من الرئيس التونسي وحتى مفتي الجمهورية التونسية لا ينبغي المساس بالنظام ... هكذا افهم راي الادارة التونسية العليا في الاوضاع في هذا البلد مع نشر الشيخ لفتواه . والواقع ان جملتيه ليستا جديدتين في محتواهما ، ذلك ان المسلمين منذ حياة الرسول الاكرم وحتى الان يعلمون ان الروح امانة لدى صاحبها حتى ياخذها الله تعالى منه ، كما ان ارواح الناس الاخرين محرمة عليه ، وبالمثل ، الدين والمال والعرض ... كلها حرام . المسالة الى هذا الحد مفهومة .وليس فيها من الاجتهاد شيء ، ولكن ما ليس مفهوما الى حدود اللحظة هو لماذا علق نظر الشيخ بطيخ بكلمة واحدة من الفقرة الطويلة دون غيرها من الكلمات ...؟ ككلمة سرقة المال العام والخاص ، وكلمة قتل البوليس للانفار مع ان القاتل والمقتول ينتمي الى الاسلام ولو بالوراثة ، وكلمة انتهاك الاعراض وكلمة استصدار حق التعبير ، وكلمة كذب السلطة على الشعب ، وغيرها من الكلمات ...ام ان هذه المسائل لا تدخل تحت طائلة المحرمات ؟ ... قلت منذ قليل ان الادارة تحاول تحريم المساس بالسلطة من (حزم) الرئيس وحتى (تحريم الصلاةعلى المنتحر). والاشياء المحرمة في الواقع تاتي لاجل الحفاظ على سنة الكون فهل حافظت السلطة على هذه السنة ؟ نحن نعلم ان الانتحارات جاءت نتيجة متاخرة لسلسلة سابقة من التداعيات وان كل نفر في المجتمع وخصوصا في النظام مسؤول عنها حتى الشيخ بطيخ نفسه لانه يري الفساد بام عينه ولا يتكلم . وفاعل هذا اشبه بالشيطان الاخرس. (اليس كذلك ياشيخ ؟ ) لم يعد الناس يحتملون الصمت والرضاء بالضلم فكان ان هب كل منهم بما اوتي من وسيلة لعل ادناها هو اضرام النار في النفس لان قتل عون تراتيب او شرطي او اي شخص آ خر ليس فقط لا يخدم القضية وانما ايضا يزيد في تهميشها وفي منح الضالم حقا لايستحقه ابدا... انا لا ادعو الى الانتحار ولا اقر ابدا انه الخيار الانسب ولكني افهم الدواعي اولا واقر بالنتيجة في الاخير ... افهم معنى المثل التونسي غش البهيم ردو في البردعة والبردعة هنا هي ذات النفس . كما افهم راي السلط في الحادث او مجموع الحوادث هذه ، بهيم وكلى قرعة . فالقرعة رخيصة في عين صاحبها ولاينبغي باي حال الاسف عليها . اني لا اعتقد بان الشيخ سيطلع على هذا الراي ومع ذلك فانا احمله مسؤولية القتل والفساد في المجتمع التونسي امام الله ، وامام الناس ، بالدرجة ذاتها التي احملها للرئيس وللحكومة وللبوليس وللجيش في تونس . الا اذا صدر عنه ما يخالف ذلك ... ثم وانا تونسي ساتوقف عن الاستماع الى فتاويه ودروسه وآرائه في الدين والحياة لانها صارت في نظري من قبيل : (يقولون ما لا يفعلون) .