رسالة من السجين الناشط الحقوقي والإعلامي زهير مخلوف أكتب هذه الرسالة وأنا بسجن المرناقية الواقع بضواحي العاصمة التونسية ، أنا السجين الناشط الحقوقي والإعلامي زهير مخلوف ، عضو فرع تونس لمنظمة العفو الدولية وعضو مؤسس لمنظمة حرية وإنصاف الحقوقية ، وعضو سابق بالجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين الحقوقية ، وعضو ناشط في الحزب الديمقراطي التقدمي المعارض المعترف به وعضو قائمته الإنتخابية عن جهة نابل للإنتخابات التى تمّت يوم الأحد 25 أكتوبر 2009 ، وإعلامي بصحيفة السبيل أونلاين الإلكترونية المحجوبة في تونس .
في الوقت الذي تشهد فيه الجمهورية التونسية حدثا سياسيا هاما يتمثل في الإنتخابات الرئاسية والتشريعية يوم 25 أكتوبر 2009 ، وفي الوقت الذى إنتظرت أوساط عريضة من الشعب التونسي والنخب السياسية حدوث مبادرات من داخل السلطة القائمة بإتجاه الإنفراج السياسي ، تمّ إعتقالي وإيداعي السجن يوم الثلاثاء 20 أكتوبر 2009 ، على إثر تحقيق مصوّر حول المشاكل البيئية للحي الصناعي بولاية نابل ، والظروف الصعبة للحرفيين وإنعدام بنية تحتية . وقد كان إنجازي للتحقيق ضمن نشاط لجنة البيئة بالقائمة الإنتخابية "للحزب الديمقراطي التقدمي" بجهة نابل والتى حصلت على الوصل النهائي ، قبل أن تنسحب من السباق الإنتخابي بناء على قرار مركزي من الحزب قرر بمقتضاه الإنسحاب بعد أن أسقطت السلطات جلّ قوائمه الإنتخابية ، وحالت دون قبول مرشحه للإنتخابات الرئاسية الأستاذ أحمد نجيب الشابي بمقتضى تعديل دستوري .
وبعد إنسحاب الحزب من السباق الإنتخابي أرادت السلطات معاقبته في شخصي ، فدفعت بالسيد مراد لذيب الذى ظهر بمحض إرادة في تسجيل الفيديو موضوع الإحالة في التهمة الموجهة إلي من طرف النيابة العمومية ، وهي "الإساءة للغير عبر شبكة الإتصالات العمومية" وفق الفصل 86 من مجلة الإتصالات ، ليتقدم بشكوى كيدية ضدي يدعى فيها الإساءة إليه ويطالب بتعويضات مالية معتبرة وذلك بدفع من السلطات السياسية والأمنية ، على إثرها تمّ إستدعائي للبحث في مركز الشرطة بمعتدية المعمورة التابعة لولاية نابل ، يومي 15 – 16 أكتوبر 2009 ، وفوجئت يوم الثلاثاء 20 أكتوبر 2009 ، بإستدعاء من طرف مركز الشرطة تم بموجبه إتخاذ قرار الإحالة والإيقاف ضدي وتمّ إيداعي بسجن مرناق ، ومنه نقلت إلى سجن المرناقية .
وقد فوجئت بعد زيارة المحامين لي في السجن ، بتحويل الشاهد السيد سعيد الجازي إلى متهم وقد كنت قدمته لإثبات موافقة السيد مراد لذيب على الظهور في الفيديو لشرح واقع الحي الصناعي بنابل وظروف الحرفيين فيه ، وهو ما يثبت إصرار السلطة على توريطي وتلفيق التهمة ضدي لتجريدي من وسيلة الدفاع التى قدمتها لتبرئتي من التهمة الموجهة إلي ، وإحتجاجا على هذه المظلمة والتنكيل الذي أتعرض إليه من طرف السلطة دخلت في إضراب مفتوح عن الطعام منذ يوم الإربعاء 21 أكتوبر 2009 ، للمطالبة بإطلاق سراحي وتبرئتي من التهمة المنسوبة إلي .
وإنّي إذ أتوجه إليكم لأناشدكم بالتدخل السريع من أجل رفع المظلمة المسلطة علي وعلي أسرتي التى أخشى عليها من إنتقام السلطة والتنكيل بها بعد سجني ، خاصة وأن أعوان البوليس السياسي لا يزالون مرابطين أمام منزلي حسب ما أفادتني به زوجتى في آخر زيارة .