تجتمع اليوم الإربعاء وغدا الخميس اللجنة العليا المشتركة القطرية-التونسية بعد حوالي 5 سنوات من الانقطاع. وكانت لجنة من الخبراء قد بدأت يوم الاثنين الإعداد لاجتماعات الدورة الخامسة للجنة، والتي ينتظر أن تتمخّض عنها جملة من التقارير وإمضاء 12 اتفاقا مشتركا بين الدّولتين. وكانت العلاقات بين تونس وقطر قد شهدت فترة من الجمود والقطيعة في بعض الأحيان دامت زهاء الخمس سنوات، على خلفيّة تغطية قناة الجزيرة الفضائيّة للأحداث التونسية وفسحها المجال أمام معارضين تونسيّين للتعبير عن آرائهم. ووصل التوتّر حدّ غلق السفارات لبعض الوقت. وكان أمير قطر قد أدّى زيارة لتونس قبيل مشاركته في قمّة ليبيا، في بادرة توقّع معها المراقبون تحسّن العلاقات التونسيّة القطريّة خاصّة بعد تعيين سفير تونس لدى قطر السيد أحمد القديدي المعروف بصداقاته القويّة هناك، وبعد أن تراجعت قناة الجزيرة عن بثّ حلقات شاهد على العصر مع المسؤول الأمنيّ التونسي السابق السيّد احمد بنّور والتي تورّط أشخاص يعتقد أنهم على صلة بالنظام التونسي في سرقة نسخ منها من باريس كما أشرنا في نشرة سابقة. يشار إلى أنّ دولة قطر كثّفت من استثماراتها في تونس في الآونة الأخيرة خاصّة من خلال شركة الاتصالات القطريّة التي شاركت صخر الماطري صهر الرئيس التونسي في صفقة تونيزيانا، ومشروع الديار القطريّة الذي تعتزم قطر بعثه في تونس. ويرى المراقبون أن تمثيل الدولتين في هذه الدورة عبر رؤساء الوزراء يعكس الاهمّية التي يعطيها الجانبان لدفع مسار الشراكة ولتجاوز مرحلة التوتّر السابقة. جديربالذّكر أن قناة الجزيرة نفت في مقال نشره مدير شبكتها وضّاح خنفر بصحيفة الغوارديان البريطانيّة أن تكون التسريبات التي نشرها موقع ويكيليكس حول توظيف الحكومة القطريّة للقناة الفضائية من أجل ابتزاز بعض الحكومات عبر الضغط عليها إعلاميّا موردة مثالا على ذلك مصر، نفى أن يكون ما ورد في التسريبات صحيحا، مؤكّدا على استقلاليّة القناة الفضائيّة الجزيرة.