باريس – أفاقت شركة "فرنسا للاتصالات" (فرنس تلكوم) الفرنسية على حادثة انتحار موظفها الخامس والعشرين والذي وجد مشنوقا في بيته بعد أن اخذ إجازة عمل بسبب ضغط العمل. ودفعت حالة الانتحار الخامسة والعشرين النقابات الفرنسية إلى مطالبة مدير الشركة بالاستقالة في الوقت الذي يشير فيه خبراء فرنسيون إلى أن "حالة الانتحار الجماعي في فرنس تلكوم" هي أحد مظاهر الأزمة الاقتصادية التي أصبحت تهدد مستقبل العمال على خلفية انتهاج سياسة "تسريح العمال". الضحية الخامسة والعشرين الذي شنق نفسه في بيته يوم 15-10-2009 هو الثاني في ظرف شهر ونصف في الشركة الفرنسية؛ بينما سبقه بأيام محاولة انتحار فاشلة لزميل له في مكاتب الشركة دون أن ينجح بسبب تدخل زملاء له ونقله إلى الإسعاف على وجه السرعة، وسجلت الشركة أربع عشرة محاولة انتحار فاشلة في نفس السياق. الضحية الخامسة والعشرين هو مهندس (48 سنة) ويضاف إلى قائمة من التقنيين والعمال من مختلف الأعمار الذين انتحروا بطرق مختلفة منذ بداية العام الماضي؛ تاريخ بداية الأزمة الاقتصادية العالمية وما أسفر عنها من تسارع وتيرة سياسية تسريح العمال في الشركات الفرنسية. وككل ضحية سبقته، ترك المنتحر الجديد رسالة قبل شنق نفسه يفسر فيها أسباب انتحاره ملقيا باللائمة على الظروف المهنية وتخوفاته من تسريحه. وتعتبر "فرنس تلكوم" الشركة الأساسية للاتصالات بفرنسا وتحتل المرتبة 71 عالميا وتشغل 187 ألف شخص من ضمنهم مائة ألف بفرنسا وتوفر الشركة التي لها فروع في جميع أنحاء العالم الخدمات لحوالي 174 مليون عميل. وفي تعليقه على موجة الانتحارات التي عمت شركة " تلكوم" يقول سلفان أفرات (الصحفي الفرنسي المختص في اقتصاد المؤسسات) في تصريحات ل"إسلام أون لاين.نت": "لم تشهد الشركة الفرنسية وضعية تاريخية كهذه، وحتى حين ضربت الأزمة الاقتصادية العالمية أوروبا في نهاية العشرينات من القرن الماضي، لم نشهد ظاهرة كالتي نراها اليوم في هذه الشركة". ويرجع "أوفرات" هذه الموجة إلى "الآثار السيئة وروح الإحباط التي تبعت التغطية الإعلامية للأزمة المالية والاقتصادية العالمية حيث لعب الإعلام دورا كبيرا في تعميم الإحساس بالإحباط في كل شركة وبيت غربي عبر آلية التضخيم والرؤية الكارثية للأزمة وأجواء الخوف من المستقبل التي انتشرت لدى قطاعات كبيرة من الرأي العام الفرنسي والغربي". تحرك نقابي أصبح يقول "أفرات" الانتحار هو الحل الأمثل لقطاعات كبيرة من العمال الذين لم يعودوا يرون بارقة أمل حقيقة في المستقبل؛ هذا طبعا فضلا عن ضغوطات العمل ونقص القدرة الشرائية والأجواء السيئة التي يمارس فيها بعض العمال المنتسبين لهذه الشركة أعمالهم". واحتجاجا على هذه الوضعية المثيرة للانتباه التي تعيشها شركة "فرنس تلكوم" نظمت الجمعة 16-10-2009 النقابات العمالية الممثلة في الشركة تجمعا احتجاجيا أمام مقر الشركة بباريس مطالبين المدير العام للشركة بالتنحي والاستقالة من منصبه بالنظر إلى فشله في إيجاد سياسة داخلية لتخفيف الضغط على العمال وخاصة أمام تواصل عمليات التسريح بالرغم من ازدياد حالات الانتحار في سابقة لم نشهدها أي شركة فرنسية طوال العقد العشرين. كما طالبت النقابات العمالية الفرنسية وخاصة "السي جي تي" أكبر النقابات الممثلة داخل الشركة الدولة الفرنسية بالتدخل في سياسية الشركة من أجل وضع حد لهذه الظاهرة التي تضرب الشركة وخاصة عبر سياسية وقف عملية نقل "مراكز المكالمات" إلى خارج فرنسا بحثا عن يد عاملة رخيصة كما حدث في المدة الأخيرة بنقل أحد هذه المراكز إلى الأردن. وتشهد الشركة الفرنسية عملية نقل لمراكز استقبال المكالمات من فرنسا إلى العديد من دول جنوب حوض المتوسط لرخص اليد العاملة هناك مما يتسبب في غلق هذه المراكز بفرنسا وبالتالي تسريح اليد العاملة بها. مصدر الخبر : a href="http://www.facebook.com/sharer.php?u=http://alhiwar.net/ShowNews.php?Tnd=1139&t=في "فرنسا للاتصالات"..الانتحار هو الحل!!&src=sp" onclick="NewWindow(this.href,'name','600','400','no');return false"