يتظاهر اليوم في مدينة كولونيا غربي ألمانيا آلاف الأشخاص من دعاة التسامح والتعايش احتجاجا على مؤتمر يعقده ممثلون عن أحزاب يمينية أوروبية تعارض ما تسميه انتشار الإسلام في أوروبا. وأعلنت السلطات الألمانية نشر ثلاثة آلاف شرطي تحسبا لأي صدامات يمكن أن تقع بين المناهضين للمؤتمر ومنظميه، بينما دعا سكان الحي الذي سيجرى فيه إلى إغلاق ستائر منازلهم في إشارة احتجاج، كما أثنى المجلس المركزي لمسلمي ألمانيا على تعبئة سكان كولونيا ضد هذا التجمع. اشتباكات وقد اشتبك ناشطون من اليسار الألماني يوم أمس مع يمينيين متطرفين ألمانيين لدى افتتاح المؤتمر الذي يرفع شعار "ضد الأسلمة". وتراشق الفريقان بالحجارة، وحمل الناشطون اليساريون لافتات تدعو لمنع المؤتمر وتصفه ب"مؤتمر النازيين" وتدعو إلى منع حركة "برو كولن" (من أجل كولونيا) التي دعت إلى المؤتمر وتستضيفه. وقد دعت الحركة التي تعارض ما تسميه انتشار الإسلام في ألمانيا، وتركز حملتها خاصة ضد بناء مسجد كبير في المدينة، شخصيات أوروبية من أقصى اليمين المتطرف للمشاركة في المؤتمر. وسينظم بعد ظهر اليوم تجمع وسط المدينة القديمة يشكل النقطة الرئيسة في جدول أعمال المؤتمر، وتتخلله خطابات عن موضوع "الدفاع عن القيم المسيحية". إدانة رسمية وأدانت وزارة الداخلية الألمانية بشدة هذا المؤتمر، وقالت متحدثة باسمها الجمعة في برلين إن السلطات الألمانية ترى أن مثل هذه المؤتمرات تضر بالتعايش السلمي الذي تسعى إليه الدولة والمواطنون المسلمون. ومن جهته أعلن عمدة المدينة المسيحي الديمقراطي فريتز شراما أنه يتخوف من "تصاعد عمليات العنف" على هامش أعمال هذا المؤتمر.