حذر الدكتور كمال الهلباوي، المتحدث السابق باسم التنظيم العالمي ل "الإخوان المسلمين" في الغرب من الآثار الخطيرة للصراع الدائر بين جناحي "الموالاة والمعارضة" داخل الجماعة، بعدما أقر بوجود صراع بين تيار المحافظين والإصلاحيين على خلافة المرشد الحالي مهدي عاكف الذي تنتهي ولايته بعد ثلاثة شهور. وأبدى الهلباوي- الذي يقيم في لندن- في اتصال هاتفي ل "المصريون" مخاوفه من انعكاسات الصراع الجاري، قائلا إنه سيكون له آثار خطيرة على الجماعة إذا لم يتم معالجة الموضوع بهدوء وفقا للوائح الجماعة، بعد انتهاء ولاية عاكف وعقب انتهاء التفويض الذي منحه لنائبه الأول الدكتور محمد حبيب في يناير القادم. يأتي ذلك في خضم الجدل المثار حول قضية تصعيد الدكتور عصام العريان مسئول المكتب السياسي بالجماعة لمكتب الإرشاد، الأمر الذي يحظى برفض جناح "المحافظين"، وهو ما أثار استياء مرشد الجماعة محمد مهدي عاكف الذي عبر عن غضبه، وطلب التنحي من منصبه قبل ثلاثة شهور من انتهاء ولايته. وقال الهلباوي إن هناك مخاوف من حدوث انشقاقات داخل الجماعة في حال اختيار مرشد لا يحظى بالإجماع، حيث توقع حدوث انشقاق مماثل لما حدث في التسعينات، حين انسحبت ما عرفت ب "مجموعة الوسط" بزعامة المهندس أبو العلا ماضي، مشيرا إلى أن من وصفهم ب "الناقمين على الأوضاع داخل الإخوان" قد يقومون بالانسحاب من الجماعة. وفيما يؤشر على أن اختياره لمنصب المرشد لا يحظى باتفاق داخل الجماعة، أكد الهلباوي أن تكليف مهدى عاكف لنائبه الأول الدكتور محمد حبيب للقيام بأعمال المرشد حتى انتهاء فترته الحالية لا يعنى تزكية الأخير، وأنه جلس على عرش الجماعة وأصبح المرشد، وقال إن "الإخوان يمكن أن يختاروا أخا من بينهم لا يكون نائبا أو غيره"، حسب تعبيره. مخاوف الهلباوي من انعكاسات الوضع الراهن تجاوزت تداعياته على الإطار الهيكلي للجماعة إلى التحذير من أن ذلك سيؤدي بالضرورة إلى تقليص فرص الجماعة في انتخابات مجلس الشعب المقررة عام 2010، مبديا توقعاته بأن يهدد ذلك فرص الجماعة في تحقيق أي نجاح أو إنجاز في الانتخابات المقبلة. وحث القيادي الإخواني قيادات الجماعة على أن يعيدوا دراسة موقفهم ويحددوا رؤيتهم بشأن المشاركة في العمل السياسي ويتخذوا قرارا حاسما من جميع القضايا السياسية المطروحة على الساحة على ضوء أوضاعهم وظروفهم الحالية ومدى قدرتهم على التوائم مع المناخ السياسي السائد في مصر. وردا على سؤال "المصريون" حول موقف التنظيم الدولي من التطورات الحالية للجماعة الأم في مصر، رد الهلباوي بنبرة حادة، قائلا: "لا يوجد حاجة اسمها تنظيم دولي، والأمن ووسائل الإعلام هي إللي صنعت هذه التسمية التي ليس لها وجود". وطالب الجميع بأن يخضع ويمتثل للشورى في قضية عصام العريان مادام مكتب الإرشاد قد صوت بالإجماع وحسم الموضوع، وأضاف أن "الإخوان عليهم مسئوليات كبيرة تجاه الدين الاسلامى ومصر والأمة، لأن مستقبل الجماعة هو مستقبل مصر ويتحمل الإخوان مسئولية تربية المواطن المصري تربية إسلامية صحيحة، خاصة وأن الحزب "الوطني" الحاكم وأحزاب المعارضة ليس لديهم أي منهج لتربية الناس خاصة الشباب".