مقديشو- نيروبي - وكالات الفجرنيوز: ذكر شهود عيان أن قذائف مورتر سقطت على سوق بمقديشو أمس في اليوم الثاني من القتال الذي أدى الى مقتل 42 شخصا على الاقل. ويخوض متمردون اسلاميون معارك مع الحكومة الصومالية والجيش الاثيوبي الذي يساندها في صراع مستمر منذ عامين تقريبا يطلق عليه البعض عراق افريقيا. وازداد القتال سوءا في اليومين الماضيين حتى في الوقت الذي يحاول فيه مسؤولون من الاممالمتحدة التوسط بين الحكومة وممثلي المعارضة في دولة جيبوتي المجاورة. والقت الشرطة الصومالية وجماعة شباب المجاعدين الاسلامية باللوم على يعضهما البعض في هذه الهجمات. وقال المتحدث باسم الشرطة عبد الله حسن باريز "جماعة شباب المجاهدين المتشددة هاجمت القواعد الحكومية وقواعد القوات الاجنبية. والقوا ايضا بقذائف المورتر على مناطق سكنية. لذا فان منظمة الشباب مسؤولة عن كل ما حدث أمس والليلة الماضية." وقال سكان انه في اكبر هذه الحوادث حجما اصابت قذائف سوق البكارة واثارت الذعر بين المتسوقين وقتلت حوالي 30 شخصا. وقالت شباب المجاهدين ان الحكومة والقوات الاثيوبية استهدفوا المنطقة السكنية باعتبارها معقلا للتمرد الاسلامي بعد هجمات المتمردين على القصر الجمهوري. وقال مختار روبو المسؤول بجماعة الشباب لرويترز "عندما يقتل جنود في الهجمات يقومون /الجنود الحكوميون/ باستهداف المدنيين مثلما حدث في سوق البكارة أمس." وقال علي ضهير رئيس اللجنة التجارية في البكارة ان قذائف الحكومة اصابت السوق الذي يقع في منطقة مكتظة بالسكان. وقال لرويترز "اننا لا نعرف لماذا يستهدفون البكارة.. لان هذا سوق اي مكان عام." ووصف تجار البكارة مشاهد مروعة. قال بائع الملابس نور عمر "رأينا اربعة اشخاص يلقون حتفهم في الموقع وتناثر عظمهم ولحمهم الى اشلاء." وقال عبدي نور حسن الذي يدير كشكا للالكترونيات ان صاروخين سقطا في مكان قريب. وقال "رأيت ستة اشخاص يموتون وفقد بعضهم اياديهم وارجلهم. وقمنا بجمع جثثهم لكن كان من الصعب الفصل بينهم." والى جانب قصر الرئاسة هاجم المتمردون قاعدتين لقوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الافريقي وقصفوا المطار الرئيسي بالمدينة أمس حيث تحدت الرحلات الجوية التجارية حظرا فرضته جماعة شباب المجاهدين على الهبوط فيه. وقال سكان ان 12 شخصا على الاقل لقوا حتفهم في قتال دار أمس الأول. وقالت احدى السكان وتدعي فرحية عبد الله لرويترز عن اسوأ الحوادث "أصاب صاروخ منزلا مجاورا وقتل تسعة أشخاص من نفس العائلة." وبعد طردهم من قاعدة سلطتهم في مقديشو شن الاسلاميون حركة مسلحة في أوائل عام 2007 أسفرت عن مقتل نحو عشرة الاف مدني وعدد غير معروف من المقاتلين. واصبحوا اكثر جرأة بدرجة متزايدة في الشهرين الماضيين وصعدوا الهجمات على العاصمة الصومالية واستولوا على ميناء كسمايو الجنوبي الاستراتيجي. ووضعت جماعة شباب المجاهدين على قائمة واشنطن للمنظمات الارهابية وتقول اجهزة الامن الغربية ان الاسلاميين لديهم صلات وثيقة بالقاعدة. ومع ذلك يصف زعماء المتمردين انفسهم بانهم وطنيون يقاتلون احتلالا اثيوبيا غير مرغوب فيه. وخلال فترات الهدوء يسارع سكان مقديشو بالجرحى الى العيادات الطبية القليلة في المدينة. وقال العاملون في مستشفى المدينة ان 65 جريحا دخلوا المستشفى أمس الأول .في غضون ذلك اعلنت سلطات منطقة بونتلاند الصومالية أمس ان محتجزي الماني وزوجته الصومالية افرجوا عنهما أمس بعد يومين من خطفهما في شمال الصومال من قبل مسلحين مجهولين. وقال بيلي محمود قابوساد مستشار رئيس منطقة بونتلاند في اتصال هاتفي اجرته معه وكالة فرانس برس من مقديشو انه تم الافراج عن الزوجين اللذين خطفا مساء السبت حين كانا يسيران في سيارة في مدينة بوصاصو (شمال)، بعد وساطة قامت بها السلطات القبلية وادارة منطقة بونتلاند ذات الحكم الذاتي. واضاف ان الزوجين عادا الى مدينة بوصاصو بعد اطلاق سراحهما. وبحسب الجنرال علي سعيد احد الوسطاء، فان عملية الافراج تلت مباحثات طويلة مع الخاطفين الذين لم يضعوا "اي شرط مسبق". وكان الرهينتان اقتيدا من قبل خاطفيهما مساء السبت الى الجبال المحيطة بالمدينة. والمواطن الالماني المخطوف الذي لم تكشف هويته، كان قدم الى المدينة منذ بضعة اسابيع في زيارة لاسرة زوجته، بحسب سلطات بونتلاند. وتزايدت عمليات خطف الاجانب واعضاء المنظمات الانسانية بشكل مثير للقلق في الاشهر الاخيرة في الصومال التي تشهد حربا اهلية منذ 1991.