الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان (في السنة33 من وجودها القانوني) فرع قليبية/ قربة في السنة الخامسة من الحصار البوليسي، غير القانوني والظالم المضروب عليه
متى كان الدفاع عن حقوق الإنسان مَعَرّة وجريمة؟
من المعلوم أن جميع الأديان، السماوية والأرضية، وجميع الفلسفات والآداب والعلوم،ما كانت لها قيمة لو لم تدافع عن حق الإنسان في الحياة الحرة الكريمة ليُنشئ الحضارة ويكون قادرا على التعمير والخلق والإبداع، ( وبالمعنى الديني ، ليكون خليفة لله في الأرض). هذا الإنسان تعرض في مسيرته الحياتية إلىصنوف من الأعمال المحطة بكرامته، لإحكام استغلاله وتدجينه، ومن هنا كانت الضرورة، مُلحّة، لإنقاذه مما يتعرض إليه من مهانة، والدفاع عن إنسانيته وحقه في الوجود، وهذا أمر تعاديه القوى الإستغلالية، الباغية، وغير الإنسانية،مما أوجد صراعا بين القوى الإنسانية، المدافعة عن الإنسان، وأعداء الإنسان، الذين دائما يعملون على إعاقته وإذلاله، ليتألّهوا على حسابه. فأين يكون الإجرام ويبرز الشر؟ هل في الدفاع عن الإنسان، خليفة الله في الأرض، أم في ضرب إنسانية الإنسان وإذلاله ومنعه من أن يكون حرا كريما؟وإذا كان الدفاع عن حقوق الإنسان جريمة، فلماذا تصدر منظمة الأممالمتحدة ميثاقا عالميا يضبط هذه الحقوق ويضع لها الآليات لصيانتها وحمايتها، وتدفع بعض الدول لتزيين دساتيرها بها، وتضعها في برامجها المدرسية؟ إن الجريمة تتجلى في كل عمل موجَّه ضد نشطاء حقوق الإنسان وعرقلة نشاطهم ، بأي صورة كانت، وفي أي لباس ظهرت. ولو كان المنطق والقانون يحكمان لقُدِّمت كل التسهيلات الممكنة لهؤلاء النشطاء حتى ينجحوا في مهماتهم الإنسانية، باعتبارها نجاحا للوطن ، في تنميته ونضاله ضد كل ما يعترضه من عراقيل ومعوّقات . لكن عكس ذلك هو السائد خاصة في البلدان العربية والإسلامية، التي يأمرها قرآنها بقوله" وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان"، ومع الأسف الشديد فإن " قضية كمال الجندوبي" تتزل في هذا الإطار العكسي، المتناقض، حيث مُنع هذا المناضل الحقوقي التونسي من الدخول إلى المغرب" الشقيق"، وكمال الجندوبي، لمن لا يعلم، أو لا يريد أن يعلم ،هو رئيس الشبكة الأورو متوسطية لحقوق الإنسان وهذا شرف كبير لكل تونسي ولكل عربي ولكل مغربي. هذا الرجل المناضل يُمتع من دخول المغرب، بعدما وجهت له الدعوة من قبل المنظمة المغربية لحقوق الإنسان للمشاركة في لقاء حول" المدافعين عن حقوق الإنسان" بمنطقة الشرق الأوسط وشمالي افريقيا، وكان من المقرر أن يتم تكريم المناضل الجندوبي اعترافا بمجهوداته في نصرة قضايا حقوق الإنسان، لكن عوض أن تكرمه المغرب منعته من الدخول، في الوقت الذي يدخل الصهاينة إلى المغرب، ويخرجونمنه بكل حرية، أما أن يكون الداخل عربيا ومدافعا عن حقوق الإنسان، فهذا شأن آخر، يحتاج إلى وقفة بوليسية حازمة، من الشرطة المغربية، المتيقظة لمثل هذه" الأشكال". وبما أن كمال الجندوبي مناضل حقوقي، تونسي حر في مواقفه، تونسي كريم ، في معاناة الغربة والمنفى والمرض ، تونسي في همومه وأحزانه وأحلامه، تونسي أبيّ رفض أن يكون " مرتزقا"، يعبث بأموال تونس فيما لا ينفع شعب تونس، ورفض أن ينام نوم الجبناء. ولأن السيد كمال الجندوبي، كما ذكرنا وأكثر، فإن جرائد تونسية، موبوءة، مرتزقة ، قد تلقّفت خبر منع الجندوبي من الدخول إلى المغرب، وجعلت تخرج ما في نفسها من غل وحقد على نشطاء حقوق الإنسان، وأخذب تصب عليه سبابهاوأوصافها، فهو الخائن وهو العميل، وأبوه" سارح بالحلوف( الخنزير). لِمَ كل هذا؟ لأن هذا التونسي الكريم المناضل لم يكن يتاجر بشرف بنات تونس، ولم يكن من لصوصها وسراقها،بل قال للسارق أنت سارق، وأنت معتدٍ على حقوق الناس، ومستبد وظالم. إننا نعلن رفضنا لهذه الحملة التشهيرية ضد المناضلين ومنهم الجندوبي، كما نعلن مساندتنا له في نضاله المتواصل لنصرة حقوق الإنسان، ونطالب الحكومة التونسية بتمكين الجندوبي من جواز سفر وتمكينه من حرية التنقل إلى وطنه تونس بكل كرامة ، باعتباره مواطنا تونسيا لا يحق لأي قوة منعه من الدخول إلى وطنه، ولا يصح إلاّ الصحيح مهما اشتدت الجلبة وتكاثر الهرج. قليبية في 02/10/2010 رئيس الفرع عبد القادر الدردوري