لقد لفت انتباهي من خلال تصفح المواقع الالكترونية وتحديدا موقع"الفجر نيوز"المتميز على الدوام الخبر المدرج والمتعلق بالنداء الذي أطلقه الدكتور مصطفى بن جعفر أمين عام التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات مطالبا وراجيا بتفعيل المبادرة الديمقراطية وتحديدا انجاز تحالف انتخابي بين الأحزان الثلاث وهي التكتل وحركة التجدبد والحزب الديمقراطي التقدمي.وبرغم التجاوب الايجابي النسبي للحزب الديمقراطي التقدمي فان حركة التجديد-التبديد كان لها وكعادتها موقف غريب عجيب يؤكد خشيتها من الخيار الديمقراطي والاحتكام للصناديق الانتخابية؟؟؟ وخلافا للتكتل وللحزب الديمقراطي اللذين لم ينضما الى مجلس النواب فان حركة التجديد حرصت ومن خلال نطام المحاصصة على ضمان عدد من المقاعد داخل قبة المجلس،وقد تركزت مداخلات ممثليها الحريصين على تجديد نياباتهم أكثر من ممثلي التجمع الدستوري على انتقاد ضريبة الاذاعة والتلفزة في فاتورة الكهرباء والغاز،وعلى المطالبة بالغاءعقوبة الاعدام.ولعل اللافت في موقف عضو المكتب السياسي لحركة التجديد-التبديد-المربي عادل الشاوش الذي يصلح أن يصبح أمينا عاما مساعدا مكلفا بالحداثة ومناهضة السلفية أو الظلامية باعتبار أنه نصّب نفسه وحركته ذات الاشعاع النخبوي قيّما على مصير الأمة التونسية من خلال رفض التحالف مع التيارات غير اللائكية المعادية للحداثة،حداثة الجوع والفقر وغياب الحريات؟؟؟ ومما زادني ضحكا واستغرابا وتعجبا قول أمين الحداثة وحماية اللائكية بأن"حركته مستعدة للدخول في تحالف لايمس جوهر المعارضة المبنية على الديمفراطية والتقدمية والحداثة"،فعن أي ديمقراطية يتحدث الأخ الأمين المساعد ونحن نعلم كيف وصل ممثلو حركته الى"مجلس المحاصصة"،وكيف أن البعض منهم حرص حتى عندما لم برشح في منطقته الأصلية أن ينزح مع قائمات حركته الى منطقة أخرى ضمانا للنجاح في تاحصول على نيابة ثانية ولعلهم بسعون ومنذ الآن بالتنسيق مع التجمع الى تكرار التجربة تنقلا من الوسط الى الشمال والى الجنوب وحتى الى الجماهيرية ان لزم الأمر؟؟؟ وطالما أن حركة التجديد أو التبديد التي أصبحت تقصر حتى في الدفاع عن مناضليها مثل الأستاذ رشبد الشملي عالم النباتات الطبية،أحد مؤسسي كلية الصيدلة بالمنستير ضد صلف وزارة التعليم العالي الذي اقتصرت ردة الفعل على وقفه من العمل على بيان صحفي مضحك مبكي يكرس تعاسة واندحار هذه المعارضة"الكرتونية" الحريصة على مقاعد ممثليها أكثر من حرصها على الديمقراطية عبر تفعيل المبادرة الديمقراطية؟؟؟ ان حركة التجديد-التبدبد-المتمسكة بنظام المحاصصة مع صاحب الامتياز السياسي الأول التجمع الدستوري تخشى الخيار الديمقراطي لذا نهيب بالدكتور بن جعفر والحزب الديمقراطي وبسائر التيارات السياسية غير الممثلة في مجلس النواب وبمنظمات المجتمع المدني تأسيس"تعاضدية خدمات ديمقراطية" والالتزام بغلق دكاكينها التي لا تحوي رفوف كل واحد منها سوى بعض علب الياغورت والحلوى والشيكولاتة الرخيصة وبعض الخبز والفحم مع الالتزام بالولاء لعمدة القرية والارتقاء بالعمل السياسي الى مستوى تضحيات محمد علي الحامي والطاهر الحداد وفرحات حشاد والحبيب ثامر والهادي شاكر وأحمد التليلي،وبأن تجعل من أشعار أبي القاسم الشابي دستورالها يخلصها من حالة الرداءة والعوز السياسيين،ومن البطالة التقنية المفروضة مقابل المنح والسفرات والخدمات المجانية ارتقاء بوضعهم الاجتماعي الشخصي وتسمين أرصدتهم البنكية تكريسا للديمقراطية وخاصة اللائكية؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟