طالب عدد من رموز المعارضة في مصر جمال مبارك نجل الرئيس بتوضيح موقفه من التوريث أسوة بما قام به سيف الإسلام القذافي نجل الرئيس الليبي وإعلانه الانسحاب من الحياة السياسية نهائيًا، أو السير على خُطى الرئيس الباكستاني برويز مشرف الذي أعلن استقالته بعد ضغوط من المعارضة في بلاده. ويرى حمدين صباحي (رئيس حزب الكرامة)- تحت التأسيس- أن الشارع المصري "بدأ في التحرُّك الفعلي لتنفيذ مطالبه من النظام الحاكم، وعلى الأخير أن يعي هذا الأمر". وطالب صباحي جمال مبارك بأن "يعلن موقفه هو الآخر في الوقت القريب"، على خُطى سيف الإسلام القذافي. وبدورها، علّقت جماعة الإخوان المسلمين على هذا الأمر برأي مخالف على لسان رئيس القسم السياسي بها عصام العريان الذي وصف إعلان القذافي الابن بالانسحاب من الحياة السياسية بأنه "نوع من المخادعة والفرقعات الإعلامية". وتساءل القيادي في الجماعة: "كيف يحمل سيف الإسلام القذافي عِدّة ملفات سياسية هامة في بلاده؛ كملف التعويضات عن الاستعمار الإيطالي، ثم يعلن فجأة انسحابه من الحياة السياسية؟! وأي حياة سياسية يتحدث عنها في بلد لا نسمع فيه عن أحزاب سياسية، ولا تيارات معارضة؛ حيث تتمركز السلطة في يد واحدة؟!" وحول مناشدة قوى المعارضة لجمال مبارك بأن يقتدي بالقذافي الابن قال العريان: "أعتقد أن الوضع مختلف تمامًا؛ فالتمنيات شيء والواقع شيء آخر، كلنا نتمنى أن نعرف حقيقة ملف التوريث الذي يزداد التباسًا وغموضًا، ولكن الوضع في مصر مختلف تمامًا؛ لأنه من الصعب أن نختزل كل ما تعانيه مصر من فساد وانقلاب دستوري في شخص واحد". أما دكتور مجدي قرقر، عضو حزب العمل المجمد بقرار حكومي فأكّد أن إعلان القذافي الابن وضع جمال مبارك في "حرج شديد"، مطالبًا الأخير بأن "يثبت صحة ما يردده من أنه لن يرث أباه؛ بأن يلغى التعديلات الدستورية التي أدخلها الحزب الحاكم مؤخرًا لتمهيد الطريق له ليكون رئيس مصر القادم". غير أن قرقر لا يطالب جمال بالانسحاب من العمل في الحياة السياسية "فهذا حقُّه الدستوري، رغم أنه اقتحمها بالبراشوت"، على أن يتم هذا من خلال "إمكانيات ذاتية وليس من خلال إمكانيات الحكومة وتوجهها". واستبعد الناشط السياسي تحقيق شرطه الأخير هذا؛ لأن "جمال أصبح الرئيس الفعلي لمصر منذ سقوط الرئيس مبارك خلال خطابه بمجلس الشعب". واستدلّ على ذلك بدراسة أجراها العام الماضي قائلاً: "قُمْت برصد تصريحات جمال منذ 1998 وحتى 2007، وكشفت النتائج انخفاض معدل تصريحاته في السنوات الأولى، لترتفع في الأعوام الأخيرة، حتى أصبح العام الماضي ترتيبه الرابع من حيث حجم التصريحات بعد رئيس الجمهورية، ورئيس الوزراء، ووزير الخارجية". ورأى الدكتور عبد الجليل مصطفى (مُنَسِّق عام الحركة المصرية من أجل التغيير "كفاية") أن "استقالة مشرف تحت ضغط المعارضة، وانسحاب سيف الإسلام القذافي من الحياة السياسية موقفان جديران بالاحترام، ويبعثان برسالتين مباشرتين إلى الحكام العرب بمن فيهم النظام المصري". وأوضح أن ما حدث في باكستان وليبيا سيؤثران بإيجابية على تحرُّكات الشارع المصري؛ لأن الواقع يؤكّد أنه لا يمكن توظيف الشعوب، ولا يمكن أن نعود إلى النظام الملكي بعد 50 عامًا فقط من إسقاطها بإرادة شعبية".