قال الفاروق رضي الله عنه:كنّا قوما أذلاّء أعزّنا الله بالإسلام, وأكبر الرّجّات هي لاتعدو أن تكون سياسية ومطالبة بالحكم والهيمنة,وتلك موجة ركبها "ابن السّوداء" عبد الله ابن سبأ وفي عهد الإمام علي كرّم الله وجهه,ونعلم كيف تعامل معه,ثمّ الصّراع بين بني هاشم الأمويّين,وماجرى يسرده التّاريخ ودور الخرسانيّين فيه ,وتنبّه ابوجعفر المنصور لحجم اللعبة ,ثمّ ما تلقّفه الفرس بعد ذلك من أهمّية استعمال مظلومية آل البيت فانحازوا للطّلبيين دون العبّاسيين,واستفحال أمر البرامكة في عهد الرّشيد وماجرى بعد ذلك في المغرب العربي والدّعوة العبيدية,ثمّ الإنتقال إلى مصر في عهد المعزّ واستيلائهم على المشرق العربي ,وإهداء بيت المقدس للامبراطور الألماني الذي جعله أسيرا حتّى تحرّر في عهد صلاح الدّين,وأدوار الشيعة في موالاة التتار والصّليبيين لاتخفى على الدّارسين وما فعله ابن العلقمي وابن الصّبّاح شيخ الجبل,مرورا بما فعله الصّفويّون ,وأمّا ما يدور اليوم,فلننظر كيف يرى الملالي وقبلهم الشّاه للعرب,فهم ينعتون العرب بالمتخلّفين البدو بالأحواز وباقي دول الخليج, الذي يصرّون على أنّه فارسي ,ويستغلّون كسالفيهم اسم آل البيت ويستغفلون شيعتهم ومحبّيهم من العرب,وحبّ آل البيت فريضة لا ينكرها مسلم يصلّي الفرض والنّافلة,فنحن نصلّي عليهم في التشهّد وخارجه,كما يتّخذون أي الفرس ومن والاهم لعن الخلفاء تعبّدا ,ولولاهم بإذن الله لما بقي الإسلام ولا قامت له قائمة,أليس الصدّيق هو من حارب الرّدّة؟ أليس عمرمن فتح بيت المقدس وكتب العهدة العمرية وأكمل فتح العراق والشّام ومصر؟ أليس عثمان من فتح شمال أفريقيا وربوع آسيا إلى حدود روسيأ ؟ عمّا يزايد هؤلاء ,أيريدون أن نكون رعايا لفكر مشوّه زيادة على أنّهم يريدون استرجاع ملكهم والتّوسع على حسابنا,ثمّ يشكّكون في تاريخنا وديننا,ويسعون لتجنيدنا لذبح أنفسنا بأنفسنا,أنظر ما جرى بالعراق وما أرادوا أن يفعلوه بالشّام "لبنان فلسطين ونشاطاتهم بسوريا" وجزاؤنا الأخير جزاء سنّمار,الذّبح الذّريع من طرف مجهول ليس له وجود,يريدون أن نصدّق دعواهم والتّاريخ يؤكّد أنّه لاوجود لنسل من الحسن العسكري حسب ابن حزم في مؤلّفه "الملل والنّحل" ثمّ تأكيده من الكاتب العراقي الباحث في هذا الميدان والمنظّرالشيعي الذي وصل إلى قناعة أنّه لا وجود لهذا القائم المنتظر,ولذا نتوجّه للأخوة العرب أن يعملوا عقلهم "كيف يعقل أن يكون ابن آدم يعيش أكثر من أبي الأنبياء نوحا عليه السلام" وقد قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم,عمر البشر من أمّتي ستون عاما أو كما قال,وأمّا ما يحتجّون به من حياة الخضر عليه السلام من قال لهم أنّه يعيش ؟ وقد غاب عنهم أنّ الله يحيي العضام وهي رميم,وقد بعثه خاصّة لتلك المهمّة,فلمّا قضاها انتهى الأمر,والخلاصة نحن لانكفّر الشيعة ولا نلعنهم ولا حتّى الفرس الذين يدينون بالإسلام وهم أحرار في طرقة التّعبّد ما لم يطالبوا بقيّة الأمّة لانتهاج منهجهم وحملها عليه,وليس لهم مصلحة في عداوة العرب الذين هم أصل الدّين وعماده, وهذا لاينفي أن نعترف أنّ الحكّام لايقومون بدورهم الكامل تجاه الإسلام,ومنطاعون للغرب والعلمانيين الذين يحاربون الإسلام وأتباعه,كما يتساهلون مع العري بل يحارب بعضهم الفضيلة(تونس مثلا)ولابدّ من الرّجوع إلى دين الهدى ليرفع الله عنّا هاته الغمّة وتكالب الأعداء,وقد حذّرنا نبيّنا من ذلك"تكاد تداعى عليكم الأمم كما تتداعى الأكلة على قصعتها" وهذا ما نراه اليوم من تقارب بين الغرب والفرس واليهود,وقد أصاب حبر الأمّة في تقييمه ,رغم هذا التّكالب من الأقلام المأجورة وذوي النّوايا الحسنة وأتباع الماسونية. كتبه أبو جعفرلعويني المصدربريد الفجرنيوز