طالب الدكتور محمد عبد الغني شامة، مستشار وزير الأوقاف المصري للشؤون الثقافية والأستاذ بجامعة الأزهر، بإنشاء صندوق إسلامي دولي يتم تمويله من جميع الدول الإسلامية للإنفاق على الأزهر. ورفض الدكتور محمود حمدي زقزوق وزير الأوقاف هذا المطلب قائلاً: "إنني أحترم كل رأى مهما اختلفت معه، إلا أن هذا الاحترام لا يعنى أنني أقبله، لأن فكرة إنشاء "صندوق" يتم تمويله من الدول الإسلامية للإنفاق على الأزهر مرفوضة شكلاً وموضوعًا". وأضاف زقزوق: "لن يمد الأزهر يده في يوم من الأيام لأحد، ولن نتسول من أحد، وأعلن رفضي لهذا الاقتراح، لأن مصر منذ ألف عام مسئولة بصورة تامة عن الأزهر، وستظل حتى آخر الزمان على هذه المسئولية، وكانت ولا تزال تفضل أبناء العالم الإسلامي الذين يدرسون به ويفدون إليه على أبنائها". وبحسب صحيفة "العرب" القطرية أردف زقزوق خلال ندوة عقدت بمسجد النور: "يوم أن يكون هناك صندوق "تبرعات" للإنفاق على الأزهر سينقلب إلى ما لا نرضاه، مما يؤثر على منهجه الذي يسير عليه منذ إنشائه حتى الآن". رئيس لجنة الفتوى بالأزهر سابقًا يساند الفكرة أما الشيخ جمال قطب، رئيس لجنة الفتوى بالأزهر سابقًا، فقد أبدى تأييده لاقتراح تمويل الأزهر من الدول الإسلامية وقال: "إذا أراد المسلمون أن يخرجوا من كهوف القرون الثامن عشر والتاسع عشر والعشرين إلى الواقع المعاش، فعليهم أن يحرروا الأزهر من نطاقه الجغرافي إلى نطاقه التاريخي، ويصبح مؤسسة مستقلة للدعوة بعيدًا عن الدولة، مثل استقلال الفاتيكان عن إيطاليا". وأضاف قطب: "هذا التحرير والاستقلال المالي والإداري يفتح للأزهر آفاقًا جديدة هو أولى بها في هذا العصر، والمسلمون بحاجة إليها ليخرجوا مما أصاب الخطاب الديني من أزمات ومشاكل". من ناحيته صرّح الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية بأن الأزهر قبلة كل المسلمين العلمية في جميع أنحاء العالم، وهو مؤسسة لا تعرف التعصب، بدليل تولي علماء من خارج مصر منصب شيخ الأزهر مثل الشيخ حسن العطار من المغرب والشيخ محمد الخضر حسين من تونس.