اختتمت يوم السبت 1 نوفمبر الجاري أيام قرطاج السينمائية بتتويج فيلم تيزا للمخرج الأثيوبي هايلي جريما بجائزة التانيت الذهبي للدورة الثانية والعشرين وحاز الفيلم على إعجاب اللجنة بالإجماع. كما نال جائزة أفضل سيناريو وجائزة أفضل صورة وجائزة أفضل صوت إضافة إلى جائزة أفضل دور ثانوي للرجال للممثل ابيي تادلا . ويرصد الفيلم الاضطرابات السياسية التي شهدتها أثيوبيا منذ عقدين من الزمن ويصور إحباط طبيب عاد إلى بلاده بعد غياب طويل بهدف إعادة البناء لكنه يصطدم بواقع مضطرب تنخر فيه الصراعات.وكان فيلم تيزا حاز على الجائزة الخاصة للجنة التحكيم بمهرجان البندقية في دورته الأخيرة.. واعتبر بعض النقاد أن فيلم تيزا استحق التتويج عن جدارة لان مستواه في الشكل والمضمون يفوق بكثير باقي الأفلام المعروضة . ومنحت لجنة التحكيم التي يترأسها الأديب الجزائري ياسمينة خضراء التانيت الفضي لفيلم "عيد ميلاد ليلى" للفلسطيني رشيد مشهراوي .والفيلم من إنتاج فلسطيني تونسي . وسبق للمخرج الفلسطيني أن نال جائزة التانيت البرنزي في دورة 2006 عن فيلم "الانتظار" الذي يطرح قضية اللاجئين الفلسطنيين. وفاز الفيلم التونسي "خمسة" لكريم الدريدي بالتانيت البرنزي كما نار جائزة "أفضل تركيب". وقد أثار هذا الفيلم جدلا واسعا خلال التظاهرة بسبب مشاركة مخرجه في مهرجان حيفا السينمائي مما عده البعض تطبيعا ثقافيا مع الكيان الصهيوني .كما أثارت مشاركته ضمن المسابقة الرسمية لأيام قرطاج هذا العام انتقادات لأنه صور في فرنسا ولا يؤدي أدواره أي ممثل تونسي وبالتالي لا يحق له تمثيل تونس في المسابقة الرسمية. ويتطرق الفيلم الذي يقوم ببطولته الطفل مارك كورتاس إضافة إلى ريمون ادم ومهدي العريبي قصة أطفال غجر تدفعهم الظروف العائلية القاسية والتشتت الأسري إلى الانحراف. ويقدم المخرج صورا لهؤلاء الأطفال وهم يقومون بعمليات سرقة ويمارسون الجنس ويتعاطون الكهول. وكان السيد الحبيب بالهادي مدير شركة فاميليا للإنتاج السينمائي ذكر لنا على هامش ندوة صحفية عقدها المخرج فاضل الجزيري لعرض فيلم "ثلاثون" إن إدارة المهرجان لم تجد أفلاما تونسية جاهزة للمنافسة على "التانيت" الذهبي لذلك اضطرت لإشراك فيلم "خمسة" لكريم الدريدي في المسابقة الرسمية .وأوضح بلهادي أن إدارة المهرجان ليست مسئولة عن عدم وجود أفلام تونسية لان وزارة الثقافة هي المسئولة عن الإنتاج وهنا المشكل الكبير – حسب رأيه- لان لجنة دعم الإنتاج السينمائي مغيبة منذ عامين وهذه اللجنة كارثة على السينما التونسية وهي سبب الأزمة في قطاع الإنتاج السينمائي في تونس وهذا الكلام يجب أن يقال بوضوح، كما قال.و في تعليق على حضور تيار التطبيع الثقافي مع الكيان الصهيوني في قرطاج دعا بالهادي الممثلين الشبان إلى أن ينتبهوا إلى خطورة الثنايا الملتوية في إشارة إلى الذين شاركوا في فيلم "بين النهرين" الذي تقمص دور البطولة فيه ممثل صهيوني مغمور وصور حياة الرئيس العراقي السابق صدام حسين. .وقال بلهادي إن علينا أن نتصدى لها ولكن لا نعاقب أبناءنا لأنهم شاركوا في هذا الفيلم أو ذاك. وعلى كل فان مهرجان قرطاج لهذا العام ليست فيه مشاركات إسرائيلية وليست فيه مشاركات تدعو مباشرة للتطبيع مع إسرائيل. وعن الرقابة قال بالهادي لم تكن هناك رقابة في المهرجان ولم يمنع أي فيلم غير الفيلم السوري زبد للمخرجة ريم علي الذي أوقف عرضه إثر ضغوط سياسية.وكانت إدارة المهرجان نفت في تصريح لوكالة فرانس براس سحب الفيلم وتحدثت عن اعادة برمجة عرضه ليس إلا. ويتناول الفيلم ومدته 42 دقيقة العلاقة الوطيدة بين سجينة شيوعية سابقة وأخيها الذي يعاني من انفصام في الشخصية. وفيما يتعلق بالأفلام القصيرة حصل فيلم "اياد نظيفة" لكريم فنوس (مصر) على جائزة التانيت الذهبي في حين حصل فيلم "لزهر" لبحري بن محمود (تونس) على التانيت الفضي وحصل فيلم "شمس صغيرة" للالفوز تنجور (سوريا) على جائزة التانيت البرونزي. وفي قسم الفيديو أحرز الفيلم الطويل "صمت" لكريم سواكي (تونس) على الجائزة الأولى وحصل فيلم "ذاكرة امرأة" للسعد الوسلاتي (تونس) على الجائزة الثانية في حين منحت الجائزة الثالثة إلى فيلم "ابتسم أنت في جنوب لبنان" لداليا الخوري (الأردن.) وحجبت الجائزة عن الأفلام القصيرة بسبب عدم مشاهدة لجنة التحكيم لأحد الأفلام المبرمجة في المسابقة ،ولم يذكر الكاتب الجزائري ياسمينة خضراء رئيس لجنة التحكيم سبب عدم مشاهدتهم للفيلم لكن بعض المتابعين أرجعوا الأمر إلى منع الفيلم لأسباب سياسية. * كاتب وصحفي تونسي