عمان - في التاسع من نوفمبر/ تشرين الثاني عام 1975 قام الشاب الفلسطيني حسين سعيد فياض بتنفيذ عملية في منطقة دبوريا في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة 1948 انطلاقا من جنوب لبنان.وأكدت منظمة التحرير الفلسطينية وقتها أن حسين فياض اعتقل، ثم أكد الصليب الأحمر الدولي عام 1978 أنه لا وجود له ضمن قوائم الأسرى، لكن عميد الأسرى العرب سمير القنطار أكد قبل أسابيع وجود فياض ضمن الأسرى. يقول طلال شقيق حسين فياض للجزيرة نت "بعد 30 سنة من جهلنا لأي معلومات عن شقيقي يؤكد سمير القنطار أنه مأسور، بل إنه اليوم أقدم أسير على وجه الأرض فهو معتقل منذ 33 عاما".وتبدو المرارة التي تعتصر قلب طلال فياض كبيرة، أمام ما وصفه بتنكر منظمة التحرير لملف شقيقه ورفضها لأي متابعة تتعلق به رغم أنه أسر عندما كان أحد مقاتليها.
وحسين فياض لاجئ فلسطيني من مواليد 1953 غادر بلدة وقاص في الأغوار الشمالية عام 1973 ليلتحق بصفوف منظمة التحرير في جنوب لبنان، ومن هناك انطلق بعد عامين ضمن الخلية التي نفذت عملية دبوريا، وقد استشهد اثنان من المنفذين وأسر خمسة. المفقودون حالة حسين فياض ليست الوحيدة، حيث يتوفر الكثير من الروايات ينقلها أسرى فلسطينيون وعرب، وعائلات أسرى عن وجود أسرى داخل السجون وبعضهم يظهر لفترة بسيطة ولا يلبث أن يختفي.ويرى عميد الأسرى الأردنيين في "السجون الإسرائيلية" سلطان العجلوني أنه لا وجود لشيء اسمه مفقودون في السجون "الإسرائيلية". وقال العجلوني للجزيرة نت "أنا نفسي كان من الممكن أن أكون مصنفا على أنني مفقود".
ويتابع "بعد أن نفذت عمليتي عام 1990 نقلت بعد التحقيق لسجن (1391) الذي لم يكشف عن وجوده رسميا إلا عام 2003، وبقيت هناك 47 يوما، وأعطيت رقما كان الجنود يتعاملون معي من خلاله، ولم يكن أحد يرى وجهي الذي كان مغطى إلى أن نقلت للسجون المعترف بها".
وأضاف أن "جميع الموجودين في هذا السجن غير مدرجين ضمن قوائم الأسرى، ومن لم يتم التأكيد على أنهم شهداء فإنهم موجودون في هذا السجن أو غيره من السجون".
وقال العجلوني إن قضية المفقودين هي التي تحظى بالأولوية لديه بعد إطلاق سراحه، وإنه سيعمل مع مختلف الجهات لإجلاء مصير 25 مفقودا أردنيا، سواء من جنود الجيش العربي أو من شبان الدوريات الذين نفذوا عمليات عبر الحدود مع فلسطينالمحتلة. وأعاد العجلوني للذاكرة حديث رئيس الوزراء "الإسرائيلي" السابق أرييل شارون لإحدى الصحف "الإسرائيلية" عام 2003 حيث اعترف لأول مرة بوجود "بنك أسرى" يتوفر لدى إسرائيل بهدف مبادلتهم مع الجهات التي تختطف إسرائيليين.
ويقول العجلوني "كما أن هناك مقابر لشهداء أرقام، هناك أسرى أرقام تؤكد شهادات ووقائع عديدة أنهم ضمن القوائم السرية للمعتقلين في السجون الإسرائيلية". وطالب بتشكيل فريق عمل متخصص مشكل من قاض ومندوب من الجيش لكون العديد من المفقودين من جنود الجيش الأردني، ومندوبين من مؤسسات المجتمع المدني والأجهزة الأمنية.
وكان لافتا ما كشفته والدة الأسير "محمد زهران التي ظهرت قبل نحو شهرين في برنامج "تحت المجهر" على قناة الجزيرة حول ملف الأسرى والمفقودين في السجون "الإسرائيلية"، وتحدثت فيه عن مقابلتها لأردنيين من منطقة المفرق عام 1969 في سجن حيفا اسم أحدهما علي والآخر محمد.
وفور بث البرنامج تلقى مكتب الجزيرة بعمان اتصالات من عائلتي جنديين أردنيين فقدا في حرب 1967 يحملان هذين الاسمين، وينحدران من المنطقة ذاتها.