كم أحس بغصةٍ في حلقي حينما أدرك أن الشعوب في وادٍ من االفكر وزعمائهم في وادٍ آخر يهيمون. وتزداد تلك الهوة يوماً بعد يوم وموقفاً تلو الآخر لكن يتقابل الطرفان في شئٍ واحد فقط وهو الجذور الطيبة النبت. وآخر دليل على ذلك الرأى ما فعله ملك ملوك إفريقيا ورئيس القمة العربية وقائد الثورة الليبية وصاحب الكتاب الأخضر العقيد معمر القذافي ، عندما كان في طريقه لحضور قمة مجموعة الثماني العام الماضي وبين التلال الخضراء على الطريق الممتد بين روما والبحر الأدرياتي لفت نظره قرية متواضعة فقيرة فتوقف فيها وأعجب بحسن الضيافة فيها. فقرر بقلبه الطيب الكبير مساعدة أهل هذه القرية المقدر عددهم بحوالي 3 آلاف نسمة لانتشالها من البطالة والركود. وصمم العظيم على ذلك ولم ينس قراره وفاءاً منه بصنيع حسن الضيافة. فلقد نقلت وكالة رويترز للأنباء يوم السبت 28/8/2010 عن مورتيسيو فانيا رئيس بلدية انترودوكو أن وفداً ليبياً جاء للقرية في وقتٍ لاحق لزيارة القذافي وأبلغه أن ليبيا تريد استثمار ما يصل إلى 15 مليون يورو أو 19 مليون دولار لبناء فندق ضخم ومصنع لتعبئة زجاجات المياه؟!! يا صاحب القلب الطيب لقد قررت وصممت وأوفيت لانترودوكو أليست فلسطين أولى بتلك المبالغ حتى ولو فلساً واحداً. وقبل أن تعبر تلك المبالغ البحر المتوسط وأمواجه المخضبة بدماء شبابنا العاطل الباحث عن لقمة العيش ولو واجه في سبيلها الموت ألم تفكر في فقراء ليبيا وفقراء العرب يا ملك ملوك السود( إفريقيا) تفكر لحل مشكلة بطالة وركود قرية في إيطاليا وأمامك أوطانك العربية تنخر فيها البطالة المزمنة والفقر المدقع منذ عقود والركود فيها كالوباء. تفكر في حال 3 آلاف نسمة وتنس مواطني ليبيا الفقراء وأحوالهم ومواطني العروبة التي تتشدق بها المطحونين بين سندان الفقر ومطرقة البطالة ونيران الحروب والمؤامرات. يا صاحب القلب الحنون تحن للغريب وتطرد القريب ترسل الأموال لحل مشاكل مستعمريك وتغلق الحدود أمام الشباب المصري وإن حاول الدخول فالرصاص والألغام مصيره والذل والتنكيل قدرهم. ألم تعش بينهم ؟! ألم يعجبك كرمهم وحسن ضيافتهم ؟! أنسيت دعمهم لك ولثورتك ؟! أم نسيت موائد بحيرة قارون ؟! حينما حاصروك وكنت وحيداً أنت وشعبك ولم يكن لكم ملجأ سوى السلوم. أى مفارقة تلك ويقولون أنه الزعيم فلترفع القبعة للزعيم !! بقلم هاني الشافعي مدير تحرير مجلة الفكر الحر