لا يزال جثمان السيد عز الدين القفصي يقبع في مشرحة المسجد المركزي بجينيف منذ وفاته يوم الأحد 19 ديسمبر، في انتظار وصول اذن من الحكومة التونسية لنقله ليدفن في البلاد تلبية لوصيته، رغم اتصالات أسرته وأصدقائه المتكررة بالمصالح القنصلية التونسية، في انتهاك لحرمته وعدم مراعاة لمشاعر أهله و أقاربه خارج تونس وداخلها. وقد توفي السيد عز الدين القفصي قيدوم المهجرين التونسيين عن عمر يفوق ال75 سنة بعد صراع طويل مع المرض، وبعد أن قضى 48 سنة محروما من العودة لتونس. وكان السيد عز الدين القفصي مجاهدا في شبابه ضد الاستعمار الفرنسي. ومباشرة بعد الاستقلال، كان من أول الطيارين الحربيين التونسيين. كما درس القانون، وأتقن لغات أجنبية عديدة. وقد فر السيد القفصي من تونس سنة 1962 على اثر محاولة الانقلاب الفاشلة التي خططت للقيام بها ما عرف آنذاك بمجموعة"العكرمي والشرايطي". وحكم عليه بالاعدام، كما نفذ حكم الاعدام في شقيقه الهادي .وقد استقر السيد القفصي في سويسرا بعد رحلة طويلة مر فيها بالجزائر وليبيا وفرنسا وهولندا والسويد. وظلت شعلة حب الوطن والدفاع عن قضايا التونسيين العادلة تسكنه طيلة حياته. كما عرف بدفاعه المستميت عن قضايا الامة، عبر كتاباته الجريئة في الصحف السويسرية، وخاصة عبر البيان الاسبوعي الذي كان يوزعه على اثر كل صلاة جمعة أمام المسجد المركزي بجينيف. ويشهد العديد من أعضاء منظمتنا أن الرجل كان سندا للمهجرين الذين لجأوا الى سويسرا في أول التسعينات ودعم العديد منهم بكرم وتفان كبيرين. وقد رفض الفقيد القبول بأي نوع من أنواع المساومة والإغراء من أجل عودة مشروطة للبلاد، حتى في أواخر مراحل مرضه. والمنظمة الدولية للمهجرين التونسيين، إذ تعبر لعائلة الفقيد عز الدين القفصي وكل أقاربه وأصدقائه عن خالص التعازي وأسمى عبارات المساندة والمواساة، فإنها: تدعو السلطات التونسية للوقف الفوري لهذا الفصل الجديد من فصول التنكيل بالمهجّر عز الدين القفصي حيا وميتا، فصل التلكؤ في نقل جثمانه للبلاد، في خرق واضح، غير معهود، للسنة الحميدة التي سنتها الدولة التونسية منذ السبعينات، والتي تتمثل في التكفل بإعادة جثامين التونسيين المتوفين بالخارج والتكفل بكل الاجراءات الإدارية والمصاريف المترتبة. تدعو السلطات التونسية إلى التخلي نهائيا عن نهج المساومة والابتزاز تجاه المهجرين الراغبين في العودة لبلادهم، والى تيسير عودة الآلاف من أبناء الوطن المنتشرين في مشارق الأرض ومغاربها دون قيد أو شرط. تحث جميع المهجرين التونسيين في مختلف الأقطار على عدم قبول أي نوع من أنواع الابتزاز السياسي أو الأمني أو المالي من قبل المصالح القنصلية أو الأمنية في سبيل استرداد حقهم الدستوري في العودة لبلادهم، وللجميع العبرة في قصة فقيدنا عز الدين القفصي رحمه الله وطيب ثراه. عن المكتب التنفيذي المنظمة الدولية للمهجرين التونسيين المهجر في 23 ديسمبر 2010