بروكسل(ا ف ب)الفجرنيوز:بدأت ليبيا التي عانت عزلة دولية لأعوام، امس الخميس مفاوضات حول اول اتفاق شراكة مع الاتحاد الاوروبي الذي يعتبر هذا البلد مصدرا مهما للطاقة. وقالت المفوضة الاوروبية للعلاقات الخارجية بينيتا فيرير و- فالدنر 'نحن واثقون بان هذا الاتفاق المقبل لن يعزز العلاقات الاوروبية الليبية فحسب، بل سيساهم ايضا في تعزيز موقف ليبيا داخل المجتمع الدولي'. واضافت امام الصحافيين 'انها لحظة انتظرناها طويلا'، آملة التمكن من انهاء المفاوضات حول هذا 'الاتفاق الاطار' في العام 2009. وبسبب فترة طويلة من العقوبات الدولية المتصلة باعتداء لوكربي الذي اسفر عن 270 قتيلا العام 1988، فان ليبيا هي البلد الوحيد في حوض المتوسط الذي لم يوقع اتفاقا مع الاتحاد الاوروبي. وبعد رفع العقوبات الاوروبية العام 2004، استؤنفت العلاقات الاوروبية الليبية في شكل خجول. وكان من شأن الافراج عن الممرضات البلغاريات في تموز/يوليو 2007 ان يفتح الطريق امام هذا الاتفاق الاول الذي يهدف الى اقامة منطقة للتبادل الحر. وركز المسؤولون الليبيون امس الخميس على الفوائد التي يجنيها الاتحاد الاوروبي من شراكة فعلية مع طرابلس. وقال عبد العاطي العبيدي وزير الشؤون الاوروبية الليبي ان 'ليبيا ستساهم في شراكة فاعلة مع الاتحاد الاوروبي بفضل قدرتها الاقتصادية وموقعها الجغرافي ودورها المتوسطي والافريقي'. واعتبر محمد الطاهر سيالة الامين المساعد للجنة الشعبية العامة الليبية للتعاون الدولي ان 'ليبيا شريك تجاري مهم للاتحاد الاوروبي وأحد اهم مصادره للطاقة'. وفي وقت يسعى فيه الاتحاد الاوروبي الذي يعول على المحروقات الروسية الى تنويع مصادره للامداد بالطاقة، اوضحت فيرير و- فالدنر ان ليبيا تشكل مصدرا اساسيا للطاقة وتتجه اكثر من تسعين في المئة من صادراتها النفطية الى اوروبا. واضافت ان 'موارد الغاز والنفط (في هذا البلد) غير مستثمرة جزئيا، من هنا ثمة فرصة تعاون كبيرة'. وليبيا هي رابع دولة تزود الاتحاد الاوروبي بالنفط (ثمانية في المئة من وارداته العام 2005) وخامس دولة تزوده بالغاز (اثنان في المئة من وارداته العام 2005). واوضحت المفوضة ان المفاوضات تهدف الى 'تسهيل تجارة' الطاقة، مع ضمان حماية البيئة وسلامة الانتاج. وشددت على اهمية انشاء 'سوق اقليمية اوروبية متوسطية للكهرباء والغاز'. وهذا الهدف مدرج في استراتيجية مفصلة للاتحاد الاوروبي حول التزود بالطاقة، قدمتها المفوضية الاوروبية الخميس وتشمل اقامة 'شبكة طاقة متوسطية' لنقل الاحتياطات من شمال افريقيا والغاز من بحر قزوين. واكدت فيريرو- فالدنر ان المفاوضات 'ستشمل' موضوع انتهاكات حقوق الانسان في ليبيا، الامر الذي غالبا ما تثيره جمعيات الدفاع عن هذه الحقوق، لافتة الى ان الاتفاق سيستند الى عدد من 'المبادىء الاساسية'. ودعت المفوضية وليبيا التي تشكل معبرا للماجرين الافارقة، الى تطوير تعاونهما الذي بدأ العام 2004 على صعيد مكافحة الهجرة غير الشرعية. وقال العبيدي 'كل الدول تعاني المشاكل نفسها، من المهم اذا التصدي لها'، مذكرا ب'مآسي المهاجرين الذي يضحون بحياتهم في الصحراء او في البحر'.