صنعاء -أعلن حزب التجمع اليمني للإصلاح (الذراع السياسية للإخوان المسلمين) تكليف نائب رئيس الهيئة العليا للحزب محمد اليدومي بمهام رئيس الهيئة خلفا للراحل الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر، وذلك حتى انتخاب رئيس في المؤتمر العام القادم للحزب. وقال الحزب في بيان صحفي حصلت "إسلام أون لاين.نت" على نسخة منه اليوم الإثنين: "إن الهيئة العليا في أول اجتماع لها بعد وفاة رئيسها الشيخ الأحمر وقفت أمام حالة الشغور في رئاسة الهيئة، وكذلك في عضويتها التي كان يشغلها رجل الأعمال محفوظ شماخ والذي توفي بعد يوم من تشييع الشيخ الأحمر" الأسبوع الماضي. وأوضح البيان أنه وفي ضوء أحكام النظام الأساسي واللائحة العامة للحزب التي تنص على أن انتخاب رئيس الهيئة من اختصاص المؤتمر العام وانتخاب عضو الهيئة من اختصاص مجلس شورى الحزب، فقد قررت "تولي اليدومي مهام الرئيس حتى موعد الانعقاد الاعتيادي للمؤتمر العام المعني بانتخابه". وأشار الحزب أيضا إلى أن "مجلس الشورى سينتخب في دورته الاعتيادية القادمة العضو الشاغر للهيئة العليا خلفاً للراحل شماخ". ومنذ تأسيس الحزب في عام 1990 ظل الشيخ عبد الله الأحمر رئيسا له، وواجهة مرموقة على الصعيدين العربي والإسلامي. وشيع جثمان الشيخ الأحمر الذي يطلق عليه لقب "حكيم اليمن" يوم الإثنين الماضي وسط حضور تجاوز المليون شخص من بينهم وفود من دول عربية وإسلامية. ثاني رئيس للحزب وأصبح اليدومي ثاني رئيس للحزب الذي ظل الشيخ الأحمر في رئاسته منذ تأسيسه في عام 1990 حتى وفاته، في نهاية الشهر الماضي بعد صراع طويل مع المرض. ومنذ وفاة الشيخ الأحمر والمراقبون يرون في اليدومي المرشح الأقوى تنظيميا لرئاسة أكبر أحزاب المعارضة، إلا أن البعض رشح أسماء أخرى لتولي الحزب من بينها ياسين عبد العزيز النائب السابق لرئيس الحزب وصادق الأحمر النجل الأكبر للشيخ الأحمر. ولا يستبعد المتابعون لشئون حزب الإصلاح أكبر أحزاب المعارضة اليمنية أن يتم انتخاب اليدومي من جانب المؤتمر العام ليستمر في رئاسة الحزب. وسبق لليدومي أن شغل منصب الأمين العام المساعد منذ 1990 وحتى المؤتمر العام الأول في عام 1995، ثم أمينا عاما حتى المؤتمر العام الرابع عام 2006. وكان اليدومي ضابطًا في المخابرات، حيث كان نائبا لرئيس ما يعرف بالأمن الوطني قبل أن يتم تسريحه بوشاية حرضت عليه الرئيس عبد الله صالح. ودرس اليدومي العلوم الشرطية والأمنية في سبعينيات القرن العشرين بمصر التي تأثر فيها بأفكار جماعة الإخوان المسلمين. ويعد أهم شخصية تنفيذية في الحزب، إذ يعرف بصرامته وجرأته في اتخاذ القرارات الحاسمة المتعلقة بمستقبل الحركة الإسلامية، وظهر ذلك جليا في إعلانه الرئيس علي عبد الله صالح مرشحا للحزب في انتخابات 1999، ثم إعلانه إنهاء تحالف حزبه مع حزب الرئيس صالح الحاكم في عام 2001، كما أعلن باسم حزب الإصلاح في عام 2006 ترشيح الحزب ل"بن شملان" كمنافس للرئيس صالح في الانتخابات الرئاسية.