رام الله (الضفة الغربية) (رويترز) - "يوم مختلف".. مجموعة قصصية جديدة للكاتبة الفلسطينية عائشة عودة تجمع فيها بين الخيال والواقع. وفيها قصص اخرى عن الحب والامل الى جانب قسوة الاحتلال. وقال زكريا محمد الشاعر والروائي الفلسطيني مساء يوم السبت في تقديمه للمجموعة القصصية في حفل اقيم في رام الله بالضفة الغربيةالمحتلة "ذهبت (الكاتبة) نحو الخيال لا نحو الذاكرة والذكريات.. يوم مختلف وقت للتأمل في الاشياء في العلاقات في الحب في التقاليد في الموت والحياة ووقت للتمعن في الشكل الادبي الذي تكتب فيه عائشة." واضاف "التذكر موجود ولكنه ليس كتاب مذكرات والحياة الواقعية فيه لكنه ليس كتابا واقعيا.. الاحتلال يخيم على اجوائه لكنه ليس كتابا للنضال والاحتلال." وكانت عودة امضت في المعتقلات الاسرائيلية عشر سنوات من عمرها وافرج عنها في العام 1979 ضمن صفقة لتبادل الاسرى بين اسرائيل والفلسطينيين لتعيش في المنفى خمسة عشر عاما قبل عودتها للاراضي الفلسطينية في العام 1995. واوضح محمد ان كتاب يوم مختلف كرس عائشة عودة "ككاتبة قوية محترفة". واستعرض محمد بعض ما كتبته عودة فقال "في قصة أشواق نبتة تحبس النبتة داخل البيت فتذوي وتكاد تموت فتضعها البطلة في الخارج في حضن المطر والريح والثلج فتقول الجارة ستموت من البرد. فترد البطلة.. لكنها تموت من البيت.. والبيت هنا هو السجن سجن العادة والتقاليد والمخاوف والتردد أمام التجربة." واضاف قائلا "هذا هو السجن الذي يقاومه كتاب يوم مختلف.. واليوم مختلف لان السجن مختلف لكنه الشوق ذاته والنبتة ذاتها اننا من جديد امام احلام بالحرية لكن على نطاق اوسع واشد جذرية." واصدرت عودة كتابها الاول (احلام بالحرية) بعد عشرين عاما على الافراج عنها من السجون الاسرائيلية تحدثت فيه عن تجربتها الاعتقالية. وقال الكاتبة عائشة عودة خلال حفل توقيعها على مجموعتها القصصية الجديدة الصادرة عن دار الشروق للنشر والتوزيع وتقع في 187 صفحة من القطع المتوسط وتضم ثلاثين قصة قصيرة "كتابي الاول احلام بالحرية صدر حين اتممت الستين والكتاب الثاني (يوم مختلف) صدر بعد ثلاث سنوات... اعترف انني لم احلم ان اكون كاتبة ولم يكن يدور في احلامي هكذا هدف." واضافت "في هذه الحياة المفروضة علينا والمثقلة بعوامل الحصار والقهر والتخمة.. لن ألجأ الى لغة الندب والعويل ولكني ابحث عن موضة كي انتصر بها على قبح ما يصنعه الاحتلال في الوطن والنفوس." وتابعت قائلة "لا بد من التحايل على الحصار من أجل ان نحافظ على انسانيتنا المستهدفة اولا وكي لا تنسحق الروح قهرا أقوم بجليها بواسطة الكتابة.. عندها تستطيع ان تهزأ من الاحتلال واجراءاته." وتستحضر عودة في كثير من قصصها في هذه المجموعة مواقف متعددة من يوميات الانسان الفلسطيني العادي وتنقله بين الحواجز. وتصف عودة في قصة يوم مختلف رحلة الفلسطينيين من مكان الى اخر " طريق بيتين المحكمة نسلكه دائما ونفضله على غيره من الطرقات ذلك انه يختصر دائرة من دائرتي الرقم 8 التي علينا السير فيها للانتقال بين نقطتين على خاصرة الرقم." وترى عودة ان في كل قصة من قصصها سواء كانت من الواقع او الخيال ارتباطا بالحياة الواقعية كما في قصتي قبر واسع وقبر اوسع والتي تتحدث عن الاحتلال حتى وان لم تسمه فاستخدام كلمة اسكت بالعبرية (شيكت) يعني ان الحديث يجري عن الاحتلال" ... الا تعرف ايها الحمار أنه كلما اتسع قبرهم تقزم وجودنا". وتضيف في قصة قبر واسع "..أعلن رئيس المجلس المصغر عزمه وتصميمه على الدخول في موسوعة جينس العظيمة ... وسيعمل على بناء اوسع قبر شهدته البشرية حيث يتسع لملايين البشر ويزين بطول سور يبنى في العصر الحديث وتسليهم الاف من الحواجز الثابتة واضعافها من الحواجز الطيارة." وتعكف عودة حاليا على كتابة الجزء الثاني من كتاب (احلام بالحرية) وقالت "بدأت في كتابة الجزء الثاني من أحلام بالحرية ولا أعرف متى سأنتهي منه."