياسية سابقة أو لاحقة ؟؟ ألسنا حيال ركام من الأوهام والمهازل والمسرحيات الماسخة سيئة التمثيل والإخراج ؟؟
واجب القوى الخيرة في الوطن مزيد النضال المشترك من أجل محطات حقيقية تعيد للسياسة معانيها السامية ولجماهير شعبنا ثقتها في نخبها وطلائعها..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.