حذر ناشط سياسي جزائري معارض من أن تزايد الخشية من انتفاضة شعبية عارمة لتصحيح الأوضاع السياسية والأمنية بما يحافظ على سيادو ووحدة الجزائر، صعد من الصراع بين جناحين في الحكم أحدهما يتزعمه الرئيس عبد العزيز بوتفليقة والآخر يمسك بتلابيبه رجال الاستخبارات العامة. وكشف الديبلوماسي السابق والناشط السياسي الحالي في حركة "رشاد" المعارضة في الجزائر محمد العربي زيتوت النقاب في تصريحات خاصة ل "قدس برس" عن أن صراعا محتدما بين جناحين نافذين في الحكم الجزائري يتفاعل باتجاه التصادم وإدخال البلاد في حالة من الرعب الذي يحول دون استمرار الاحتجاج الشعبي باتجاه المطالبة بالتغيير. وأشار إلى أن استمرار عمليات العنف التي يقوم ببعضها عناصر محسوبة على الجماعات الإسلامية في حين ينفذ أغلبها عناصر تنتمي لكتائب الموت التي تعمل بالتنسيق المباشر مع أجهزة الاستخبارات بعيدا عن أعين وزير الداخلية يزيد زرهوني، الذي يقف إلى جانب الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في العمل على كبح جماح نشاط الجماعات المسلحة ومقاومة العنف المستشري، بينما تعمل جهات نافذة في الاستخبارات على إعادة الحياة للميليشيات الأمنية التي كانت سائدة في تسعينات القرن الماضي والتي تصنفها إما تحت اسم "الباتريوت" أو جماعات الدفاع الذاتي، أو الحرس البلدي الذي يبلغ عدد تعداد عناصره 200 ألف رجل أمن تمت تسميته مؤخرا كشرطة جوارية، أما الباتريوت وجماعات الدفاع الذاتي التي هي عبارة عن ميليشيات قديمة كان قد سحب منها السلاح وقطعت رواتبها فهنالك جهود لإعادة تأهيلها من خلال بث مظاهر الرعب وتسهيل عمليات كتائب الموت التي نفذت مجموعة من العمليات الانتحارية مؤخرا، على حد تعبيره. وأوضح زيتوت أن العمليات الانتحارية التي جرت مؤخرا في عدد من المناطق الحساسة بالجزائر كانت ضربات مؤلمة للنظام من ناحية، لكنها كانت تخدم مصلحة جهة الاستخبارات التي تريد إجهاض سياسات الرئيس عبد العزيز بوتفليقة والوقوف ضد محاولات وزير الداخلية الحالي يزيد زرهوني الذي يعتبر أحد رجالات وزارة التسلح والتنسيق العام التي تشكلت عام 1956 وكان الرئيس الراحل هواري بومدين قد حلها فيما بعد بعد أن أقال مؤسسها بوصوف، وأسس بدلا عنها مؤسسة الأمن العسكري الذي كان يزيد زرهوني أحد أبرز قادته، حيث يعمل زرهوني على إعادة المكانة لهذه المؤسسة التي تسمى "المالق"، وهم من الذين يعتمد عليهم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، لإيقاف العنف، بينما الجنرالات لا يريدون ذلك، والصراع بين هذين التيارين النافذين داخل الأجهزة الأمنية هو ما أفرز استمرار العنف الذي يتوقع له أن يستمربوتيرة متصاعدة، كما قال. وحذر زيتوت من أن الدعوة لإعادة الحياة للميليشيات القديمة من الباتريوت وجماعات الدفاع الذاتي هي عمليا دعوة لبعث العنف من جديد على مدى واسع، لأن الجزائر تتجه إلى انتفاضة الشارع العظمى، والحل الوحيد لمواجهة هذه المخاوف هو خلق بؤر توتر أمني في عدة مناطق بحيث يفضل الناس معها بالعودة إلى تسعينات القرن الماضي على أن يواجهوا ويلات القتل الأعمى، وهذا يمهد لمجازر ههنا وهناك غايتها ترهيب الناس، كما قال.