«العراب» هذه المرة ليس فيلماً سينمائياً، إنما محطة تلفزيونية فضائية تبث من خلال قمر «النايل سات»، وعلى «متنها» كم كبير من الإعلانات التي تنتجها على ما يبدو شركة تدعى «العراب» أيضاً. الصورة على هذه المحطة ثابتة وغير متحركة وفيها «مواد» إعلانية جاءت على شكل «غرافيك» ثابت مشغول بطريقة عادية. وتحوي تلك المواد عدداً من الكلمات تروج للمنتج. «جل الصبار» هو الإعلان الأول والشرح مكتوب أسفل الصورة وموجه للنساء فقط. فهذا الجل يساعد على شد وتكبير الثدي. أما الصوت المرافق للإعلان فهو آيات من الذكر الحكيم يتلوها الشيخ فارس عباد. وتتابع الإعلانات عبر «تشكيلة» واسعة من المنتجات الخاصة هذه المرة بالرجال فقط، منها «زيت المساج» للتضخيم والتكبير ولحياة زوجية أفضل. و«عسل الطاقة»، وبحسب العبارة المكتوبة فإنه «مقوّ عام من العسل الطبيعي والأعشاب، ويساعد على القوة الجنسية والإخصاب». وتأتي هذه العبارة على وقع تلاوة قرآنية للشيخ ماهر المعيقلي. ويتبعه إعلان آخر عن جهاز لإزالة الشعر، «بدون ألم وإلى الأبد». والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو أنه كيف يستخدم القيمون على هذه المحطة آيات من الذكر الحكيم كخلفية «صوتية» لترويج إعلانات تجارية؟ ثمة رأي يقول ان المحطة تتوجه أساساً الى الفئة المسلمة، في معرض التبرير لبث سور القران الكريم. لكن الا يعتبر ذلك توظيفاً سيئاً لكتاب الله؟ وبغض النظر عن طبيعة الإعلانات المعروضة. فكيف إذا كانت الإعلانات بهذا المستوى؟ وتستثمر «العراب» وسيلة دينية أخرى لترويج المنتجات التجارية. وهي صوت الدكتور الشيخ راتب النابلسي أثناء تقديمه دروسه الدينية، كخلفية لإعلان عن «كريم» لتفتيح وتبييض البشرة، ولآخر بعنوان «وداعاً للصلع». ولكل هذه المنتجات عدد كبير من الموزعين أكان في الدول العربية أم الأجنبية مثل قبرص. كما يرافق إعلانات القناة عدد من شركات الخلوي في الوطن العربي، وذلك للتواصل مع الشركات الموزعة للمنتجات. وقد ظهرت أرقام تلك الشركات في أسفل الشاشة، وهي من مصر ولبنان والعراق والبحرين والمغرب وغيرها من الدول العربية. ولأن البث مستمر تعاد الأرقام ومعها تعاد الإعلانات، مع التنويع بأصوات «المشايخ» الذين يتلون القرآن المرافق لها. هل يعتقد أصحاب المحطة أن الطريقة الترويجية المتبعة تجعل المنتج التجاري «مقدساً»، أم أنها تعمل على «تجميله» بالدين؟