استخدمت الشرطة التونسية الغاز المسيل للدموع لتفريق متظاهرين تجمعوا اليوم الاثنين عند مكتب رئيس الوزراء محمد الغنوشي بالعاصمة تونس، ضمن الحركة المتواصلة للمطالبة برحيل جميع رموز الحقبة السابقة. ويأتي ذلك في الوقت الذي أكد مراسل الجزيرة نجاح الإضراب الذي دعا إليه الاتحاد التونسي للشغل. وذكرت مصادر أن الشرطة أطلقت الغازات المسيلة للدموع في محاولة منها لتفريق متظاهرين في شارع بورقيبة الرئيسي قاموا برشق مكتب الغنوشي بالحجارة. ورغم حظر التجول المفروض منذ أيام، تواصلت المظاهرات والاحتجاجات من أجل إسقاط حكومة الإنقاذ، حيث وصلت مسيرات من مختلف المحافظات التونسية لتحط رحالها أمام قصر الحكومة بالعاصمة. وطالب المتظاهرون الذين قدموا من مناطق فقيرة وخاصة من سيدي بوزيد بقطيعة تامة مع عهد زين العابدين بن علي. ويقولون إنهم لن يغادروا العاصمة قبل أن يسقط رموز النظام السابق. وأمام تزايد الحركة الاحتجاجية، وضعت السلطات التونسية عبد العزيز بن ضياء مستشار بن علي ورئيس مجلس المستشارين عبد الله القلال قيد الإقامة الجبرية. ويجري البحث حاليا عن عبد الوهاب عبد الله الذي عمل مستشارا سياسيا للرئيس المخلوع. إضراب ومن جهة أخرى شهدت العاصمة تونس أيضا تحركات مكثفة للأحزاب والهيئات المدنية من أجل إيجاد حل سريع يلبي مطالب الشعب التونسي. وفي هذا السياق قال مراسل الجزيرة في تونس إن الإضراب الذي دعا إليه الاتحاد التونسي للشغل حقق نجاحا كبيرا، مؤكدا استمرار الحركة الاحتجاجية إلى غاية تحقيق جميع المطالب التي قال إنها سياسية بامتياز. وأشار المراسل إلى عدم استجابة المواطنين لقرار الحكومة المؤقتة باستئناف الدراسة بدءا من اليوم الاثنين، وهو ما أشارت إليه أيضا وكالة الأنباء الفرنسية التي قالت إن بعض الأولياء أخذوا أولادهم إلى المدارس ثم أعادوهم إلى البيت. وأعلنت وزارة التربية التونسية في بيان رسمي أصدرته مساء الجمعة عن استئناف الدروس بالمؤسسات التربوية العامة والخاصة ابتداء من اليوم الاثنين بالنسبة إلى تلاميذ الأقسام التحضيرية والمدارس الابتدائية وتلاميذ السنوات الرابعة من التعليم الثانوي (أي أقسام البكالوريا). كما أعلنت استئناف الدراسة بالنسبة لتلاميذ المدارس الإعدادية يوم الثلاثاء، ولتلاميذ السنوات الأولى والثانية والثالثة من التعليم الثانوي يوم الأربعاء. دعم أميركي على صعيد أخر، أكدت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون استمرار الولاياتالمتحدة في دعم مسعى الشعب التونسي لقيام ما سمته مجتمعا أكثر ديمقراطية. ونشرت وزارة الخارجية الأميركية بياناً على موقعها على الإنترنت أشارت فيه إلى أن كلينتون اتصلت بالغنوشي وعبرت عن استمرار دعم واشنطن للشعب التونسي في مسعاه لقيام "مجتمع أكثر ديمقراطية". وأشارت كلينتون إلى ان الولاياتالمتحدة "تشجعت بالمؤشرات التي لمستها من أن الحكومة الموقتة تحاول أن تكون شاملة وتضمن أن يكون لكل فئات المجتمع التونسي صوت". وأكدت وزيرة الخارجية الأميركية دعم أميركا لهذه الجهود، مشيرة إلى دعوة الغنوشي لإجراء انتخابات منفتحة وحرة وذات مصداقية خلال ستة أشهر. توضيح الغنوشي وعلى صعيد أخر، قال زعيم حركة النهضة التونسية، راشد الغوشي إنه استغرب تصريحات للزعيم الليبي معمر القذافي دافع فيها عن الرئيس التونسي المخلوع وقال فيها إن بن علي يصلح أن يكون رئيسا لتونس مدى الحياة. وكانت وكالة الأنباء الفرنسية قد نقلت عن صحيفة "قورينا" الليبية أن راشد الغنوشي أشاد بدور القذافي في دعم ما وصفها بالثورة الشعبية في تونس. وقالت الصحيفة المقربة من سيف الإسلام القذافي إن الغنوشي أجرى اتصالا بنجل الزعيم الليبي أكد فيه أنه على دراية بمواقف القذافي المساندة للشعوب. وأضافت نقلا عن الغنوشي أنه يعرف حقيقة موقف القذافي من طبيعة التغيير الذي شهدته تونس "فهي ليست ثورة أحزاب أو نخبة". وأشار الغنوشي إلى أن مسميات وآلية عمل اللجان الشعبية التي شكلها التونسيون للحفاظ على الأمن عقب الإطاحة بالرئيس زين العابدين بن علي تقترب كثيرا مما تطبقه ليبيا في عملية التسيير الشعبي.