ان لمن المفارقات العجيبة الغريبة التي يعايشها المدوّن التونسي من خلال الانتساب الى محركات البحث الموفرة لخدمة منصات التدوين ولعل من أبرزها عربيا"منصة مكتوب"،وكذلك"منصة ايلاف" مستوى العلاقة التي تربطه براعية الديمقراطية الألكترونية "الوكالة التونسية للأنترنات"فاما أن ترضى عنه الرضى الكامل اذا كان أديبا،صحفيا،شاعرا،أو مهتما بالنواحي التكنولوجية والموسيقية،أو أن يحظى برعاية موصولة ومراقبة لصيقة اذا كانت مدونته تتناول الشأن العام وتعبّر عن مواقف منه قد لا تتفق تماما مع حالة الاجماع التي نعيشها في تونس عبر شعار"كلنا على فرد" كلمة"؟؟؟" وقد كانت لي شخصيا ومن خلال منصة مكتوب للتدوين تجربة طريفة ذلك أنني أملك مدونة وصل عدد زوارها الى حوالي الخمسة آلاف تحمل عنوان(المدون مراد رقيّةدراسات،مقالات وآراء)ضمنتها عديد الكتابات والمقالات عن مدينتي قصرهلال ،وعن شؤون الجامعة،وعن علاقة الشغالين والجامعيين بالمركزية النقابية،وعن بعض الأحداث الدولية البارزة مثل تأسيس الاتحاد من أجل المتوسط فظلت تتمتع برضى الوكالة العتيدة الى حين كتبت مقالا عن معتقلة الرأي الأستاذة زكية الضيفاوي التي كانت طالبة لدينا لقسم التاريخ بكلية الآداب والعلوم الانسانية لسوسة وهي عبارة عن رسالة رمزية بعث بها اليها تلاميذها في مفتتح السنة الدراسية الجديدة وهو ذات يوم استئناف الحكم أي يوم15 سبتمبر،فاتخذت الوكالة قرار تجميدها الى غاية كتابة هذه الأسطر فحوّلت عنوانها لعد ذلك الى(مدونة مراد رقيّة الممنوعة في تونس بلد قمة المعلومات)؟؟؟ أما وجه الطرافة الآخر في هذه العلاقة أنني افتتحت مدونة أخرى على ذات محرك مكتوب أعطيتها كعنوان(الوكالة التونسية للأنترنات راعية الديمقراطية)ضمنتها بعض المقالات عن دور الوكالة في التضييق على حرية الرأي والتعبير والاطلاع فلم تغضب هذه المدونة الوكالة وتركتها مفتوحة مما يكشف عن سعة صدرها ولعل السبب أن المدونة هي دعاية مجانية للوكالة.وتساءلت بيني وبين نفسي لماذا لا ترفع الوكالة الحجر على المدونة الأولى مقابل ما اضطلعت به من تعريف وتمجيد للوكالة التونسية للأنترنات،أو على الأقل الاعلام عن موعد رفع الخجر لأن الوكالة لا تكلف نفسها باعلام ضحاياها مثلما تفعل ذلك شركة اتصالات تونس،أو الشركة التونسية للكهرباء والغاز،أو الشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه بالموعد الأقصى لدفع الفاتورة مما يحمي حقوقهم،وكذلك حقوق حريفها،فهل نطمع في أن ترسل الينا الوكالة وعبر مزودي الأنترنيت برسالة نكشف فيها عن المدة الزمنية الني تخضع فيها المدونات للحجر وللحجب وذلك من باب تكريس السلوك الحضاري وبيداغوجية التسامح تطبيقا لشعار"الجميع لتونس وتونس للجميع" وسنكون لها ولوزارة تكنولوجيات الاتصال التي يجب أن يضاف الى تسميتها أيضا تكنولوجيات الاتصال وحجب الاتصال من الشاكرين؟؟؟؟؟؟ المصدر بريد الفجرنيوز