للمرة الثانية، قامت الكنيسة المعمدانية بولاية فلوريدا الأمريكية بتعليق لافتة تسيء للمسلمين، الأمر الذي أثار موجة من الاستياء في الأوساط الإسلامية في الولاية. وبحسب موقع "أسوشييتد بابتيست برس" فقد قامت الكنيسة المعمدانية الواقعة في مدينة جاكسونفيل، بتعليق لافتة مكتوب عليها(God loves you, Allah hates)، وتعني أن (إلهنا يحبك، أما إله المسلمين فيكرهك). وفي لقاء مع قناة تلفزيونية محلية قالت إحدى المسلمات: إنها تعتبر ذلك إهانة لها ولدينها، متسائلة: "ماذا فعلتُ لأستحق كل هذه الكراهية ممن حولي؟". وأوضحت المرأة المسلمة، التي لم يُسمِّها الموقع، أنها كانت تمرّ بجوار الكنيسة هي وأولادها حينما جذبت اللافتة انتباهها، مؤكدة أنها: "تضايقت بشدة لما رأت هذه الإساءة في المكان الذي تعيش فيه وأولادها"، مضيفة: "مجرد معرفتي أن هذه مشاعر جيراني تجاهي يعتبر أمرًا مرعبًا". وفي معرض دفاعه عن هذه الاستفزازت يقول القسّ "جين يانجبلود": "إنما هي وسيلة لتوصيل حقيقة الإنجيل الذي أتى به المسيح عيسى". وليست هذه هي المرة الأولى التي تقوم فيها الكنيسة بتعليق لافتات تسيء للمسلمين، وتتحدى مشاعر المارّة برسائل تتعلق بالقضايا العقدية والاجتماعية؛ ففي العام 2005 قامت الكنيسة بتعليق لافتة مكتوب عليها "الإسلام شرير، ويؤمن بالقتل "سورة 9-29"، أما المسيح فيعلم السلام "ماثيو 5-9")!. وفي العام 2003 أصيب المسلمون الذين يعيشون في الجوار بخيبة أمل حينما علقت نفس الكنيسة لافتة أخرى مكتوب عليها: "المسيح يحرم القتل "ماثيو 26-52"، ومحمد يقره "سورة 8-65")!. وقتها ذكر ألطاف على مدير فرع مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية بفلوريدا أن مكتبه سعى للحوار مع مسئولي الكنيسة التي وضعت اللافتة المسيئة، ولكن المحاولة تمّ الرد عليها بلغة عدوانية، وقال: (ينبغي على جميع الأمريكيين أن يتحدوا في إدانة خطاب الكراهية الساعي إلى تقسيم أمريكا إلى خطوط دينية وعرقية. أية محاولة لتهميش أو تحريف أي جماعة دينية هي اعتداء على أبناء جميع الأديان). كما ذكر الشيخ زايد مالك إمام مركز جاكسونفيل الإسلامي بشمال شرق ولاية فلوريدا أن (يجب رفض تزييف المعلومات والحقائق من قبل كل أصحاب الضمائر)، وأضاف الشيخ مالك موضحًا أن اللافتة المسيئة نمت إلى علمه عن طريق جماعة من أصدقائه النصارى، وقال: إن هذا يوضح أن غالبية الأمريكيين يرفضون خطاب الكراهية ويسعون إلى بناء مجتمع ينتصر فيه الخير على الشر). ورغم هذه الإساءات المتكررة، مازال القسّ "جين يانجبلود" يقول: إنه "يحب المسلمين"! وتعليقًًا على هذه الإساءات يقول فؤاد منصوري (رئيس فرع مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية "كير") في مدينة جاكسونفيل: إن المسلمين يؤيدون حرية التعبير، لكن لافتات كهذه تشوه الحقائق، وتظهر المسلمين في أمريكا بصورة شريرة. وطالب منصوري المجتمع المسلم في أمريكا بالاتحاد في مواجهة هذه المشاكل، مشيرًا إلى أن "المؤسسات الدينية ينبغي عليها اتخاذ إجراءات لتأليف القلوب بالتأكيد على حقيقة أن ما يجمعنا أكثر أهمية مما يفرقنا".