صوت التونسيون اليوم في انتخابات رئاسية وتشريعية يتوقع أن يفوز الرئيس الحالي زين العابدين بن علي فيها بأغلبية ساحقة تؤهله لفترة رئاسية خامسة من خمس سنوات. وكان بن علي لوّح أمس بمعاقبة كل من يتهم أو يشكك في نزاهة العملية الانتخابية دون إثبات وبراهين. وأظهرت أرقام رسمية نشرتها وكالة تونس أفريقيا للأنباء الحكومية أنّ نسبة التصويت بلغت حتى منتصف النهار 53.17% مع العلم أنّ مكاتب الاقتراع تغلق أبوابها الساعة 17 بتوقيت جرينتش. وحسب رصد قام به مراسلون لوكالة "رويترز" في بعض مكاتب الاقتراع بالعاصمة تونس اتضح أنّ الأوراق الحمراء المميزة لبن علي وحزبه هي الأكثر تناقصا من بين كل الأوراق الأخرى، مما يغذي توقعات باتجاهه لتحقيق فوز مدو. واصطف بعض الناخبين الذين قدر عددهم الجملي بنحو 5.2 ملايين للإدلاء بأصواتهم في المعاهد ومراكز الاقتراع الأخرى في البلاد ذات العشرة ملايين نسمة. وقال سائق تاكسي يدعى عبد الكريم (50 عاما) "لقد صوت لبن علي.. إنه الوحيد الذي أعرفه" مضيفا لأسوشيتد برس "لا أعرف المرشحين الآخرين.. أكيد أنّ هناك من يحب هذه البلاد، لكنهم غير معروفين". وينافس بن علي مرشح حزب التجمع الدستوري الديمقراطي الحاكم ثلاثة معارضين هم محمد بوشيحة عن حزب الوحدة الشعبية ومحمد الإينوبلي عن الاتحاد الديمقراطي الوحدوي - اللذين ينظر إليهما على أنهما مرشحان شكليان - وأحمد إبراهيم عن حركة التجديد. من جهتها قالت نجية عزوزي (50 عاما) لرويترز في مركز للاقتراع في شارع مرسيليا بوسط تونس العاصمة بعد أن أدلت بصوتها إنها اختارت بن علي وأضافت "إنه منقذ البلاد". وتعهد بن علي (73 عاما) الذي يحكم البلاد منذ 22 عاما عندما أطاح بالرئيس السابق الحبيب بورقيبة بالرقي ببلاده إلى مصاف البلدان المتقدمة وتقليص نسبة البطالة البالغة 14% والمتفشية خصوصا بين خريجي التعليم العالي. وينتظر أن يبقي حزب التجمع الدستوري الديمقراطي الحاكم الذي ينتمي إليه 2.7 مليون عضو على أغلبية مقاعده بالبرلمان المكون من غرفتين، مجلس النواب (214 مقعدا) ومجلس المستشارين. في المقابل اشتكت المعارضة من التضييق على حملاتها الانتخابية لا سيما مرشح حركة التجديد (الحزب الشيوعي السابق) أحمد إبراهيم الذي قدم نفسه على أنه "مرشح الند للند" مع بن علي على خلاف المرشحين الآخرين الذين وصفهم مراقبون بالديكور الانتخابي. وقال إبراهيم (63 عاما) الأستاذ الجامعي المتقاعد للصحفيين بعد اقتراعه بضاحية المنزه "أملي أن تكون النتائج قريبة إلى حقيقة الاقتراع". ووجه بن علي أمس تحذيرا لمن سماهم "قلة من التونسيين الذين لا يتورعون عن الالتجاء إلى الخارج للاستقواء بأطراف أجنبية" في إشارة على ما يبدو إلى الأمين العام السابق للحزب الديمقراطي التقدمي أحمد نجيب الشابي الذي قال في لقاء مع فضائية "الجزيرة" إنّ "الحكومة أمعنت في الانغلاق وعدم الاستماع إلى المجتمع في مجال المشاركة". وقال بن علي "لن نسمح بأيّ تجاوز أو تدليس أو تزييف لإرادة الشعب وسنتخذ كل الإجراءات التي يمليها القانون تجاه هذا السلوك إذا ما ثبت وقوعه، وفي المقابل فإنّ القانون سيطبق بالحزم نفسه كذلك ضد كل من يتهم أو يشكك في نزاهة الانتخابات دون إثبات وبراهين". ويقاطع الشابي وهو أبرز شخصيات المعارضة في تونس الانتخابات التي قالت عنها سارة لي ويتسون من منظمة هيومن رايتس ووتش إنها "لن تكون حرة ونزيهة إلا عندما تتوقف السلطات عن تكميم أفواه مرشحي المعارضة والصحفيين والمعارضين". يذكر أنّ أغلب المواطنين يمكنهم المشاركة في هذا الاستحقاق الذي ستعلن نتائجه الرسمية غدا الاثنين بعد التخفيض في السنّ القانونية للانتخاب من عشرين إلى 18 عاما.