عزيز الدبابي.. طالب جامعي نجح في امتحان البكالوريا هذه السنة بملاحظة حسن.. خطفته المنية مساء أمس الأول الممطر بعد لمسه في غفلة منه لسلك يتدلى من العمود الكهربائي الواقع على مقربة من محل سكناه في سيدي عبد العزيز بالمرسى.. على هذا الخبر المؤلم استيقظ أصدقاؤه وصديقاته بمعهد مرسى السعادة فهرعوا إلى منزله «بزنقة غبارو» وتجمهروا هناك للسؤال عما حدث.. فلم يجدوا له أثرا.. وتأكدوا أن روحه رحلت إلى بارئها وأن الجسد مازال مسجى في المشرحة.. في انتظار تحديد أسباب الوفاة والإذن بالدفن.. بكوه جميعا.. وهم ينظرون بحنق كبير إلى العمود الكهربائي الذي قال لهم شهود عيان إنه خطف منهم أعز الأحباب.. وعلى مقربة من هذا العمود جلس بعض الأجوار وقد بدت على ملامحهم الكآبة.. قال خميس بالصادق وهو يشير بإصبعه إلى العمود الكهربائي: «لقد سبق أن صعق هذا العمود الحديدي العديد من سكان الحي.. فالأسلاك كانت متدلية منه.. وليس هو فقط بل ينسحب الأمر على بقية الأعمدة.. وسبق أن توجهنا إلى الشركة التونسية للكهرباء والغاز لإحاطتها علما بالأمر.. فتدخلت لإصلاح الأعطاب لكن سرعان ما عادت من جديد فأعلمناها مرة أخرى بما يحدث.. ولكنها أتت هذه المرة متأخرة.. أتت بعد فوات الأوان.. لأن الصعقة خطفت منا أعز شباب الحي». وتضيف جارته: «كان عزيز.. عزيزا على الجميع.. كانت أخلاقه رفيعة جدا.. وكان محبا لدراسته وقدوة لبقية التلاميذ».. أما أمه هندة فقد كان مغشيا عليها وهي في حالة صحية متدهورة للغاية لا تسمح لها حتى بفتح العينين والكلام.. قالت عمته إن هندة أرسلته يوم الواقعة ليقتني لها بعض اللوازم من الدكان المجاور فأسرع الخطوات ملبيا طلبها لكن في غفلة منه لمس العمود المبلل بماء المطر فصعقه الكهرباء». وقال صديقة إبراهيم باكيا: «لقد مات عزيز.. لقد كان محبا للجميع.. محبا لدراسته وكان يرغب في مواصلتها في إحدى المؤسسات الجامعية بفرنسا وكان سعيدا للغاية لأن خالته كانت تساعده على إعداد وثائق السفر كما كان سعيدا لأنه تحصل مؤخرا على رخصة السياقة». وأضافت خالته باكية: اتصل بي أمس لوقت طويل على «السكايب» كان يضحك من الأعماق.. وكان بين الحين والآخر يرسل لي قبلات عن بعد.. لكن بعد ساعات قليلة علمنا بوفاته».. وتساءلت:» لماذا توجد أعمدة كهربائية غير محمية في مناطق عمرانية آهلة بالسكان.. ولماذا تحصل مثل هذه الحوادث؟ ومن المسؤول؟».. وبسؤال أحد أعوان «الستاغ» بالمرسى عن أطوار الحادثة أجاب أن التوقيت الإداري انتهى.. ولا يمكنه أن يدلي بأية معلومة.. ودعانا للاتصال بالإدارة صباح يوم الاثنين». ولكنه أكد في المقابل على أن الشركة تعمل حتى بعد انتهاء التوقيت الإداري على التدخل السريع لإصلاح الأعطاب في الإبان.