عذوبة قراءته تسحر القلوب وجمال أدائه يشد الأسماع وسلاسة تنقله بين آيات القرآن الكريم تأسر المصلين.. يأخذك في رحلة قرآنية فريدة لا تملك إلا أن تنصاع محبا لها، حيث يسافر بك صوته الشجي من المغرب الأقصى إلى المدينةالمنورة.. إنه "محمد قَدِّي" المقرئ الشاب الذي بات يُلقَّب ب"غامدي المغرب" لتشابه صوته وأدائه مع المقرئ السعودي الكبير "سعد الغامدي". وبرغم أن المسجد شعبي وصغير والأجواء بسيطة ومتواضعة؛ فإن هذا الشاب ذا الخامسة والعشرين ربيعا يستطيع أن ينتقل بك صوته الأخاذ لتتجول في رحاب المسجد النبوي وتزور الروضة الشريفة والمنبر والقباب، إذ يخال لك أنك تصلي وراء الشيخ سعد الغامدي في المسجد النبوي بالمدينةالمنورة. ففي مسجد "المحسنين" بمنطقة سيدي مؤمن الجديد بمدينة الدارالبيضاء المغربية يشدو ويترنم المقرئ الشاب "محمد قدي" بقراءات جميلة وطيبة لآيات القرآن الحكيم طيلة تراويح رمضان 1430، وهو ما اجتذب آلاف المصلين ودفع أهل الحي إلى تشييد قاعة خاصة للصلاة أمام المسجد الصغير الذي لا يتسع لأكثر من 400 مصل وإعداد الشارع والأزقة المجاورة بالحصير للمصلين الذين يَصِلون لحوالي 3000 مصل. وفي ليلة 25 من رمضان والتي وافقت يوم الإثنين 14-9-2009 وقبيل أن يدخل المقرئ الشاب للمسجد لصلاة العشاء والتراويح قال لإسلام أون لاين تعليقا على ما يقوله الناس من تشابه صوته وصوت الشيخ سعد الغامدي: "فعلا هذا التشبيه يقول به كثيرون، وبالنسبة لي أفضل شيخ هو المقرئ سعد الغامدي، وبرغم أنه فخر لي وشرف أن يقرن اسمي باسمه وصوتي بصوته فإني صراحة أحاول أن أبلور القراءة بصوتي وأدائي الخاص ولكن صوتي يشبهه كثيرا". وعن علاقته بالقرآن أضاف "ابتدأت حفظ القرآن الكريم في سن 18 وأكملته وعمري 21، حيث انقطعت عن الدراسة في الرابعة إعدادي وذهبت لنواحي مدينة آسفي، حيث حفظت 30 حزبا ثم حفظت ال 30 حزبا الأخرى هنا بمسجد الكدية بالدارالبيضاء"، ليواصل حديثه قائلا: "وقد ابتدأت بالصلاة بالناس في التراويح منذ حوالي 7 سنوات حين كنت أحفظ فقط 15 حزبًا وانتقلت بين عدد من المساجد الصغيرة بالعاصمة الاقتصادية". ويحفظ قدي، وهو متزوج وله رضيع في شهره السابع، القراءة براوية قالون عن نافع وقراءة ورش عن نافع من طريق الأصبهاني، أما عن قرائه المفضلين فهم الشيخ محمد صديق المنشاوي والمقرئين ماهر المعيقلي وعبد الهادي كنوني وعمر القزابري ولعيون الكوشي. هبة من السماء ويرى كثير من محبي ومعجبي المقرئ الشاب المغربي أنه يملك "صوتا ملائكيا مميزا وهو هبة من السماء لهم تزين ليالي هذا الشهر الفضيل". واعتبر "بحري حسن"، سائق في شركة، وهو من القيمين على المسجد والمشرفين على تنظيمه أن "المقرئ محمد قدي ذو صوت حسن وقراءته جيدة، ويحسب له أنه لا يتصنَّع في القراءة، ولا يتزيد في المدود والقراءة، ونطق الحروف بل قراءته طبيعية ومع ذلك جميلة ورائقة"، واستطرد مضيفا لإسلام أون لاين: "ينبغي بالنظر للمؤهلات التي يملكها هذا الشاب أن يتميز بصوته الخاص ويتفرد بأدائه المميز". من جهته قال الرجل المتقدم في السن "غفير بشعيب" وهو من رواد المسجد: "إن صوت محمد قدي جيد وجميل، ترق له القلوب وتلين له الأفئدة، ناهيك على أنه شاب متواضع عرفنا عنه الاستقامة والجدية وحسن الخلق". ولاستقبال الآلاف ممن يحبون الصلاة خلف "محمد قدي" يجتهد أهل الحي الذي يحتضن المسجد ويتعاونون طيلة شهر رمضان لإعداد المسجد والقاعة التي أعدت للصلاة فقط خلال رمضان وتهيئة الشوارع والأزقة بالحصير والأفرشة لاستقبال المصلين. دعاء ومناجاة وفي ليلة الخامس والعشرين من رمضان أبدع المقرئ "محمد قدي" وبعد قراءة رائقة وأداء جميل اختتم ركعات التراويح بالدعاء والمناجاة، وزينها بقراءته الشجية وصوته العذب الذي عرج بأرواح المصلين لتحلق في ملكوت الطاعة وتناجي في محراب التبتل. "سبحان ذي الملك والملكوت، سبحان الحي الذي لا يموت.. سبحان الذي في السماء عرشه وفي الأرض سلطانه.. سبحان الذي لا تراه في الدنيا العيون ولا تخالطه الظنون ويعجز عن وصفه الواصفون.. يعلم مثاقيل الجبال ومكاييل البحار وعدد قطر الأمطار وعدد ورق الأشجار وعدد ما أظلم عليه الليل وأشرق عليه النهار.. يا ملجئ القاصدين يا حبيب المحبين يا أنيس المنقطعين.. يا من ليس معه رب يدعى ولا ملك يرجى.."، تلك بعض من المناجاة الجميلة التي علت ليل الدارالبيضاء وزينها صوت شجي ندي لمقرئ شاب جديد. مصدر الخبر : a href="http://www.facebook.com/sharer.php?u=http://alhiwar.net/ShowNews.php?Tnd=349&t="غامدي المغرب".. رحلة قرآنية نحو المدينةالمنورة!&src=sp" onclick="NewWindow(this.href,'name','600','400','no');return false"