هاني صلاح "خطبة واحدة كلبنة واحدة في قلعة الإسلام"..هذا هو عنوان مشروع أعدته المشيخة الإسلامية في كوسوفا للارتقاء بخطبة الجمعة انطلاقًا من منهج الوسطية، وذلك من خلال إعداد خطب "نموذجية" للأئمة تهدف إلى تعريف المسلمين في الإقليم بوجه خاص والناطقين بالألبانية بوجه عام بأركان دينهم، وتقدم رؤية إسلامية لقضايا العصر. خطب "نموذجية" لأئمة كوسوفا هاني صلاح
"خطبة واحدة كلبنة واحدة في قلعة الإسلام"..هذا هو عنوان مشروع أعدته المشيخة الإسلامية في كوسوفا للارتقاء بخطبة الجمعة انطلاقًا من منهج الوسطية، وذلك من خلال إعداد خطب "نموذجية" للأئمة تهدف إلى تعريف المسلمين في الإقليم بوجه خاص والناطقين بالألبانية بوجه عام بأركان دينهم، وتقدم رؤية إسلامية لقضايا العصر. المشروع الذي انطلق من كوسوفا، وشارك فيه عدد من الأئمة والأساتذة الألبان من خارجها يتمثل في إصدار كتاب مطبوع من 3 أجزاء يشتمل على 156 خطبة "نموذجية" تتناول أهم المجالات والقضايا التي يمكن أن يتطرق إليها أئمة المساجد، بحسب القائمين عليه. وفي تصريح خاص ل"إسلام أون لاين.نت"، قال صبري بايجوري رئيس أئمة كوسوفا الذي أطلق هذه المبادرة وتبنتها مشيخة كوسوفا، أن المشروع يُعَدّ "أول تعاون علمي متخصص بين الأئمة الألبان، ونأمل أن يستمر هذا التعاون مستقبلاً في مشروعات هامة أخرى". وأضاف أنه لقي استجابة وحماسة ممن وجه لهم الدعوة للمشاركة في إعداد هذا الكتاب، لكنه أشار إلى عدم وجود تعاون رسمي مع المشيخات الألبانية في منطقة البلقان كألبانيا ومقدونيا والجبل الأسود في هذا المشروع، دون تقديم مزيد من التفاصيل. انطلاق الفكرة وأشار بايجوري إلى أنه بدأ التفكير في المشروع عندما استشعر من خلال لقائه بأئمة كوسوفا وجود حاجة ملحّة لتجديد الخطاب الديني وإعطائه مزيدًا من الحيوية بشكل يناسب العصر. وقال:"خلال جولاتنا في شهر مايو الماضي 2007 بمحافظات كوسوفا لزيارة المفتين والأئمة التابعين للمشيخة الإسلامية؛ دارت نقاشات حول ضرورة توفير كتاب يتضمن خطبًا نموذجية تناسب أسلوب العصر، ويسترشد بها الإمام في خطبه". ويأمل بايجوري في أن يستفيد من هذا المشروع 650 إمامًا بكوسوفا؛ ومثلهم في مقدونيا؛ بالإضافة إلى مئات الأئمة في كل من ألبانيا والجبل الأسود، والأئمة المتواجدين بين أوساط الألبان المهاجرين بدول أوروبا والولايات المتحدة ويقدر عددهم بأكثر من 300 إمام. وأكد في الوقت ذاته أن الإمام غير ملزم باتباع خطب هذا الكتاب؛ إلا أنه سيكون "مصدرًا هامًّا له يساعده في تحضير خطبه". منهج الوسطية من جهته أكد كمال موريني نائب عميد كلية الدراسات الإسلامية ببريشتينا أن "المشيخة الإسلامية اعتمدت منهج الوسطية في إعداد الخطب النموذجية". وأوضح قائلاً:"حرصنا على ذلك بقوة، خصوصًا أننا في قلب أوروبا وتحت المجهر، وأي تشدد أو تطرف في الأفكار يسبب لنا كثير من المشكلات التي نحن في غنى عنها". وعن أهمية هذا الكتاب، قال موريني: "إن الإقبال المتزايد من قبل المثقفين الألبان على المساجد وجب معه تجديد نوعية الخطاب الديني، بما يروي ظمأهم وشوقهم للتعرف على الإسلام". وأردف قائلاً: "المشيحة الإسلامية تسعى لأن تشتمل خطبة الجمعة على موضوعات علمية وثقافية وتاريخية واجتماعية تناسب هذه الفئات المثقفة". وأشار كذلك إلى أنه "ربما لا يتوفر لكل إمام المراجع والمصادر اللازمة للحصول على هذه المعلومات لتحضير خطبته الأسبوعية، خصوصًا أنه لا يجيد كل الأئمة الألبان اللغة العربية حتى يستطيعون مطالعة المراجع والكتب العربية لتحضير خطبة متكاملة". ولفت موريني إلى أن معظم الذين شاركوا في إعداد خطب الجمعة كانوا من الشباب ومعظمهم من خريجي جامعة الأزهر بمصر، وعملوا كأئمة في المساجد أو أساتذة في المدارس الإسلامية، ولهم دور دعوي في مناطقهم وخبرة تؤهلهم لإتمام هذا العمل. قضايا معاصرة وبالإضافة إلى الموضوعات الأساسية التي تطرق لها الكتاب حول أصول الإسلام ومفاهيمه، أكد بايجوري أن واضعي الكتاب حرصوا على إضافة موضوعات معاصرة حول أهم القضايا المطروحة على الساحة الدولية، مثل الفوائد الربوية والانتحار وحقوق الإنسان في الإسلام والتنصير والمحافظة على البيئة، إلى غيرها من الموضوعات، مع عرض وجهة نظر الإسلام إزاءها. كما تطرقوا أيضًا للقضايا المحلية المطروحة على الساحة الكوسوفية، حيث قال موريني: "إنهم ركزوا على قضايا الحوار الداخلي فيما بيننا نحن كمسلمين، فضلاً عن الحوار مع الآخر والدعوة للتعايش مع من حولنا من غير المسلمين بمنطقة البلقان". صوتي ومرئي وبحسب بايجوري، يدخل المشروع حاليًّا مراحله الأخيرة، حيث تم إنجاز 90% منه حتى الآن، متوقعًا أن يصدر خلال الصيف المقبل برعاية المشيخة الإسلامية وعلى نفقتها. وعبّر بايجوري عن أمله في أن يستكمل المشروع مراحله التالية التي تتمثل في تحويله لإصدار صوتي ومرئي. وقال: "نأمل مستقبلاً في تسجيل هذه الخطب على ملفات صوتية وفيديو". ويمثل المسلمون نحو 95% من سكان كوسوفا وينتمون إلى عرق الألبان. ويواجه الكثيرون مشكلة في فهم أو تعلم اللغة العربية ما يعيقهم عن التوسع في العلوم الإسلامية.