شنت صحيفة "روزاليوسف" المصرية، هجوما عنيفا ضد جماعة الإخوان المسلمين على خلفية قيامها بتكثيف أنشطتها الدعوية في شهر رمضان الكريم وما يتبعه ذلك من اقترابها الشديد من المواطن المصري المطحون بمشاكل لا حصر لها يأتي في مقدمتها الارتفاع الجنوني في أسعار السلع الغذائية والذي يزيد من همومه. واتهمت الصحيفة جماعة الإخوان باستثمار مناسبة دينية جليلة فى غير مكانها، وعدم الانحياز للمواطن الفقير الغلبان الذى تتعطف عليه بقليل من التمر فى إشارات المرور، بينما تدعو المشاهير والشخصيات العامة والميسورين فى أفخر قاعات فنادق الخمس نجوم. وقال الكاتب الصحفي كرم جبر رئيس مجلس إدارة الصحيفة إن "المحظورة" ويقصد بها جماعة الإخوان، لا تفعل الخير للناس إلا لصالح أطماعها السياسية، وتبذل قصارى جهدها ليس لحل مشاكل الناس ومساعدتهم على تحمل ظروف الحياة الصعبة، لكنها تستثمر كل مشكلة وأزمة لتشعل النار فيها، ثم تجلس تستدفئ على الخراب والدمار، تحت مظلة سياسية دينية. وأضاف: "غالبا ما تستهل المحظورة الأيام التى تسبق شهر رمضان وترمى قنابل دخان كثيرة للتضليل والتمويه، أهمها مزاعمها بأن الأمن يحاصرها بفرض الحيلولة دون إقامة حفل الإفطار الرمضانى، وكذلك التضييق على عناصرها واعتقالهم بمقتضى قانون الطوارئ، بجانب ادعاءات أخرى تستدر بها عطف الرأى العام وللظهور فى صورة الحمل الوديع الذى يتلقى الضربات دفاعا عن النفس والإسلام والمسلمين، مشيرا إلى أن مثل هذه المزاعم الكاذبة لا تحتاج أدلة للرد عليها". وتابع: "المحظورة تخلط الأمور ببعضها، وتخفى أطماعها السياسية وراء مشروعات خيرية ودينية، تجعلها مثل الكمائن التى تصيد بها الأبرياء والمحتاجين من الناس، والناس معذورون، فالذى يقدم لهم تمرة فى إشارة مرور أفضل ممن لا يقدم لهم شيئا". وانتقل كرم جبر في هجومه على الجماعة، إلى الإفطار الجماعي الذي تقيمه الجماعة سنويا، وقال "هذا الإفطار ليس من أجل الفقراء ولا المحتاجين ولا الذين لا يذوقون اللحوم إلا فى مثل هذا الشهر الكريم، هذا الإفطار يكون مخصصا للاستعراض السياسى، لافتا إلى أنه من العيب أن تفعل المحظورة ذلك تحت شعارات دينية، أو أن تضع على المائدة الكبرى شعار "الإسلام هو الحل"»، فالإسلام لا يعرف السطوة ولا السيطرة ولا النفوذ، والإسلام للفقراء والأغنياء". وقال جبر أن الإخوان لم يفكروا مرة واحدة فى أن يقيموا حفل إفطار فى أحد الملاجئ أو المستشفيات أو الأحياء الفقيرة، وليس لهم مائدة رحمن واحدة لإطعام الغلابة والمساكين، ولا يهتمون بذلك ولا يسعون إليه لأنها أعمال ليس فيها "شو سياسى"، ولا دعاية ولا بروز وظهور أمام وسائل الإعلام، ولا يفعلون ذلك سرا أو علانية، لأنهم يستهدفون إشعار الناس بأنهم موجودون بقوة، ولو بحبات التمر التى يوزعها بعض الملتحين فى إشارات المرور. ويواصل جبر هجومه قائلا: "تبتكر المحظورة أساليب ووسائل تتناسب مع طبيعة كل منطقة، مثل القسم على المصحف الشريف بالتصويت لنواب المحظورة فى الأحياء الشعبية، وكذلك استغلال المحجبات والمنقبات فى المرور على البيوت، واستدرار عطف الناس بأن أقرباءهم وذويهم من المعتقلين، وغير ذلك من الوسائل التى تدور حول مفهوم واحد هو التضليل الدينى السياسى". وختم جبر مقاله بالقول: بالفعل رمضان شهر الكرم، ونتمنى أن تصبح مصر كلها مائدة رحمن كبيرة تضم كل القوى السياسية والمؤيدين والمعارضين والأثرياء ومحدودى الدخل، لكن المحظورة لا تريد ذلك ولا تسهدفه وليس مدرجاً فى برنامجها.. هى تستهدف فقط الاستقطاب والاستعراض السياسى، وأن تبعث رسالة إلى الرأى العام ووسائل الإعلام فى الداخل والخارج بأنها جماعة مؤثرة وقوية وأنها تستطيع أن تجمع ألفا وخمسمائة مدعو من المشاهير والشخصيات العامة.