أدّى يوم الجمعة 8 أكتوبر الجاري أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة الثاني زيارة إلى تونس بدعوة من الرئيس بن علي. وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة التونسية في بلاغ يوم الخميس أن الزيارة تندرج في إطار "زيارات الأخوة والعمل". في حين يرى بعض المراقبين أنها على علاقة وثيقة ببرنامج شاهد على العصر الذي ينتجه الصحفي أحمد منصور وتبثّه قناة الجزيرة القطريّة والذي سيستضيف المسؤول الأمني التونسي السيد احمد بنّور الذي تولّى كتابة الدولة للأمن في عهد الرئيس السابق الحبيب بورقيبة. وتخشى السلطات التونسية مما قد يصرّح به احمد بنّور خاصّة وأنه هدّد بكشف معطيات هامّة خلال استضافته من قبل قناة الحوار اللندنيّة، وقد واكب بثّ تلك الحلقات حملة كبيرة لتشويهه في الصحف التونسية والعربية من طرف أقلام مقرّبة من النظام. كما وقعت سرقة أمتعة الصحافي أحمد منصور بباريس ومن بينها وثائق ونسخ من البرنامج وهي العمليّة التي تورّط فيها تونسيّان، ويشتبه أن تكون السلطات التونسية وراءها. كما يرى المراقبون أن تعيين السيد أحمد القدّيدي مؤخرا سفيرا لتونس في قطر مع ما له من علاقات متوطّدة مع القادة القطريّين، كان الهدف منه محاولة الضغط ديبلوماسيّا على الحكومة القطرية وعلى إدارة القناة الفضائيّة، خاصّة وقد شهدت العلاقات بين البلدين فتورا شديدا بعد أن فتحت القناة أبوابها لمعارضين تونسيّين انتقدوا النظام التونسي وفضحوا غياب الديمقراطية في البلاد.