أصدر الاتحاد الدولي لمرض السكري إحصائية بمناسبة اليوم العالمي لمرض السكر، الذي وافق أمس الجمعة، أفادت بأن هناك 6 دول عربية بين أول عشر دول يتفشى فيها المرض، وجاءت الإمارات في المركز الثاني عالميا بعد الهند، بنسب إصابة قدرت بربع سكان الإمارات. وقد أحيت أكثر من 160 دولة حول العالم أمس اليوم العالمي للمرض تحت شعار "السكري لدى الأطفال والمراهقين"، وتنوعت الفعاليات ما بين مؤتمرات وحملات توعية، بهدف التعريف بخطورة هذا المرض المصنف كثالث أخطر أمراض العالم بعد أمراض المخ والسرطان بين تلك الشرائح. وميز الاحتفالات هذا العام لون علم الأممالمتحدة الأزرق؛ حيث أُضيء حوالي 800 معلم معماري على مستوى العالم بلون علم المنظمة الدولية، من بينها مبنى ناطحة السحاب الشهيرة "إمباير ستيت" في نيويورك، وبرج لندن في بريطانيا، وبرج إيفل في باريس، ومركز دبي التجاري العالمي، وأبراج الكويت، ومركز البحرين التجاري العالمي، وأهرامات الجيزة بمصر. وبحسب موقع الاتحاد الدولي لمرض السكري، فإن هناك شخصا في العالم يموت كل 10 ثوان نتيجة هذا المرض، بينما يتجاوز عدد المصابين به على مستوى العالم 250 مليون شخص، ومن المرجح ارتفاع هذا الرقم خلال العقدين القادمين إلى 380 مليون شخص. كما أشارت الإحصائيات إلى أن 70 ألف طفل ممن تقل أعمارهم عن 15 عاما يصابون بمرض السكري كل عام على مستوى العالم، أي بمعدل نحو 200 طفل في اليوم. وتأتي الهند في المركز الأول على مستوى العالم بنسب إصابة تصل إلى حوالي 40% من تعداد سكانها الذي يربو على 1.1 مليار نسمة، بحسب إحصائيات الاتحاد. مشكلة عربية وبحسب آخر إحصائيات نشرها الاتحاد العالمي لمرضى السكري، فإن هناك ست دول عربية من بين أكثر عشر دول إصابة بالمرض على مستوى العالم. وأرجع الاتحاد السبب في زيادة معدلات الإصابة بالمرض إلى ثلاثة عوامل رئيسية، هي: العوامل الوراثية، وقلة النشاط البدني، وزيادة الطعام وبالتالي زيادة الوزن، مشيرًا إلى أن الأسباب الثلاثة تجتمع في العالم العربي وبخاصة في منطقة الخليج العربي. وقال الطبيب السعودي الدكتور بدر المطيري: "هناك دراسة أشارت إلى أن السعوديين كانوا يأخذون 70% فقط من الاحتياج اليومي للبروتين، أما اليوم فإنهم يأخذون 250% من احتياجهم اليومي من البروتين، وما ينطبق على السعودية ينطبق على بقية دول الخليج"، بحسب التصريحات التي نقلتها عنه ال"بي. بي. سي". وجاءت إحصائيات الاتحاد العالمي للمرض لتشير إلى أن ما يقرب من 25% من سكان الإمارات مصابون بالسكري، تليها السعودية بنسبة 16.7% (في المركز الثالث عالميا بعد الهند والإمارات)، ثم البحرين بنسبة إصابة تقدر ب15.2% من تعداد السكان، والكويت بنسبة 14.4%، وسلطنة عمان بنسبة 13.1%، ثم مصر بنسبة 11% من السكان. وتتوافر تلك الأرقام في المرحلة العمرية بين 20 و79 عاما. إلا أن هناك مصادر طبية أشارت إلى أنه ربما تكون نسبة الإصابة في قطر أعلى منها في الإمارات، إلا أنه لا توجد هناك إحصائيات دقيقة عن طبيعة المرض في قطر تحسم ذلك. وفي بلدان عربية أخرى أعلنت السلطات الصحية فيها أعداد المصابين بالمرض، وجاءت الإحصائيات متباينة من بلد لآخر. ففي الجزائر بلغ عدد الإصابات حوالي 1.7 مليون شخص، من إجمالي تعداد السكان البالغين 33.8 مليون نسمة، بنسبة 5.1%، من بينهم 80 ألف طفل، بنسبة 4.7% من المصابين بالمرض، في حين لم تكشف السودان عن انتشار المرض إلا في أوساط الأطفال؛ حيث بلغ العدد 5 آلاف طفل. فيما قالت منظمة الصحة العالمية إن ليبيا بها حوالي 88 ألف مريض بالسكري، بنسبة 1.5% من إجمالي تعداد السكان البالغ عددهم حوالي 5.7 ملايين نسمة. الإمارات الثانية ونقلت وكالة الأنباء الكويتية (كونا) عن الدكتور عبد الرزاق المدني، مدير جمعية الإمارات للسكري قوله: "إن منظمة الصحة العالمية حذرت من خطورة الوضع في الإمارات، وقالت إن 70% من سكان الدولة يمكن أن يصابوا بالمرض". وبحسب إحصائيات رسمية حديثة، فإن الإمارات أنفقت ما يقرب من ستة مليارات درهم (حوالي 1.6 مليار دولار أمريكي) على الخدمات الصحية والعلاجية المتصلة بهذا المرض. وفي ذكرى اليوم العالمي للمرض هذا العام، افتتحت جمعية السكري بالإمارات مركزا تثقيفيا؛ لتوعية الأطفال والشباب المصابين بهذا المرض حول السبل المثلى للتعامل معه حتى يتسنى لهم العيش حياة طبيعية. جدير بالذكر أنه بدأ الاحتفال باليوم العالمي لمرض السكري في العام 1991، وتم اختيار يوم 14 نوفمبر لذلك، باعتباره يوم ميلاد الجراح الكندي فريدريك بانتنج، الذي توصل إلى الفكرة التي أدت إلى اكتشاف الأنسولين، المادة الفعالة في علاج مرض السكر؛ حيث استطاع مع طالب الطب آنذاك شارل بست، وبعد أبحاث طويلة اكتشاف الأنسولين، بتحضير خلاصة من بنكرياس الكلب، تستطيع أن تنقص مستوى سكر الدم المرتفع. الاسلام اون لاين