دمشق (رويترز)الفجرنيوز:قالت جماعتان للدفاع عن حقوق الانسان يوم الأحد ان السلطات السورية منعت مخرجا سينمائيا بارزا من السفر للخارج في اطار القيود المتزايدة التي تفرضها الدولة على الحياة الثقافية في البلاد. واضافتا ان المخرج محمد ملص الفائز بجوائز سينمائية دولية عن أعماله التي تصور التاريخ السياسي والثقافي لسوريا منع من الصعود على متن الطائرة المتجهة من دمشق الى باريس الاسبوع الماضي بناء على أوامر من أجهزة المخابرات. وقال مهند الحسيني رئيس المنظمة السورية لحقوق الانسان المفروض عليه أيضا حظر على السفر إن الدولة تريد تشديد قبضتها على النشاط الثقافي ومنع الاتصال بالعالم الخارجي. وقال لرويترز ان قائمة الأشخاص الممنوعين من مغادرة سوريا تتسع لتشمل الكثير من الشخصيات العامة البارزة. وقالت جماعة أخرى هي المنظمة الوطنية لحقوق الانسان إن الحظر يوضح مدى سيطرة أجهزة المخابرات على سوريا موضحا ان الحظر لم يصدر عن الهيئة القضائية. وقال بيان صادر عن المنظمة ان هذه خطوة للوراء فالدستور يكفل حرية التنقل ما لم يكن هناك امر قضائي يمنع ذلك. ولم يصدر أي تعليق من السلطات. ومنع ملص الذي ولد عام 1945 في مرتفعات الجولان التي تحتلها اسرائيل من مغادرة سوريا في الوقت الذي بدأت فيه اعمال مهرجان دمشق السينمائي الدولي الذي ترعاه الحكومة في العاصمة السورية. وسيكرم المهرجان عددا من الشخصيات الفنية منها الممثلة الفرنسية كاترين دينيف. ولم تدرج اي من اعمال ملص في قسم خاص بالسينما السورية. ومن اعمال ملص فيلم "احلام المدينة" وهو قصة تتناول الحياة في دمشق قبل استيلاء حزب البعث على السلطة في انقلاب عام 1963 وفيلم " المدرس" عن الرسام السوري الراحل فاتح المدرس الذي استخدم فنه لتجسيد افكار كان يخشى الناس التعبير عنها علانية. ودأب معارضو حزب البعث الحاكم منذ فترة طويلة على اتهام الحزب بتكميم حرية التعبير من خلال اقامة شركات حكومية تحتكر صناعة الافلام السينمائية والاعمال المسرحية. وذكرت صحيفة السفير اللبنانية ان الحكومة السورية تدخلت في الآونة الاخيرة لمحاولة منع مهرجان قرطاج السينمائي الدولي في تونس من عرض فيلم قصير للمخرجة السورية ريم علي يتناول قصة اثنين من السجناء السياسيين السابقين في سوريا. وتقول جماعات حقوق الانسان إن عدد السجناء السياسيين في سوريا بالالاف. وتخضع سوريا لقانون الطواريء منذ وصول حزب البعث الى السلطة. واصدرت محكمة سورية الأسبوع الماضي حكما بالسجن لمدة عامين ونصف العام على معارضين بارزين بينهم رسام طالبوا باجراء اصلاحات ديمقراطية.