سراييفو- ما تزال قضية اللاجئين البوسنيين تؤرق الجهات الرسمية والمنظمات الدولية نظرا للأعداد الهائلة من الأسر التي نزحت إلى مدن أكثر أمنا أو طلبت اللجوء الإنساني في الخارج ومكثت هناك بانتظار مساعدات المحسنين للعودة إلى ديارها. وكشفت إحصائية حديثة صادرة عن اللجنة العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة في البوسنة أن الحرب التي استمرت ثلاث سنوات شردت مليونين ومائتي ألف شخص عاد منهم مليون و25 ألفا حتى منتصف العام الجاري. ووفقا للإحصائية فإن مليونا و174 ألفا وخمسمائة مشرد لم يعودوا إلى منازلهم المدمرة أو التي استولى عليها الصرب في المناطق الواقعة في الجمهورية الصربية. كما دمرت الحرب 452 ألف وحدة سكنية تم إعادة بناء وترميم 260 ألفا منها وبقي نحو 192 ألف وحدة بحاجة إلى تمويل عاجل. شح الموارد وتحاول الحكومة البوسنية جاهدة في تنفيذ إستراتيجية العودة المنصوص عليها في اتفاقية دايتون والموافق عليها من الكيانات العرقية الثلاثة غير أنها تقف مكتوفة الأيدي أمام تلك الأرقام المذهلة عاجزة عن إيجاد حل جذري لهذه المشكلة بسبب شح مواردها. ويفيد وزير حقوق الإنسان واللاجئين صفوت خليلوفيتش بأن عملية ترميم الوحدات السكنية المدمرة وتشييد مساكن أخرى جديدة تحتاج إلى مليار دولار. وقال خليلوفيتش للجزيرة نت إن الحكومة رصدت أربعين مليون دولار في العام الحالي لاستقبال لاجئيها الذين يمثلون 185 ألفا و233 عائلة غالبيتهم كانوا في الجبل الأسود وصربيا وكرواتيا وسلوفينيا و41 الفا و13 عائلة نازحة في الداخل. وأكد أن المبلغ المعتمد غير كاف. ويعود الفضل للدول الإسلامية التي ساعدت في تعمير عدد كبير من البيوت والشقق والطرق ومشاريع البنية التحتية عقب الحرب من خلال المنظمات الإسلامية والجمعيات الخيرية والسفارات العاملة في البلاد والتبرعات الحكومية المباشرة. إلا أن استقبال جميع اللاجئين وتسكينهم في منازل تليق بآدميتهم يتطلب المزيد من دعم المجتمع الدولي الذي لم يعط هذه القضية الاهتمام اللازم والكافي كما أوضح خليلوفيتش. من جهته أوضح مدير صندوق إعادة اللاجئين والنازحين البوسنيين التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي النور سوار الذهب للجزيرة نت أن الصندوق منذ تأسيسه في عام 2002 قام بتشييد وترميم 450 منزلا في مختلف المناطق البوسنية بين عامي 2003 و2007 إضافة إلى بناء عدد من المدارس والمستوصفات الصحية والمراكز الشبابية وتقديم العون الزراعي المتمثل في الحاصدات الزراعية والشتلات للعائدين بالتعاون والتنسيق مع وزارة اللاجئين. إرباك بيد أن توقف الاعتمادات المالية منذ سنتين أحدث إرباكا في تنفيذ مشاريع الصندوق الذي يهدف إلى تعجيل عودة اللاجئين والنازحين وتقديم العون لأسرهم وبناء مساكنهم المدمرة وتسهيل سبل العيش الكريم لهم كما أفاد سوار الذهب. ويتابع إن هناك نحو 160 ألف عائلة جاهزة للعودة والصندوق بحاجة ماسة إلى دعم الدول الإسلامية لأداء رسالته السامية، لافتا إلى أن الصندوق تلقى ما يقرب من 7.5 ملايين دولار من قطر والكويت والإمارات العربية وماليزيا منذ إنشائه وظفها في مشاريعه الخيرية المقدمة للاجئين.