بنغازي - تفاوتت آراء المحللين والشارع الليبي بشأن زيارة وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس الأولى من نوعها على هذا المستوى إلى ليبيا منذ عام 1953 التي تبدأ اليوم الجمعة.
فبينما اعتبر محللون أن الزيارة جاءت في توقيتها وهي بحد ذاتها نوع من الإعلان عن إعادة العلاقات الليبية الأميركية بشكل كامل، رفض آخرون فكرة استقبال الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي لرايس، فيما طالب آخرون بضرورة معرفة الشارع الليبي حجم التنازلات التي قدمتها طرابلس لواشنطن.
وأكد عبد الرزاق الداهش رئيس تحرير جريدة الجماهيرية المقربة من العقيد معمر القذافي أن زيارة رايس اليوم تأتي في إطار تطوير العلاقات بين البلدين بعد طي كافة الملفات العالقة، وهذا يؤكد -وفق الداهش- ما كانت تقوله بلاده بأن معاداة أميركا ليست عقيدة.
وأشار الداهش -في اتصال هاتفي مع الجزيرة نت من العاصمة طرابلس- إلى أن معاداة أميركا للشعب الليبي عقدة إدارات أميركية، وقد تغيرت نظرة أميركا إلى العالم الذي لم تعد تراه إحدى الولايات الأميركية، بل ترى ذاتها ولاية عالمية.
وفي معرض رده على سؤال للجزيرة نت في أن رايس سوف تمارس ضغوطا على طرابلس لتحسين أوضاع حقوق الإنسان أشار الرجل بقوله "يجب أن نكون واضحين، العلاقات الثنائية بين البلدين قائمة على الاحترام المتبادل بما يخدم الشعبين".
وأوضح أن الزيارة جاءت في توقيتها، ومجدية للطرفين، مشيرا إلى أن مرحلة الصدام كانت عبئا على السياسة الدولية.
رفض اللقاء من جهته رفض الكاتب رمضان جربوع فكرة استقبال القذافي لهذه "السيدة القاتلة" على حد تعبيره، مشيرا إلى الاكتفاء بمقابلة نظيرها الليبي عبد الرحمن شلقم.
وعلى حد قول الكاتب في جريدة (قورينا) المقربة من سيف الإسلام القذافي فإن رايس ساهمت في تمرير مشروع غزو العراق عام 2003 الذي راح ضحيته ما يقارب مليون عراقي.
وأشار في حديث للجزيرة نت إلى أن رايس "لا تزال تسعى لإحكام هيمنة المحافظين الجدد على رقاب أولياء أمور العرب، وإخضاعهم لسلطان إسرائيل".
وطالب جربوع رايس بعدم تعريف الليبيين بأوضاع حقوق الإنسان "مادامت هناك معتقلات علنية وسرية أميركية تنتهك فيها حقوق الإنسان"، وهاجم وزيرة الخارجية الأميركية قائلا "فلتذهب إلى الجحيم".
الشفافية والتنازلات في ذات الشأن طالب مفتاح الهمالي (موظف) بالشفافية إذا كانت هناك اتفاقات أو تفاهمات، وأكد على ضرورة معرفة الشارع الليبي حجم التنازلات التي قدمتها ليبيا.
وأوضح الهمالي في تصريحات للجزيرة نت أن الولاياتالمتحدة الأميركية لا يمكن أن تضع يديها مع أحد إلا لخدمة مصالحها.
وأضاف "الانتقال من محور الشر وإرهابيين ودولة راعية للإرهاب حسب تصنيفاتهم إلى دولة صديقة تدعونا إلى المطالبة بالإفصاح عن حجم التنازلات التي أدت إلى انتقالنا من خانة الإرهاب إلى أصدقاء، وهذه المطالب لغياب المصادر الموثوقة التي تقدم لنا المعلومات الكافية".
ورجح الهمالي أن تأخر ليبيا في معالجة ملفات حقوق الإنسان وإجراء التغييرات المطلوبة أدى إلى تأخير زيارة رايس كل هذا الوقت.
ويتمنى محمد القطعاني (صاحب شركة سياحية) أن تكون زيارة رايس بداية جديدة لعلاقات متميزة بين البلدين، مشيرا إلى إمكانية قيام شراكة تجارية وثقافية واقتصادية بين الجماهيرية الليبية والولاياتالمتحدة.
واستبعد القطعاني -في تصريح للجزيرة نت- قيام رايس بفتح ملفات حقوقية مع النظام الليبي في هذه الزيارة، مؤكدا أن الملفات الساخنة قد أغلقت تماما، وأن الإصلاح في ليبيا بدأ قبل هذه الزيارة وسوف يستمر.