تأتى انتفاضة الشعب العربى التونسى الحر لتقدم دليلا جديدا دامغا على صحة رهاننا على الشعب العربى من المحيط إلى الخليج ، فرغم كل ما يعانيه الشعب التونسى من قهر وكبت وافقار فى ظل حكم النظام الحالى إلا أن هذا لم يمنعه من الخروج للمطالبة بحقه فى حياة كريمة وفرص عمل وتوزيع ثروات البلاد بطريقة عادلة . إن الدرس الذى يقدمه لنا الشعب العربى على أرض تونس الخضراء يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن الحرية لا توهب وإنما تنتزع وأنه ما ضاع حق ورائه مطالب ، وأن الشعب العربى فى كل أرض عربية من المحيط إلى الخليج هو حقا القائد والمعلم ، وأن التغيير الجذرى الحقيقى هو التغيير الذى يعبر عن إرادة ومطالب الناس ومعاناتهم ، ولذا فإن هذا التغيير لا يمكن إلا أن ينجزه الشعب بنضاله وصموده وتضحياته . إن شعبنا العربى فى تونس وهو يواصل احتجاجاته ضد سياسات الإفقار والنهب والمهانة والاستبداد للأسبوع الثانى على التوالى ، ويستمر فى صموده ضد العنف والبطش الأمنى الذى تمارسه السلطة فى تونس ، ويقدم فى سبيل حريته وحقوقه الشهداء والضحايا ، فإنه يستحق كل التحية والتقدير والمساندة والمؤازرة ، فقضية تحرر الشعب التونسى من أغلال وقهر سلطة مستبدة قمعية ليست قضية داخلية وإنما هى قضية كل أحرار الأمة العربية المؤمنين بوحدتها : وحدة شعبها ، ووحدة قضاياها ، ووحدة مصيرها . إننا إذ نعلن دعمنا وتضامننا وتأييدنا الكامل لإنتفاضة أحرار تونس الخضراء ، فإننا نؤكد مجددا على إيماننا وقناعتنا بوحدة صف المقاومين والمناضلين فى هذه الأمة ، المقاومين بالسلاح ضد العدو الصهيونى والأمريكى على أرضنا العربية فى فلسطين والعراق ولبنان ، والمقاومين بالنضال ضد أنظمة الاستبداد والقهر والتبعية فى مصر وتونس وكل قطر عربى .. وإذا كانت المقاومة هى خيارنا الوحيد للتحرر من أعداء الداخل والخارج ، فإننا نجدد العهد على استمرار نضالنا ومقاومتنا السلمية من أجل تحرير مصر قلب الأمة العربية لتعود إلى دورها القومى ودعم قضايا أمتها وقيادة مشروع نهضوى وحدوى للأمة العربية . التحية لأهلنا فى تونس ، فى سيدى بو زيد ، وأبو زيان ، وكل رقعة عربية حرة مقاومة فى تونس الخضراء . والتحية لأهلنا المقاومين فى فلسطين ، والعراق ، ولبنان ، وكل قطر عربى يسعى للحرية والكرامة . عاش نضال الشعب العربى من المحيط إلى الخليج . 27 ديسمبر 2010