سيدي أعلم أنكم هددتم بأنكم ستبطشون بمن يدعي أن الإنتخابات مزورة من غير دليل! ... فلا تعجلوا علي ولا تأمروا "مسرورا" ليطيح برأسى "ببالته" الشهيرة فإنما أنا أحد مواطنيكم ومحبيكم! وزعمي بتزوير الإنتخابات لكم لا عليكم! ... ودليلي عليه أن بعضا من جنودكم ممن يزعمون أنهم من محبيكم، قد أصيبوا بالعدوى ولحقتهم اللوثة! ... واستجابوا للإثارة والاستفزاز! ففعلوا فعلتهم التي ذكرت، زعما منهم أنهم يحاولون إخراج العملية في حلة ديمقراطية جميلة*! ... وفاتهم أن أجمل حلة ترتديها الديمقراطية هي الالتزام بأصوات الناخبين وتقديمها نتيجتها للجمهور دون حرج! حتى وإن كانت 100 % لصالح مرشح ما! ... وهو ما نعتقد حصوله لصالحكم في هذه الانتخابات! فالشعب الذي لم تتخلف مؤسساته ومنظماته وجمعياته وفعالياته، وحلاقوه وحلاقاته، عن مناشدتكم لقبول الترشح لا يمكن أن يتخلف 10.55 % منه عن انتخابكم! ... وإذا عممنا النسبة فإن ذلك معناه أن أكثر من مليون مواطن تونسي لا يريدونكم! ... وهذا لا شك كذب على مواطنيكم الذين صرتم تجرون منهم مجرى الدم في العروق! والذين لم يعرف جلهم غيركم رئيسا وقائدا وزعيما! الذين زوروا الانتخابات ممن زعم أنهم جندكم هزتهم تصريحات المناوئين وسخريتهم من ديمقراطية التسعات الأربع! ... أولئك الذين كثر هذيانهم قبل الانتخابات أنكم فائز لامحالة بنسبة تفوق 90 % ! معتبرين ذلك دليلا على التزوير لأنه لا يعقل حسب زعمهم أن يفوز رئيس بتلك النسبة! وفاتهم أن هناك حالات شاذة تثبت القاعدة وتؤكدها، أنتم أحدها! أنا على يقين من أن التزوير قد تم مجاراة لأهواء المرضى المقلدين لديمقراطيات الشعوب الباردة التي لا تعرف حبا وولاء ولا تحفظ برا أومعروفا! أستغرب كيف تُسند نِسب عالية لمن لا يستحقها ممن سبق وصرح بأنه سينتخبكم لأنكم الأقدر ولأنكم فوق المنافسة! أو حتى للذي زعم أنه سينافسكم منافسة الند للند! فقد أثبتت النسبة المضخمة التي حصل عليها أنه "ند" لأن كل واحد "وقدرو"! العملية الإنتخابية كانت نزيهة! ... وظروف الإنتخاب البيضاء كانت شفافة! ... وشهدت شفافيتها لكل من له عين تنظر وقلب يعي أن اللون الأحمر الممثل لكم ولحزبكم، كان يشع منها إشعاعا! وأن مواطنيكم قد هبوا زرافات ووحدانا! ... مرضى ومعوقين! ... حوامل ورضعا! ... شيوخا وعجائز! ... ليقولوا كلمتهم جميعا نعم للرئيس وحزبه! نعم للاستمرار! ... نعم لمواصلة المشوار! ... نعم "لرفع التحدي"! ... نعم للرئيس مدى الحياة! ... ولكل شعب ديمقراطيته! ... وتلك هي ديمقراطيتنا ولا نقبل في ذلك دروسا ومواعظ من أحد! و"إليّ عجبو عجبو، وإلى ما عجبوش يشرب وإلا يطير قرنو"! سؤالي إذا، كيف حصل التزوير ومن المسؤول عنه! وأين ذهبت ال 10.55 % ؟! أريد جوابا لأني أعتقد أن في الأمر كيد وتحريض للمواطنين على تغيير ولاءاتهم! أنا مدّع وأطالب بالتحقيق المستقل فيما حدث فإما أن يحاسب من منح أصوات الشعب لمن لا يستحقها، وإما أن أنال جزاء من شكك في الانتخابات دون دليل! يحيا الزعيم وتسقط بطانة السوء الجبانة التي لا يعول عليها في مواقف الحق! * أنا مقتنع حقيقة أن نسبة انتخاب بن علي من عدد الذين صوتوا كثروا أم قلوا أكثر من المصرح بها وأنه تم تخفيضها فعلا!