أعرب سفير إسبانيابالرباط عن اهتمام مدريد بمسار حزب العدالة والتنمية المغربي، كما أكّد ذات السفير بأنّه تابع باهتمام بالغ الدراسة التي أنجزها المعهد الدولي الجمهوري الأمريكي، من خلال ما نشرته أسبوعية "لُوجُورْنَال" في عددها ل18 مارس 2006، والتي تم خلالها التنبؤ باكتساح الحزب الإسلامي المغربي للانتخابات 2007 التشريعية. وقد جاءت هذه المعطيات ضمن مراسلة وجّهت للخارجية الأمريكية من قبل سفيرها بالرباط، طُوماسْ رَايْلِي، بتاريخ 26 مارس 2006 قبل أن تفتضح من قبل موقع وِيكِيلِيكْسْ مؤخّرا، إذ أورد ضمن الوثيقة بأنّ تصريحات السفير الإسباني بْلاَنَاسْ بُوتْشَاضِيسْ قد أتت خلال حفل غذاء أقيم قبل يومين من صياغة التقرير المسرّب بمقر إقامة الدبلوماسي الإسباني بالرباط، حيث أردف ُوتْشَاضِيسْ ضمن حواره مع رَايْلِي: "لقد نال التوقع باكتساح حزب العدالة والتنمية للبرلمان المغربي كامل الاهتمام من قبلنا.. رغما عن يقيننا بعدم قدرة هذا الحزب على الوصول للحكم دون عقده لتحالفات". وعبّر السفير الإسباني بْلاَنَاسْ بُوتْشَاضِيسْ عن إعجابه الشخصي بتنظيم حزب العدالة والتنمية المغربي وشخصية قيادييه وآليات أدائه السياسي الممكنة من اكتساب الشعبية، إذ تضمّنت الوثيقة الاستخباراتية الأمريكية قوله: "حزب العدالة والتنمية المغربي يتبع طريق نجاح التركي الطيب أردُغَان، فهو أكثر دمقرطة من باقي الأحزاب السياسية المغربية التي يتموقع على رؤوسها قادة كبار السنّ وضعفاء الدينامية". نفس الوثيقة المُسرّبة من قِبل وِيكيلِيكْسْ، والحاملة لرقم 58606، تضمّنت تفاصيل الأحاديث الودية التي جمعت سفير أمريكا بالرباط ونظيره الإسباني ضمن ذات الموعد، حيث تطرّق كبير الدبلوماسيين الإسبان بالمغرب لقضية الصحراء وقال: "طالبنا المسؤولين المغاربة بإنجاز مخطط قويّ وملموس بشأن مقترح تمكين الصحراء من حكم ذاتي تحت السيادة المغربية.. كما التمسنا منهم موافاتنا بمسودّته قبل أن نتبنّى أيّ قرار رسمي في الموضوع".. وأردف: "لقد استاءت إسبانيا من تصريحات المبعوث الأممي فَانْ وَالْسُوم بخصوص إمكانية سحب المِينُورْسُو من الصحراء أو تقليص حجم تواجدها بالمنطقة، وذلك لإمكانية تصدّع الجانب الأمني بالمنطقة.. كما أصبنا بخيبة أمل من إقدام الجزائر على الانسحاب من المؤتمر الإقليمي للهجرة المحتضن من قبل المغرب في العاصمة الرباط". كما قال بْلاَنَاسْ بُوتْشَاضِيسْ، بخصوص الأوضاع في الصحراء، إنّ الانقسامات قد أضحت واضحة للعيان في صفوف البوليساريو، مُركزا على التظاهرة التي كان قد دعا إليها "خط الشهيد" والتي أفردها السفير الإسباني بقوله: "هذه الخرجة لم تكن كبيرة إطلاقا، إذ استندت فقط على النشطاء الموالين للبوليساريو بجزر الكناري، وهو المعطى المزكّي لقوة الانقسامات ضمن الجبهة الدّاخلية لأسباب قد تكون لا تكون ذات صلة مباشرة بمسار التفاوض المُفعّل من المغرب"، قبل أن يزيد: " لقد استحضرت إسبانيا الانتباه الشديد في تتبّع تنقلات الملك المغربي محمّد السادس ضمن أقاليم الصحراء كما حاولت الإحاطة بمختلف تفاصيلها".