ستقوم السلطات الليبية في الايام القادمة بهدم سجن ابو سليم السيء الصيت في طرابلس الذي ارتبط اسمه بمقتل المئات من السجناء عام 1996، بالتزامن مع اطلاق سراح 88 اسلاميا ينتمون لتنظيم القاعدة او مقربين منه كانوا يقبعون فيه. وقال مصدر رسمي ليبي ان السجن الذي يودع فيه المعتقلون السياسيون "سيهدم خلال الايام المقبلة" وستقام مكانه حديقة عامة وحي سكني. واطلقت السلطات الليبية سراح 88 اسلاميا ليبيا اعضاء في تنظيم القاعدة او مقربين منه ومن بينهم 45 اعضاء في الجماعة الاسلامية المقاتلة، الخميس من سجن ابو سليم في طرابلس.
وتقول منظمات مدافعة عن حقوق الانسان ان السجن شهد في 1996 مجزرة قتل خلالها المئات من السجناء في ظروف لم تتضح ملابساتها.
وقالت جمعيات محامين ومؤسسة القذافي في بيان ان "45 عضوا من الجماعة الاسلامية المقاتلة و43 اخرين من مجموعات جهادية اطلقوا بفضل الجهود التي بذلتها مؤسسة القذافي" التي يترأسها سيف الاسلام، نجل الزعيم الليبي معمر القذافي.
وقال صالح عبد السلام مساعد سيف الاسلام "بالاضافة الى اعضاء الجماعة الاسلامية المقاتلة، فان المعتقلين الاخرين الذين افرج عنهم هم اعضاء سابقين في القاعدة وكانوا ينشطون في افغانستان او في العراق".
والتقى المعتقلون الذي تم تجميعهم في باحة السجن، الصحافيين قبل ان يلتقوا افراد عائلاتهم تحت زغاريد النساء وصيحات "الله اكبر". واجهش بعضهم بالبكاء خلال لقائهم اطفالهم وزوجاتهم او ذويهم.
وقال ابراهيم بوهليغ (35 عاما) الذي افرج عنه بعد 11 عاما في السجن، انه غادر ليبيا في سن ال16 عاما وذهب لمقاتلة الروس في افغانستان.
وقد اعتقل في السعودية عام 1998 ثم تم ترحيله الى ليبيا.
واضاف "ابو هاشم"، اسمه الحركي، ان اطلاق سراح المعتقلين جاء بعد "حوار مع سيف الاسلام بواسطة (الامام الليبي) علي صلابي".
وجاء اطلاق سراح هؤلاء في وقت تولى فيه سيف الاسلام القذافي المركز الثاني في الدولة وهو "المنسق العام للقيادات الاجتماعية الشعبية" وهو منصب يوازي منصب رئيس الدولة.
واوضحت مؤسسة القذافي الخميس انه منذ بدء "الحوار" مع الاسلاميين قبل عامين، اطلق سراح اكثر من مئة عنصر من الجماعة الاسلامية المقاتلة.
وكانت المؤسسة اعلنت في اذار/مارس الماضي ان 170 عنصرا من الجماعة لا يزالون في السجن.
وحسب احد المفرج عنهم، لا يزال 400 عنصر على الاقل من بينهم كبار قادة المجموعة، في سجن ابو سليم.
وكان يقود هذا التنظيم من اسيا الوسطى ابو ليث الليبي، احد اوائل مساعدي اسامة بن لادن، والذي قتل في شباط/فبرير 2008 بصاروخ اميركي في المناطق القبلية بشمال غرب باكستان.
وتشكلت الجماعة في بداية التسعينات في افغانستان على ايدي ناشطين ليبيين كانوا يقاتلون القوات السوفياتية.
وهي ثاني جماعة اسلامية في المغرب العربي تنضم الى القاعدة بعد الجماعة السلفية للدعوة والقتال الجزائرية التي صار اسمها في كانون الثاني/يناير 2007 تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي.
وكانت الجماعة الاسلامية المقاتلة جددت في 2007 تصميمها على مقاتلة نظام القذافي، واعلنت في العام نفسه انضمامها الى القاعدة.