مع سقوط نظام زين العابدين بن علي عبر التونسيون عن موقفهم بمهاجمة الممتلكات التي تركها هو وعائلته وراءه. ولا يستطيع احد أن يقدر بالضبط ما كان يملك بن علي وزوجته الثانية ليلى طرابلسي وشبكة أقاربهما الواسعة، لكنها كانت إمبراطورية مالية هائلة تخضع الآن لتحقيقات دولية متشعبة.
يقول دانيل ليبيغ رئيس الفرع الفرنسي من منظمة الشفافية الدولية: "يقول لنا اصدقاؤنا من المحامين التونسيين ان عائلتي بن علي وطرابلسي تحكمتا فيما بين 30 و40 في المئة من الاقتصاد التونسي، وبحسبة بسيطة نتحدث عن 10 مليارات دولار".
ويضيف: "أن عدد الأصول التي كان يملكها الأقارب في العائلتين كبير في كل قطاعات الاقتصاد: البنوك والتامين والتوزيع والنقل والسياحة والعقارات".
ويقول الناشطون أن تلك العائلات أقامت تلك الشبكة الواسعة باستغلال سلطة الدولة.
ويعتقد أن ليلى طرابلسي، مصففة الشعر التي تزوجت بن علي بعد وصوله للسلطة بخمس سنوات، لعبت دورا ناشطا في إثراء الأقارب.
يقول نيكولا بو، احد مؤلفي كتاب "سيدة قصر قرطاج" عن ليلى طرابلسي والذي ظهر في المكتبات التونسية بعد فرارها هي وزوجها من البلاد يوم 14 يناير/كانون الثاني: "لقد استنزفوا البلاد بشكل ممنهج".
ويضيف: "كان هناك مناخ من الخوف والرعب، فحين يريد احد من العائلة أو الأقارب أن يتخلى أي تونسي عن بيته أو أرضه كان يطيع عادة".
وكان من دواعي الاشمئزاز الشعبي ارتباط أسماء هؤلاء الأقارب بعمليات الفساد والاضطهاد.
وفي إحدى البرقيات التي نشرها موقع ويكيليكس العام الماضي وصف سفير أمريكي سابق بالتفصيل لما عرف باسم "شبه المافيا" و"رابطة الفساد التونسي".
وتصف برقية أخرى بشكل مثير الطرق التي راكم بها هؤلاء ثرواتهم.
ويقول المحللون أن الثروة والإسراف في قمة النظام أصبحت مثيرة للسخط في سياق الأزمة الاقتصادية والمالية في العامين الماضيين.
ومع أن تونس حافظت على نمو اقتصادي مضطرد في عهد بن علي لكن كثيرين، بمن فيهم الشباب الذي احتجوا في ديسمبر/كانون الأول، ظلوا فقراء.
وخلال الاحتجاجات استهدفت الشركات والمحال التابعة للعائلة بشكل خاص. الشبكة المالية التي كانت تتحكم بها أسرتا الرئيس التونسي المخلوع وزوجته أولاد الرئيس بن علي من زوجته الأولى الاسم طبيعة العلاقة المصالح درصاف، المتزوجة من سليم شيبوب ابنة مواد صيدلانية، املاك، توزيع، اسواق سيرين، المتزوجة من مروان مبروك ابنة وكالة مرسيدس، البنك العربي الدولي، اذاعة تشارمز، اسواق، شركات انترنت واتصالات غزوة، المتزوجة من سليم زروق ابنة صناعات بلاستيك، شركات تمويل، ادارة مطار تونس عائلة ليلى طرابلسي الاسم طبيعة العلاقة المصالح بلحسن الطرابلسي شقيق ليلى بنك تونس، فنادق، خطوط طيران قرطاج، اذاعات، شركات تلفزيون، شركات اسمنت، مصفاة سكر، وكالة سيارات فورد مراد ومنصف الطرابلسي شقيقا ليلى تصدير سمك التونا، حقوق الصيد في بحيرة تونس، صناعات هيدروكربونية عماد ابن أخ ليلى شركات بناء، أسواق، نقل أولاد زين العابدين بن علي وليلى الطرابلسي الاسم طبيعة العلاقة المصالح نسرين، المتزوجة من صخر الماطري ابنة بنك الزيتونة، وكالة النخل للسيارات، مصالح في حقل الإعلام، سياحة، قطاع البناء، قطاع الاتصالات، القطاع الزراعي حليمة، مخطوبة لمهدي بن قايد ابنة وكالة ستافيم للسيارات (سيارات بيجو) محمد (6 سنوات) ابن الوريث
وما أن اسقط بن علي حطمت السيارات التي استوردها صهره، صخر الماطري زوج ابنته نسرين، ونهب المتظاهرون فيلتهم الفخمة.
والقي القبض على ثلاثة وثلاثين من أفراد عائلة بن علي وطرابلسي وطلبت السلطات التونسية القبض على بن علي وستة آخرين بواسطة الانتربول.
ويتهم المشتبه بهم المطلوبون بالاستحواذ على أصول بشكل غير قانوني وتحويل أموال غير شرعية للخارج خلال فترة حكم بن علي على مدى 23 عاما.
ويوجد بن علي في السعودية بعدما قيل عن رفض فرنسا استقباله وهو يطير هاربا من تونس.
وتقول الأنباء أن شقيق ليلى طرابلسي، بلحسن، الذي يملك المليارات وحده موجود في كندا.
ويقول المسؤولون التونسيون إنهم ينوون استعادة كل أصول العائلة الحاكمة التي يمكن الوصول اليها، مع محاولة حماية العاملين في الشركات المعنية.
إلا أن كمية كبيرة من تلك الثروات إما استثمرت أو أودعت خارج تونس في بلاد مثل فرنسا وسويسرا والأرجنتين والإمارات.
كما ذكرت تقارير في الصحافة الفرنسية أن ليلى طرابلسي سحبت كميات من الذهب من البنك المركزي قبل مغادرتها تونس بقليل.
ويريد النشطاء من السلطات الدولية التحرك بسرعة لتجميد أصول العائلة ويشعرون بتفاؤل من القيود الآن في أوروبا والتي تحول دون تحرك الأموال بسهولة.
وكانت السلطات السويسرية جمدت عشرات ملايين الفرنكات وطائرة خاصة من طراز فالكون 9000 في جنيف.
ويستعد المسؤولون الفرنسيون لاتخاذ إجراءات مماثلة ، كما اتخذ وزراء خارجية أوروبا قرارا بتجميد أرصدة بن علي والطرابلسي.