تونس الحوار نت أفادت مصادر مطلعة من مدينة القصرين أن القوات الأمنية قد انسحبت منها تاركة وراءها ثكالى ويتامى وجثثا لم يستطع أهلها استلامها خوفا من اللّحاق بهم. انسحبت هذه القوات بعد أكثر من أسبوع أو يزيد من المواجهات الدامية بينها وبين الشباب العزل و"غير الملثمين" كما وصفهم بن علي .واستلم مراقبة المدينة للجيش الوطني الذي انتشر في مداخل المدينة وشوارعها الرئيسية وتمركز أمام المرافق العامّة. هذا وقد شيّع العديد من الأهالي شهداء الإنتفاضة بهتافات الله أكبر و لاإله إلاّ الله ،الشهيد حبيب الله ، وشهيد يا شهيد عل المبادئ لا نحيد، وبزغاريد النسوة وبشعارات تدعو إلى رحيل الطغمة الحاكمة التي أمرت بقتل الشباب بدم بارد. من جانب آخر كانت ردود الأفعال على خطاب رأس السلطة سلبية فقد وصفته المحامية ميّة الجريبي رئيسة الحزب الديمقراطي التقدّمي بأنه خطاب ممجوج ومتكرر وأنه في الوقت الذي يسكب الرصاص على رؤوس الجماهير سكبا يطل علينا بن علي بمسخرة إسمها عصابات ملثّمة ،وقد دعا حزبها إلى تكوين حكومة إنقاذ وطني لأن الحكومة التي يقودها الجنرال والقيام بإصلاحات سياسية واقتصادية شاملة تستجيب لطموحات الشعب التونسي بكل فئاته.أما المهندس عبدالكريم الهاروني الكاتب العام لمنظمة حرية وإنصاف أن السلطة لم تفقه الرسالة إلى الآن وواصلت مراهنتها على القمع والتعتيم الإعلامي وتقديم الأحداث أنها من عمل فئة متطرفة وإرهابية ،ويرى أن غياب الحوار هو من الأسباب التي أدّت إلى الإنسداد والإنغلاق على كل المستويات واعتبر الإعلان عن إغلاق المعاهد والمدارس تناقضا صارخا مع ماكان ينادي به رئيس السلطة .