ارتفاع في عائدات السياحة والعمل خلال النصف الأول من 2025.. #خبر_عاجل    عاجل/ ليبيا: "حكومة الشرق" تُطالب البعثة الأممية بمغادرة البلاد فورا    البيان الختامي لقمة الناتو.. ماذا قرر الحلفاء؟    ماكرون: فرنسا ستنجز تقييمها الخاص للأضرار التي لحقت بمنشآت إيران النووية    آخر وفد للحجيج التونسيين يغادر اليوم البقاع المقدسة والبعثة الصحية تؤكد وفاة 5 حجيج    بعد تداول اتهامات قديمة..هيئة جائزة مصطفى عزوز لأدب الطفل توضح    عاجل/ السعودية تعلن عن أول أيام العام الهجري الجديد    اليوم: ديوان الإفتاء التّونسي يتحرّى هلال شهر المحرّم    الدورة السادسة من "الأيام الرومانية" بسبيطلة من 27 إلى 29 جوان 2025    صناعة السيّارات: عملاق كوريا الجنوبية "يورا كوربوريشن" يخطط لتعزيز تواجده في تونس    بنزرت: حجز 4 جرارات استعملت في إلقاء فواضل البناء في غير الأماكن المخصصة لها    نقل فاضل الجزيري الى المستشفى العسكري    ستكفُل 1000 طفل: إحداث قرية "اس او اس" جديدة بهذه الولاية..    مشروع المدخل الجنوبي للعاصمة.. فتح أجزاء اضافية أمام الجولان    كأس العالم للأندية : تعرف على مواجهات الدور ثمن النهائي إلى حد الآن    البطولة الألمانية: بايرن ميونخ يعير إبراهيموفيتش إلى هايدنهايم لموسم واحد    انتخابات تشريعية جزئية ببنزرت الشمالية في هذا الموعد    وزير التربية يطمئن على سير إصلاح اختبارات السيزيام ويؤكد: لا مجال للتلاعب    قبلي: تحسن نتائج امتحان البكالوريا بالجهة وتطلّعات إلى تحقيق الأفضل (المندوب الجهوي للتربية)    قبلي: توفير نقطة بيع لعدد من المواد الأساسية بفضاء السوق البلدي    عاجل/ وزارة الصحة: السباحة ممنوعة في هذه الشواطئ بسبب التلوّث..    الحماية المدنية: إخماد 115 حريقا في مناطق مختلفة من البلاد خلال ال24 ساعة الماضية    في توزر.. بين الرواية والمسرح.. التواصل والقطيعة    الألكسو تطلق النسخة العربية من مشروع "مهارات الابتكار"    شنوّا سرّ عرايس السكر؟ حكاية مزيانة في كل دار نابلية    سليانة : تواصل فعاليات مهرجان المسرح و المجتمع في دورته الرابعة    محمود عبّاس يشيد بمواقف تونس قيادة وشعبا الداعمة للشعب الفلسطيني    عاجل/ مسيّرو "قافلة الصمود" يعتزمون مقاضاة هؤلاء..    الشتاء أم الصيف.. اكتشف شخصيتك من فصلك المفضل!    لأول مرة في سيدي بوزيد.. إنقاذ مريض بتقنية دقيقة دون جراحة    في ''عز السخانة''.. لماذا يُنصح بشرب الماء الساخن لا البارد؟    قفصة: تقديرات بإنتاج 63 ألف طن من الطماطم الفصلية المعدة للتحويل    هبة من فرنسا: نقل تونس تتسلّم 85 حافلة معدّلة    جريمة مروعة: مقتل طفلين على يد والدهما..وهذه التفاصيل..    للتونسيين : كل ما تريد معرفته عن هلال ''راس العام العربي ''    Ooredoo تونس تطلق برنامجها الصيفي "Activi صيفك" وتكشف عن مجموعة من العروض والخدمات الجديدة    الكاف: تقدم موسم الحصاد بنسبة 45 بالمائة وتجميع أكثر من 650 ألف قنطار من الحبوب    عاجل - ترند الكركم: دولة عربية تحذر    يوم مفتوح بمستشفى سهلول بسوسة يوم السبت المقبل للتحسيس والعناية بصحة الفم والاسنان    أوكرانيا "تسحب" ترشيح ترامب لجائزة نوبل للسلام    سانتوس البرازيلي يعلن تجديد عقد نيمار حتى نهاية 2025    هام/ موعد دورة المراقبة لبكالوريا 2025..وهذا تاريخ الاعلان عن النتائج..    تحذير هام لمحبي القطط..    فتح التوجيه الجامعي لدورة المتفوقين بداية من 3 جويلية    الترجي رابع فريق عربي يودع مونديال الأندية    تطورات جديدة في قضية منع هيفاء وهبي من الغناء في مصر    النادي الصفاقسي: التركيبة الجديدة للجهاز الفني    النادي الإفريقي : اليوم انطلاق التحضيرات و غياب منتظر لأكثر من 6 لاعبين    المغرب.. نزاع على "الزعتر" ينتهي بجريمة مروعة    عاجل/ تقرير استخباراتي يكشف وضعية البرنامج النووي الإيراني بعد الضربات الأخيرة..    كأس العالم للأندية: هذا المبلغ الذي حصل عليه الأهلي المصري والترجي الرياضي    المنستير: هيئة السلامة الغذائية تدعو المواطنين لعدم شراء أسماك من خارج المحلات المراقبة    طقس الأربعاء: شهيلي والحرارة تتراوح بين 36 و42 درجة    تصويت في مجلس النواب على تحرك لعزل ترامب: 344 مقابل 79    محكمة الاستئناف تحط من العقاب في حق وديع الجرئ الرئيس السابق للجامعة التونسية لكرة القدم    إيران.. إعدام 3 جواسيس جندهم "الموساد" لاغتيال شخصية بارزة    كأس العالم للأندية: تشيلسي الإنقليزي ينهي الشوط الأول متقدما على الترجي الرياضي    بدّل طريقة تفكيرك.. تتبدّل حياتك! كيفاش يكون التفكير الإيجابي سرّ نجاحك؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رياح المصالحة بقلم محمد المدهون
نشر في الحوار نت يوم 21 - 11 - 2010


د. محمد إبراهيم المدهون
تطور دراماتيكي إيجابي ذلك الذي حدث في ملف المصالحة الوطنية الفلسطينية بذلك اللقاء غير المخطط في عمرة رمضان الماضي بين خالد مشعل وعمر سليمان، وأحيا جهود المصالحة المعطلة منذ زمن، وأحيا تساؤلاً عجيباً ما الذي عطَّل المصالحة؟ وما الذي أحياها بين عشية وضحاها؟
سابقاً جرت عدة محاولات للمصالحة بين حركتي حماس وفتح، وكان اتفاق مكة الذي فشل بسبب الانسياق للأجندة الخارجية، وتأليب المجتمع الدولي على حكومة الوحدة الوطنية التي تشكلت نتيجة لاتفاق مكة، وقد كانت المبادرة اليمنية، وسبقتها المحاولة السنغالية، ومن ثم الورقة المصرية التي أصبحت البوابة الوحيدة للتفاهم الفلسطيني.
المصالحة ضرورية ويجب أن تنجح؛ لأنها مصلحة فلسطينية أولا وآخرًا، مصلحة من أجل مواجهة الاحتلال، ومن أجل منعه من مواصلة ابتلاع الأرض الفلسطينية، وتهويد القدس، وتدمير الأقصى، وحتى تنجح المصالحة ببعدها المحلي لا بد لحركة حماس من إدراك قيمة فتح التاريخية، والتعامل معها كتيار عريض هام داخل الشعب الفلسطيني، وفي نفس الوقت العمل على استثمار قبولها في الأوساط العربية والدولية، وتوظيفه لصالح الشعب الفلسطيني المحاصر.
وبالمقابل فإن على حركة فتح إدراك قيمة حركة حماس كتيار شعبي فاعل، والاعتراف بهذا التيار، والتعامل معه كحقيقة راسخة لا يمكن تجاوزه أو القفز عنه. ليس لأن حركة حماس قوية فقط، بل لأن العمل الفلسطيني يحتاج إلى تكريس القاعدة القائلة بضرورة الاعتراف بأية قوة شعبية تظهر أثناء مسيرة النضال الوطني، وباعتبار هذه ضرورة من ضرورات الوحدة الوطنية والمصلحة الفلسطينية، ومن هنا فإن على فتح وحماس امتلاك:
• الرغبة الحقيقية الصادقة في الحوار وفي الوصول إلى نجاح الحوار.
• عدم الارتهان للإملاءات الخارجية.
• الاعتراف بالآخر كشريك، وبناء مرجعية سياسية فلسطينية عبر إعادة بناء منظمة التحرير وتشكيل حكومة وحدة وطنية.
بدأ الحصار، فعليًا عام 2006 في أعقاب فوز حركة حماس بالانتخابات التشريعية الفلسطينية، واشتد الحصار وأخذ في التفاقم بعد إجهاض المحاولات التي جرت لإجهاض نتائج العملية الديمقراطية وعلى نحو خاص في غزة، الأمر الذي شكَّل علامة فارقة في تاريخ الشعب الفلسطيني.
غزة وحماس والصمود الطويل رغم الظروف القاسية والحصار المرير الظالم، والعدوان المجرم المتغطرس ربما يكون من أسباب الموقف تجاه المصالحة. فحماس في موقف سياسي أقوى نسبياً رغم تحرك البعض للأسف لتجريد حماس وغزة من صمودها وثباتها، وإقصاء حركة حماس نهائيًا من المشهد السياسي، أو جر حركة حماس إلى المفاهيم الخاصة السائدة في التعاطي مع القضية الفلسطينية.
والمصلحة الصهيونية في الانقسام والتشرذم الفلسطيني لا تخطئها العين المجردة (فرّق تسد)، فهل زال الأثر الصهيوني عن هذا الملف؟ أم أن الانشغال الأمريكي في الملف الإيراني والأزمة الاقتصادية والتعثر في العراق وأفغانستان سمح بتخفيف الفيتو الأمريكي (غير السري) على المصالحة الفلسطينية؟ الظاهر أن التركيز الأمريكي سياسياً على ترسيخ الدولة اليهودية عبر المفاوضات المباشرة ذو أولوية قصوى في هذه المرحلة مقدّماً على الملفات سالفة الذكر.
وصول ما يسمى "بالعملية السياسية التفاوضية" ورموزها، في الوقت الذي يستشري فيه الاستيطان، إلى أشد حالات الضعف السياسي، والمفاوضات تراوح مكانها، وتهويد القدس على أشده؟ والإسناد العربي يتهاوى، وأوباما يتنازل لنتنياهو، وتآكل شرعية مؤسسات السلطة في رام الله، وهلامية مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية، والتهديد بالانسحاب لبعض مكوناتها، وفياض يطيح بفتح، والتنسيق الأمني على أعلى المستويات، وهذا يمثل انهيار الغطاء الأخلاقي لهذا المؤسسات برمتها.
حال دولة الاحتلال غير مستقر، فعشرات المناورات في كافة الاتجاهات، والتحذير طرفهم يتعالى من حرب جديدة، ورغم الفشل في تحرير شاليط إلا أن نتنياهو حقق إنجاز العودة إلى المفاوضات والتهويد اليومي للدولة والقدس، وزيارة رصيد الليكود وليبرمان في استطلاعات رأي التطرف اليهودي. وإنجاز في الملف الأمني فقد أشار (47%) من الجمهور الصهيوني أن انتخابهم الليكود مجدداً بسبب الإنجاز الأمني (مع العلم أنه إنجاز سلطة التنسيق الأمني في رام الله).
علاوة على بعثرة حزب العمل على يد باراك، وألاعيب بيريز مع العرب ومبادرتهم (بيريز مدعو إلى المغرب!) وللتأكيد أيضاً على استراتيجية الاحتلال تجاه ملف المصالحة (تعميق الفجوة وخلق الصراع الداخلي وتغذيته) وعدم الدخول المباشر في صراع مع حماس بغزة بعد تجربة محرقة غزة الفاشلة، وتآكل شرعية الاحتلال دولياً. ورغم ذلك فإن حكومة العدو الصهيوني المتطرفة ترسل رسائل "غير مشجعة" بالمفهوم الغربي بالنسبة لعملية التسوية، ولا تكني بل تصرّح بالعداوة والاستيطان والتهويد، وإدارة الظهر لعملية التسوية بكاملها، مما يجعل رئاسة السلطة وفتح في حرج شديد ومن ورائها النظام العربي المعتدل، ورغم ذلك تتواصل حربُ شعواء على المقاومة، وكأن محاربة المقاومة برنامج لا علاقة له بالوضع السياسي.
إن مشروع المصالحة غدا مشروعاً مصرياً خالصاً، ولذلك تحرص مصر على إنجاحه وفق رؤيتها ، والمحاولات المصرية التي لم تتوقف منذ اتفاق القاهرة في مارس 2005م، ومحاولات فك أسر شاليت والتي لم يكتب لها النجاح، والهدنة الهشة التي رعت مصر اتفاقها ولم تنفذ دولة الاحتلال إلا النزر اليسير من التزاماتها حتى غدا يُنظر إلى حماس وغزة كأنها ملف أمني بامتياز في يد المخابرات من وجهة النظر المصرية، مع توفر رغبة في نجاح المصالحة الفلسطينية تسجيلاً لإنجاز تفتقده مصر بعد سلسلة إخفاقات وتراجعات داخلية وخارجية خاصة مع حصار غزة المتواصل. ومن موقع حريص على دور مصر المناط بها، فإن مصر مطالبة بتبني دورٍ متوازٍ يمهد للمصالحة.
أين تتجه رياح المصالحة الفلسطينية؟ سؤال اللحظة بعد التطور الدراماتيكي في مكة والمعلن حتى اللحظة ( لم يتم التأكيد من مصر) أن إضافة ورقة الملاحظات بين حماس وفتح كملحق للورقة المصرية والموافقة على اعتمادها كذلك (مع العلم أن هذا المقترح قدمه إسماعيل هنية إلى عمرو موسى في زيارته إلى غزة، وقد تم رفضه مصرياً سالفاً)، وبذلك تصبح الورقة المصرية مناسبة للاتفاق عليها بين الفصائل الفلسطينية، وهذا رسو للمصالحة على شاطئ أمان نتمنى أن يدوم! في انتظار تطبيق بنود المصالحة كافة وما قد يواجه ذلك من عقبات وتحولات.
إن ما يرجوه كل حريص على الوحدة الوطنية الفلسطينية وإنجاز المصالحة أن يتم قبول الملاحظات مصرياً مجدداً، وبذلك لا تبقى سفينة المصالحة في عرض البحر جراء الحصار الأمريكي الإسرائيلي، وعلى مصر أن تنظر بعين الخبير إلى محددات موقفها هذا وآثاره.. وأن لا يكون القبول المصري انتقائياً للملاحظات الفلسطينية قد يعطل المصالحة ويعيد كّرة الحوار مرّة أخرى إلى نقطة البدء مرة أخرى دون تحديد قيود أو جداول زمنية، ليغدو الحوار هدفاً بذاته شغلاً إشغالاً وانشغالاً.
حوار المصالحة الفلسطينية يحمل في داخله عوامل نجاح بنفس نسبة عوامل الفشل. ولا يتعلق الأمر هنا بالأفراد، ولا بالفصائل، ولا بالنوايا الحسنة أو السيئة لهذا الطرف أو ذاك. فقضية المصالحة ذات أبعاد محلية وعربية ودولية، وبحسب القدرة على فهم تلك الأبعاد ستتحدد النتائج.
هناك خياران اثنان أمام حماس وفتح: النجاح والعودة بحكومة ومنظمة تحرير جديدة كمرجعيات للشعب الفلسطيني – دون الدخول في شكلها وسقفها السياسي – والخيار الثاني هو بقاء الحال على ما هو عليه إلى أن يقضيَ الله أمراً كان مفعولاً..
المصدر: صحيفة فلسطين
------------------------------------------------------------------------
تعريف بالدكتور من موقع الجزيرة نت
*كتوراه في إدارة وتنمية الموارد البشرية
المناصب الإدارية:
* نائب عميد كلية التجارة (الجامعة الإسلامية).
* رئيس ديوان رئيس الوزراء.
* رئيس ديوان الموظفين العام.
* نقيب الإداريين في فلسطين.
* رئيس مؤسسة إبداع للدراسات والأبحاث والتدريب.
* رئيس مجلس أمناء أكاديمية إعداد القادة-فلسطين.
الكتب والأبحاث والمقالات:
* العديد من الكتب منها:
* إدارة وتنمية الموارد البشرية
* إدارة العلاقات العامة
* إدارة الأعمال
* الإدارة المتخصصة
* شهداء القسم عشاق الخلود
* Empowering SMEs Managers in Palestine
* نشر عشرات الأوراق البحثية العلمية.
* الإشراف على عشرات الرسائل العلمية.
* نشر عشرات المقالات التنموية والسياسية المتنوعة.
* الإشراف والمشاركة ورئاسة العشرات من المؤتمرات وورش العمل والأيام الدراسية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.