أعلن في تركيا أن الدولة قررت افتتاح جامع السليمانية الشهير الذي يعد أحد العجائب المعمارية الإسلامية بعد ثلاث سنوات من أعمال الترميم والتجهيز. والمسجد المدرج على قائمة اليونسكو للتراث العالمي له أربعة منابر، وتشير مآذنه الأربعة إلى أن السلطان سليمان القانوني هو الحاكم الرابع في إسطنبول. أما الشرفات العشر الموجودة في كل مئذنة فتشير إلى أن سليمان القانوني هو السلطان العاشر في الدولة.
ويمثل الجامع العصر الذهبي للعمارة العثمانية بأعماله الهندسية وعناصره المعمارية وأبوابه البرونزية ونوافذه الزجاجية ذات الشبابيك الحديدية. وجلبت قطع المرمر المستعملة في بنائه من جزيرة مرمرة والجزيرة العربية واليمن، وهو يلمع بزخارف ملونة كثيرة وكتابات من خط أحمد قرة وحسن شلبي، أشهر الخطاطين في العهد العثماني آنذاك.
كما أن جدران الجامع مزينة بآيات من القرآن الكريم كتبت بخط جميل يليق بأن يكون نموذجاً واضحاً لفن الخط التركي، وربما يكون هو أحد الأسباب التي قيلت على أساسها العبارة الشهيرة إن القرآن الكريم نزل في الحجاز، وقُرئ في مصر، وكُتب في إسطنبول.
ويذكر البروفيسور خسرو صوباشي، المسئول عن مشروع الترميم، أن المشروع تدارك خطأ عمره 150 عاماً؛ حيث أن آية من آيات القرآن التي تزين القبة الرئيسية سقط منها حرف الهاء سهواً من الخطاط عبد الفتاح أفندى، وتمت إضافة الحرف بعد دراسة لأكثر من 30 خطاً لاختيار الخط الأنسب والأكثر تطابقا مع الخط الأصلي.
والجامع الذي يقع على تل خلف جامعة إسطنبول، ملحق به مكتبة ضخمة معروفة باسم مكتبة السليمانية، تحتوي على نحو 70 ألف مخطوط، 80% منها باللغة العربية، وفي القديم كان مجمعاً ضخماً يمثل الوظائف الاجتماعية والثقافية والدينية والعلمية الحقيقية للمساجد في الحضارة الإسلامية؛ حيث كان ملحقاً به مدارس لتعليم القرآن الكريم والحديث، ومستشفى، ومدرسة للطب، ومدرسة إبتدائية، ومطعم لتقديم الوجبات للفقراء، ودار لرعاية العجزة، ودار للضيافة، فضلاً عن الحمامات العثمانية الشهيرة والأسبلة.
وتوجد روايات كثيرة بشأن جامع السليمانية. من ذلك أنه حصل توقف في بناء الجامع وفي أثناء ذلك ظن شاه إيران أن ثمة أسبابًا مادية عطلت بناء الجامع، فأرسل كمية من المجوهرات إلى المعماري سنان، فغضب السلطان سليمان القانوني لذلك وأعطى المجوهرات إلى المعماري سنان، وطلب منه وضعها بين الحجارة. وتقول الروايات إن هذه المجوهرات مخفيّة اليوم تحت إحدى مآذن الجامع.